اهم الاخبار

مافيش هروب أو تحايل على النظام بعد اليوم.. ابتكار سعودي جديد لرصد المخالفات المرورية بدقة عالية تفوق نظام ساهر بنسبة 90%

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتُقاس الثواني بأرواح البشر، يبرز اختراع وابتكار سعودي بشريته تتجاوز التقنية، وذكاؤه لا يقتصر على البرمجة بل يشمل الوعي المجتمعي. مشروع بحثي من طالبين سعوديين في جامعة الملك عبدالعزيز يرصد المخالفات المرورية على مسار الطوارئ في لحظات – مشروع قد يكون المنقذ الصامت خلف الكواليس.

 

ابتكار سعودي لرصد المخالفات المرورية.. مقدمة المشروع عندما تتحول الفكرة إلى إنذار مبكر للنجاة:

في ظل التحول السعودي نحو البنية التحتية الذكية وتحقيق رؤية السعودية 2030، برزت مبادرة شبابية مبتكرة تهدف إلى مواجهة تحدٍ مروري يتكرر بشكل يومي: التعدي على المسار المخصص للطوارئ.

هذه المبادرة ليست مجرد تمرين جامعي، بل صرخة تقنية في وجه العبث الذي يعطل سيارات الإسعاف والدفاع المدني.

 

تقنية ترصد وتتعلّم تفاصيل النظام الذكي لرصد المخالفات:

كيف يمكن للتقنية أن تُحول كاميرا إلى عين قانونية ذكية؟

قام الطالبان أنس الحربي ومحمد المروعي بتطوير نظام ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا على خوارزمية YOLO الشهيرة، إضافة إلى مكتبة OpenCV، باستخدام جهاز صغير الحجم لكنه كبير الفعالية: Raspberry Pi.

بعد تدريب النموذج على صور متعددة تراعي تنوع المركبات وظروف الإضاءة، أصبح بمقدور النظام رصد المخالفات بدقة لحظية. المشروع أنجز خلال ثلاثة أشهر فقط بإشراف أكاديمي متخصص من قسم الجيوماتكس.

 

التحديات الميدانية التقنية تصطدم بالواقع:

ليست كل بيئة مناسبة للتطبيق، وهنا تكمن الحكاية الحقيقية.

واجه المشروع صعوبات حقيقية، أبرزها اختلاف الإضاءة بين النهار والليل، وسرعة المركبات التي تمر في المسار الطارئ.

الاختبارات التي جرت على تسجيلات فعلية من أحد الطرق السريعة أثبتت نجاح النظام بدقة 90%، وهي نسبة واعدة وقابلة للتحسين مستقبلاً.

 

مزايا النظام أكثر من مجرد رصد:

رغم أن الهدف الظاهر من النظام هو ضبط المخالفات، إلا أن فوائده تتجاوز حدود الرصد التقليدي، لتشمل تأثيرات أوسع على سلوك السائقين والسلامة العامة على الطرق ومن أبرز هذه المزايا:

- الرصد اللحظي للمخالفات في زمن حرج.

- تكلفة منخفضة تناسب النشر الواسع.

- القدرة على التكامل مع أنظمة المرور الحالية.

- المساهمة في رفع الالتزام السلوكي كما حدث مع نظام رصد حزام الأمان.

- قابلية التطوير السحابي وربط البيانات بالجهات المختصة.

 

المشروع ورؤية 2030 نحو مدن أكثر ذكاءً:

التكنولوجيا في السعودية لم تعد ترفًا، بل مسارًا تنمويًا متكاملاً والمشروع ينسجم مباشرة مع أهداف رؤية السعودية 2030، خاصة في محاور:

- التحول الرقمي الحكومي

- تطوير البنية التحتية الذكية

- تحسين جودة الحياة وسرعة الاستجابة للطوارئ

- كما أنه نموذج واقعي يؤكد قدرة الشباب السعودي على تحويل الفكرة إلى منتج قابل للتطبيق دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة.

 

المطلوب الآن من الابتكار إلى التطبيق الفعلي:

الابتكار وحده لا يكفي... التنفيذ المؤسسي هو الحاسم ورغم نجاح الفكرة، ما زال المشروع بحاجة إلى:

- توفير كاميرات ذكية في نقاط استراتيجية.

- بيئة سحابية لمعالجة البيانات بشكل متكامل.

- دعم مباشر من المرور، الدفاع المدني، والجهات البلدية لتطبيق النظام ميدانيًا.

 

مقارنة مع التجارب العالمية:

- في دول مثل ألمانيا وكندا، يتم رصد مخالفات الطوارئ باستخدام تقنيات مشابهة لكن بتكلفة عالية. 

- ما يميز المشروع السعودي هو بساطة التقنية وقوة الفكرة في بيئة تحتاج مثل هذا النوع من الأنظمة بسرعة.

- وجود رصد ذكي من هذا النوع قد يغير من السلوك المروري الخاطئ ويعزز الشعور بالمسؤولية. فالمخالف حين يعلم أنه مُراقب – لا بقسوة، بل بذكاء – سيتردد قبل أن يعتدي على حياة الآخرين.

 

ابتكار سعودي لرصد المخالفات المرورية.. انعكاس لوعي طلابي وطني يعي حجم التحدي ويقدم له حلاً بأدوات العصر

مشروع رصد مخالفات “مسار الطوارئ” ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو انعكاس لوعي طلابي وطني يعي حجم التحدي ويقدم له حلاً بأدوات العصر. في ظل دعم الدولة للمبادرات التقنية، فإن هذا المشروع يستحق الاحتضان والتوسعة ليصبح جزءًا لا يتجزأ من المنظومة المرورية في المملكة. ففي زمن السرعة، لا مجال للتأخير... حتى في رصد المخالفات.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا