- سيف الحموري - الكويت - الخميس 6 أكتوبر 2022 08:48 مساءً - مواطنون لـ«الأنباء»: «الصباحية» من أقدم مناطق الكويت لكن التطوير غائب عنها فشوارعها ومرافقها من حدائق وأرصفة ومراكز خدمية بحاجة إلى صيانة وتجديد
أجرى التحقيق: محمد الدشيش
تعتبر منطقة الصباحية من أقدم المناطق في محافظة الأحمدي، وهي مكونة من 5 قطع، 4 منها سكنية، والقطعة الخامسة للخدمات، وقد شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من المطالبات بتحسين الخدمات فيها والالتفات إلى المشكلات التي يعاني منها قاطنوها كتحسين أوضاع الشوارع والأرصفة والاهتمام بالمرافق العامة كالحدائق والتشجير، والتصدي لظاهرة الاستهتار والرعونة في القيادة عند البعض، وأيضا مواجهة تحول المنطقة إلى سكن للعزاب وغيرها من الأمور والمشاكل التي تابعتها «الأنباء» مع عدد من المواطنين الذين التقتهم خلال جولة استطلاعية في المنطقة لأخذ آرائهم وتصوراتهم عن المنطقة واحتياجاتها الأساسية والترفيهية أيضا، خصوصا أنها كانت من المناطق المميزة، فإلى التفاصيل:
في البداية، التقينا مع المواطنة وداد الخالدي التي قالت لـ «الأنباء»: منذ 53 عاما وأنا من سكان منطقة الصباحية، واليوم لدي أحفاد من مواليد هذه المنطقة، موضحة أن الصباحية الآن ماهي مثل الصباحية في السابق، حيث ان السكان في السابق كانوا معروفين، ولم تكن فيها بيوت للإيجار ولا عزاب، واليوم أصبحت الصباحية منطقة منكوبة، ولو تشوف الشوارع محفرة من سنتين ولم يتم إصلاحها إلى هذا اليوم، وحديقة الصباحية الشهيرة منذ 32 سنة لم يتم تطويرها ولم يتم حتى وضع ألعاب جديدة للاطفال، بالاضافة إلى الملاحق المؤجرة في البيوت للخادمات او السائقين، بالاضافة إلى الساحات الترابية التي من المفترض ان تكون متنفسا لأهالي المنطقة، بل اصبحت مصدر ازعاج لأهالي المنطقة بسبب تكدس الشاحنات فيها من وقت توقفها في الساعة الخامسة مساء إلى وقت خروجها في الساعة 6 صباحا، مما تسبب في تكسير الشوارع والارصفة، وقالت: اهالي منطقة الصباحية يعانون معاناة كبيرة في فصل الشتاء ومن الامطار بشكل خاص وذلك بسبب قيام مجموعة كبيرة من الشباب بالاستعراض بالسيارات واغلاق الشوارع دون حسيب او رقيب ونتمنى من الحكومة الاهتمام بالمنطقة لأنها منطقة قديمة ومحتاجة إلى رقابة وخدمات.
الخدمات العامة
والتقينا مع مصبح العازمي الذي قال: تعد منطقة الصباحة من مناطق الكويت القديمة، وتوزعت بيوتها على المواطنين على فترات وذلك في أعوام 1968 وبداية 1970 وآخرها قطعة 3 في عام 1978، والمنطقة تضم مواطنين من أبناء الكويت على اختلاف أطيافهم من قبائل وعائلات منذ نشأتها، وجميع أهالي المنطقة يعرفون بعضهم البعض إلى حد ما، ولكن الخدمات العامة في المنطقة صارت تتراجع بشكل تنازلي ولا تشهد أي تطور أو تحسن، وبكل اسف في كل فترة نفتقد خدمة أو ميزة في منطقة الصباحية مما يتطلب منا التوجه إلى المناطق المجاورة للحصول عليها.
وأضاف العازمي: من اهم المشاكل التي نواجهها سوء أحوال الطرق، ولو تشاهد بعينك ان كل شارع فيه حفرة أو أكثر منذ سنتين ولم يتم اصلاحها إلى هذا اليوم، وحتى بعض الحفر التي يتم اصلاحها نلاحظ أن بعض الجهات الخدمية تعود بعد فتره قصيرة للحفر في نفس المكان للاصلاح مرة اخرى، ولا نعرف ما الاسباب ولماذا لا يكون هناك تنسيق بينهم خلال تنفيذ الأعمال توفيرا للوقت والجهد ولمنع هدر الأموال؟
وزاد العازمي: نحن الآن في بداية الموسم الدراسي الجديد والطريق بين منطقة الصباحية ومنطقة فهد الأحمد لا يتطلب سوى 5 دقائق لكن الآن بسبب الزحمة اصبح الشخص بحاجة إلى اكثر من نصف ساعة، ونناشد اعضاء مجلس الأمة ايا كان توجههم وكذلك المسؤولين عن الوزارات والجهات الخدمية أن يحضروا للمنطقة لمشاهدة المشاكل المتعددة التي يواجهها اهالي الصباحية، والتي تحتاج إلى حلول عاجلة لتخفيف معاناة الناس.
دوار ومستوصف
أما فايز الشمري فقال لـ «الأنباء»: لعل اكبر مشكلة نواجهها في منطقة الصباحية هي دوار المنقف «اللي كنا نريده عونا وأصبح علينا فرعون» بسبب كثرة العمالة الخاصة بالشركات وخروجهم من هذا الدوار مع وقت خروجنا للدوامات او للمدارس وعودتهم مرة اخرى قبل الغروب، مما يسبب ازدحامات شديدة في المنطقة واغلاقا للشوارع.
وأوضح الشمري أنه يوجد في منطقة الصباحية صالتان للأفراح، ولكن بكل اسف في الوقت الحالي تم اغلاقهما ولا تقام فيهما المناسبات، وتم تخصيص احدى هاتين الصالتين لتوزيع «تموين الصفوف الامامية» والصالة الاخرى ما تزال مغلقة، ولا نعرف ما الاسباب.
وبالنسبة للخدمات الصحية، قال الشمري: استبشرنا خيرا عند افتتاح المستوصف الغربي بعد توقف دام نحو 4 سنوات، ولكن هذه البشرى ذهبت أدراج الرياح بسبب كثرة المشاكل في هذا المستوصف من نقص للأطباء والكوادر الصحية من ممرضين وفنيين، ونقص العمالة ونقص الأدوية ايضا، وكل ذلك يؤثر سلبا على صحة الناس ومستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم مما يضطرهم للذهاب إلى المستشفيات والمراكز الأخرى.
نفضة شاملة
كذلك التقينا مع محمد العنزي الذي قال: الصباحية تحتاج إلى نفضة شاملة، وها نحن الآن في الجمعية وعند خروجنا منها ستجد الروائح الكريهة تحاصرنا من كل اتجاه، وبكل اسف ان «الصباحية» تغيرت تركيبتها السكانية بشكل كبير، وفي كل عام يزداد هذا التغيير بسبب دخول العديد من أبناء الجاليات الأخرى للسكن فيها، غير اهاليها السابقين وخصوصا من الآسيويين، فلا يكاد يخلو شارع من بيت او بيتين يكون المستأجرون فيه من هذه العمالة الآسيوية.
وتحدث العنزي أيضا عن حديقة الصباحية وشوارعها، قائلا: ان الحديقة في نهاية الاسبوع وأيام العطل تجد العوائل بها قليلين جدا وتجد الآسيويين يملأون أرجاءها بشكل كبير، اما الشوارع والطرقات فحدث ولا حرج، واقولها بصرخة عالية «يا حكومة اهتموا بالصباحية واهل الصباحية وتراهم مواطنين مثل اهالي المناطق الأخرى».
توفير الأفضل
من جهتها، قالت ام مطلق العازمي: والله حرام ان تكون هذه الشوارع وهذا الخدمات في منطقة الصباحية، ففرق الأشغال يعملون في منطقة الصباحية منذ عامين ولم يتم الانتهاء من العمل، والمنطقة لا يتجاوز طولها كيلومتر ولا نعرف ما اسباب التأخير في انجاز اعمال الطرق في منطقتنا.
وأشارت أم مطلق إلى أن منطقة الصباحية زاد فيها عدد القسائم خلال آخر 7 سنوات بعد توزيع القطعة 4 وازداد عدد السكان وتردت الخدمات، وكل هذا «امام عيون النواب اللي وصلناهم إلى البرلمان» ونناشد المسؤولين بحل جميع مشاكل منطقة الصباحية من طرق ونقص خدمات وتوفير الأفضل بمتابعة النواب وجهود الجهات الخدمية من وزارات وهيئات ومؤسسات.
بدوره، قال عبدالعزيز العتيبي لـ «الأنباء»: نحن نعاني في هذه المنطقة من عدة مشاكل ولا ادري من أين ابدأ ولكن باختصار عندنا جميعة أغلى من كل الجمعيات، وعندنا مشاكل في أعداد الحفر الكثيرة الموجودة في الشوارع منذ عامين وأكثر ولم يتم اصلاحها، وعندنا مشكلة قلة النظافة والتي تحتاج إلى توجيه شديد من المسؤولين لأن اغلب النفايات تبقى في الحاويات لوقت طويل حتى تتم ازالتها من سيارات البلدية مما تتسبب بروائح كريهة في اغلب الشوارع وهذا قد يسبب انتشار الأمراض والحشرات والقوارض ولكل ذلك آثار سلبية على صحة السكان.