اهم الاخبار

أسرار الهدم والبناء في الإمارات.. بين أنقاض الأمس وأبراج الغد

في قلب النهضة العمرانية السريعة التي تشهدها دولة الإمارات، تتجدد معالم المدن بشكل غير مسبوق، وتُهدم أحياء كانت قائمة لعقود لصالح مشاريع تنموية ضخمة. وراء كل قرار هدم، تقف رؤية تخطيطية تقودها اعتبارات اقتصادية، عمرانية، بيئية، وأمنية. لكن ما لا يُقال أكثر مما يُقال… فهل كل هدم هو بالفعل ضرورة تنموية؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى لا تظهر للعلن؟

 

أسرار الهدم والبناء في الإمارات بين أنقاض الأمس وأبراج الغد.. أنواع الهدم في الإمارات:

عمليات الهدم لا تأتي دائماً بناءً على طلب المالك، بل تتوزع بين قرارات حكومية ملزمة، وطلبات فردية لأغراض تجديد أو استثمار ومن تفاصيل الأنواع:

- الهدم الإلزامي:

تُفرض من الجهات البلدية بسبب عدم مطابقة المبنى للمعايير الإنشائية أو السلامة.

تشمل العقارات المهجورة، الآيلة للسقوط، أو التي تقع في مناطق تطوير حضري جديد.

- الهدم التطويري (الاختياري):

يُنفذ بناءً على رغبة المالك لتجديد المبنى أو بناء مشروع جديد مثل - أبراج أو مراكز تجارية.

أكثر شيوعًا في المناطق التجارية أو القريبة من المشاريع السياحية.

- الهدم الاستثماري:

مدفوع بعوامل السوق العقاري، حيث يتم هدم مبانٍ منخفضة القيمة لبناء مشاريع مرتفعة العائد مثل الفنادق أو المجمعات السكنية.

 

الإجراءات القانونية للهدم:  

رغم أن قرار الهدم يبدو بسيطًا على السطح، إلا أنه يتبع مساراً قانونياً دقيقاً يضمن التوازن بين مصالح المالك، الدولة، والجوار إليكم تفاصيل الإجراءات:

- طلب التصريح من البلدية المحلية (مثل بلدية دبي أو أبوظبي).

- تقديم تقارير السلامة الإنشائية من مهندس معتمد.

- الحصول على موافقة هيئة الدفاع المدني لضمان سلامة الإخلاء.

- التنسيق مع شركات خدمات المرافق (كهرباء، ماء، اتصالات) لفصلها.

- إصدار إخطار رسمي بالهدم خلال فترة لا تقل عن 30 يومًا قبل التنفيذ.

- تحديد موعد للهدم بالتنسيق مع مقاول مرخص مختص.

 

التحولات العمرانية هل يُهدم التراث لصالح الحداثة:

أحد التحديات التي تواجه السلطات الإماراتية هي كيفية الحفاظ على التراث العمراني في ظل التوسع العمراني الكبير وهذه بعض تفاصيل التحولات:

- تم هدم عدد من الأحياء القديمة في أبوظبي ودبي لإفساح المجال لمشاريع مثل "برج خليفة" و"جزيرة السعديات".

- السلطات بدأت اعتماد سياسة إعادة تأهيل الأحياء التراثية بدلًا من هدمها الكامل كما في "حي الفهيدي" في دبي.

- التوازن مطلوب بين الحفاظ على الهوية الثقافية وبين جذب الاستثمار السياحي والاقتصادي.

 

مزايا قرارات الهدم والبناء:

رغم الجدل، إلا أن للهدم وإعادة البناء في الإمارات مزايا متعددة تنعكس على شكل المدن واقتصادها ومن أبرز المزايا:

- تحسين السلامة العامة عبر إزالة المباني المتهالكة.

- زيادة الكثافة السكانية والتجارية في المناطق الحيوية.

- جذب المستثمرين العقاريين بفرص تطوير جديدة.

- تعزيز البنية التحتية من خلال تطوير الطرق، المواقف، والمرافق.

- دعم الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط قطاع المقاولات والخدمات.

 

التحديات الاجتماعية والاقتصادية بين التحديث والإخلاء القسري:

عمليات الهدم لا تتم دائمًا بسلاسة، وتترك خلفها آثارًا اجتماعية على السكان الأصليين، خصوصًا في المناطق التي تُخلى دون توفير بدائل والتي هي:

- نقل السكان المؤقت يسبب اضطرابات في حياة العائلات.

- الخسائر العاطفية المرتبطة بهدم منازل قديمة أو تراثية.

- ارتفاع الإيجارات في حال إعادة البناء بمشاريع فاخرة.

- مخاوف من المضاربة العقارية في المناطق المعاد تطويرها.

- بعض المواطنين أعربوا عن قلقهم عبر منصات التواصل حول طريقة التعويض أو غموض أسباب الإخلاء.

 

التنظيم الرقمي تُدار العمليات رقمياً:

في إطار التحول الرقمي الذي تقوده الإمارات، أصبحت عمليات الهدم وإعادة البناء تدار عبر منصات إلكترونية دقيقة وشفافة ومن أبرز الأنظمة الرقمية:

- منصة "سمارت بروجكتس" في دبي: لمتابعة الطلبات إلكترونيًا.

- تطبيق "بلدي أبوظبي" لتقديم تصاريح الهدم والبناء.

- الخرائط التفاعلية للمناطق المستهدفة بالتطوير العمراني.

- نظام الإنذار المبكر للحالات الطارئة أثناء الهدم.

 

البناء بعد الهدم من يقرر ما سيُبنى:

لا يمكن لأي مالك أن يُقيم أي مبنى مكان المبنى المهدم كيفما يشاء، إذ يخضع الأمر لقوانين التخطيط الحضري مثل:

- يجب الحصول على موافقة تصميمية من بلدية المنطقة.

- الالتزام بكود البناء الموحد والمعايير البيئية.

- التأكد من ملاءمة المشروع مع خطة استخدام الأراضي في الحي المعني.

- بعض المشاريع تخضع لمراجعة من هيئات مثل دائرة السياحة أو الاستثمار.

 

الهدم في الإمارات.. خطة تنموية متكاملة تستند إلى رؤية اقتصادية وعمرانية بعيدة المدى

الهدم في الإمارات ليس فعلاً عشوائياً، بل جزء من خطة تنموية متكاملة تستند إلى رؤية اقتصادية وعمرانية بعيدة المدى. ومع التحول نحو بناء مدن ذكية ومجتمعات مستدامة، يبقى التحدي في الحفاظ على التوازن بين التقدم المعماري والحفاظ على الروح الاجتماعية والثقافية للمدن.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا