اهم الاخبار

أشهر أحياء مكة المكرمة سيتم إزالة بشكل نهائي بعد موسم الحج.. قرار جديد من الهيئة الملكية يدخل حيز التنفيذ

في ظل الطفرة التنموية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، بدأت مشاريع إعادة تأهيل الأحياء العشوائية في العديد من المدن الكبرى، مثل جدة، الرياض، ومكة المكرمة. ومن بين هذه المناطق برز حي النكاسة في مكة، الذي شكّل حالة خاصة لارتباطه بالمشهد الاجتماعي والسكاني والديني. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل الهدم كان ضرورة تطويرية أم حلًّا فوقيًا؟ هذا ما سنستعرضه في هذا التقرير المفصل.

 

أشهر أحياء مكة المكرمة سيتم إزالة بشكل نهائي بعد موسم الحج.. مقدمة عن حي النكاسة: 

- يُعد حي النكاسة أحد أقدم وأشهر أحياء مكة المكرمة، ويقع على بُعد كيلومترات معدودة من الحرم المكي، ما أكسبه أهمية جغرافية وسكانية استثنائية وهذه تفاصيل عن الحي:

- الموقع: جنوب غرب المسجد الحرام.

- الطابع العمراني: مبانٍ متراصة عشوائية بنيت منذ عشرات السنين.

- التركيبة السكانية: يضم سكانًا من جنسيات متعددة، معظمهم من ذوي الدخل المحدود.

- الأنشطة الاقتصادية: كانت تعتمد على الإيجارات منخفضة القيمة، وأعمال موسمية مرتبطة بالحج والعمرة.

 

أسباب الهدم التطوير العمراني أم تحسين جودة الحياة:

الهدم ليس عشوائيًا، بل جزء من مشروع متكامل لتطوير البيئة العمرانية وتحقيق أهداف الرؤية الوطنية، لكن بعض القراءات تراه خطوة مثيرة للجدل اجتماعيًا ومن أبرز أسباب الهدم الرسمية:

- إزالة المباني العشوائية المخالفة للأنظمة.

- الحد من التكدس السكاني وانعدام الخدمات الأساسية.

- رفع مستوى الأمان والبنية التحتية.

- توسيع نطاق المشاريع السياحية والدينية في مكة.

- تحسين صورة المدينة أمام الزوار والمستثمرين.

 

تفاصيل خطة التطوير ماذا سيُبنى بدلًا مما هُدم:

الحديث عن الهدم يجب أن يتبعه تفصيل عن ما يُبنى مكانه. في حي النكاسة، المشروع لم يكن إزالة فقط، بل جزء من مشروع تطوير حضري متكامل ومن ملامح الخطة:

- إنشاء مجمعات سكنية حديثة.

- بنية تحتية متطورة تشمل شبكات صرف، مياه، وكهرباء.

- مرافق خدمية متكاملة (مدارس، مراكز صحية، مساجد).

- مناطق خضراء وممرات للمشاة لتعزيز جودة الحياة.

- مسارات تجارية وسياحية لربط الحي بالحرم المكي.

 

مزايا التطوير بين تحسين الحياة وتحفيز الاستثمار:

رغم الجدل حول الإخلاء، فإن هناك مزايا لا يمكن إنكارها للمشروع على المدى البعيد ومن أبرز المزايا:

- تحسين المشهد الحضري للمدينة المقدسة.

- توفير مساكن آمنة للسكان بدلاً من الأبنية الآيلة للسقوط.

- زيادة الجاذبية الاستثمارية للمنطقة.

- تعزيز دور القطاع الخاص في التطوير العمراني.

- دعم الاقتصاد السياحي والديني.

 

التحديات والانتقادات الجانب الإنساني في مرمى التساؤلات:

رغم وضوح الجانب التنموي في المشاريع، إلا أن صوت السكان لم يكن غائبًا، حيث أثار الهدم تساؤلات عن التعويض، التوطين، والشفافية وهذه بعض تفاصيل التحديات:

- التعويضات: تفاوتت من حيث القيمة وسرعة الصرف، ما أثار احتجاجات.

- غياب البدائل السريعة: بعض السكان اشتكوا من عدم وجود سكن بديل مؤقت مناسب.

- فقدان التراث الاجتماعي: اختفى تاريخ اجتماعي وثقافي كان متجذرًا في الحي.

- صعوبة العودة: التطوير رفع من قيمة الأراضي، ما قد يمنع السكان الأصليين من العودة.

 

الجهات المسؤولة وآليات التنفيذ:

تكاملت عدة جهات حكومية لإتمام عملية الهدم والبناء ضمن إطار قانوني وتنموي والجهات المنفذة:

- الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

- أمانة العاصمة المقدسة.

- وزارة الشؤون البلدية والقروية.

- شركة داون تاون السعودية (إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة).

 

آليات التنفيذ:

- مسح شامل للمباني والسكان.

- إصدار إشعارات بالإخلاء.

- تقديم عروض تعويض.

- البدء بالهدم التدريجي تحت إشراف أمني وهندسي.

 

ردود الفعل الشعبية والإعلامية:

الإعلام والمواطنون تفاعلوا مع المشروع بنبرة مختلطة جمعت بين الأمل والتخوف وبعض مظاهر التفاعل:

- تغطية صحفية واسعة.

- فيديوهات توثق عمليات الهدم وانتقال الأسر.

- مطالبات على منصات التواصل الاجتماعي بتوضيح المخططات ورفع مستوى الشفافية.

- تقارير حقوقية تناولت آثار الهدم على الأسر محدودة الدخل.

في نهاية المطاف، لا يمكن فصل عمليات الهدم عن مشاريع التطوير الكبرى التي تشهدها المملكة. وبين مخاوف السكان وطموحات الدولة، يبقى التحدي الحقيقي هو التوازن بين البعد الإنساني والبعد العمراني. حي النكاسة لم يعد كما كان، لكنه يُراد له أن يعود بصورة أكثر تنظيمًا وأقل خطورة… ويبقى الزمن وحده كفيلًا بإثبات ما إذا كان ما يُبنى يستحق ما هُدم.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا