في قلب العاصمة السعودية الرياض، ينبثق مشروع حديقة الملك سلمان على امتداد ملايين الأمتار من المساحات الصحراوية، وهو مشروع استثنائي يُعدّ من أضخم مشاريع الحدائق الحضرية في العالم، حيث أن حديقة الملك سلمان. ليس مجرد مشروع تشجيري أو مساحة خضراء، بل هي نقلة نوعية في مفهوم التخطيط الحضري المستدام، وتجسيد ملموس لرؤية السعودية 2030 في تطوير المدن، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة البيئية. كما أن حديقة الملك سلمان ليست حديقة بالمعنى التقليدي، بل هي منظومة متكاملة من المساحات الطبيعية، والمناطق الثقافية، والمرافق البيئية التي تندمج بسلاسة مع الهوية المحلية والبعد العالمي. إنها حيث تتحول الرمال إلى ظلال، وحيث تُكتب قصة جديدة بين الإنسان والطبيعة في مدينة تتطلع لأن تكون بين أكثر مدن العالم ملاءمة للعيش.
حديقة الملك سلمان حيث تتحول الرمال إلى ظلال ... الغابة الوسطى قلب أخضر في صحراء الرياض:
تُعد الغابة الوسطى من أبرز مكونات حديقة الملك سلمان، حيث تُجسد تحولًا بيئيًا فريدًا في قلب العاصمة.
وتتوسط الغابة الوسطى الحديقة، وتُزرع فيها آلاف الأشجار المتنوعة، بما في ذلك الأنواع المحلية المتكيفة مع مناخ الرياض. تهدف هذه الغابة إلى توفير بيئة هادئة ومساحات ظل واسعة، مما يُحسن جودة الهواء ويُعزز الاستدامة البيئية. تُستخدم تقنيات ري حديثة تعتمد على المياه المعالجة، مما يُسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
الغطاء النباتي رئة الرياض الجديدة:
يُشكل الغطاء النباتي الواسع في الحديقة تحولًا بيئيًا يُعيد التوازن الطبيعي إلى المدينة.
كما تغطي المساحات الخضراء أكثر من 11.6 مليون متر مربع، وتضم أنواعًا متعددة من النباتات والأشجار المحلية والعالمية. يُسهم هذا الغطاء في تقليل درجات الحرارة، وتحسين جودة الهواء، وتوفير موائل طبيعية للحياة البرية، مما يُحول الرياض إلى مدينة أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
المزايا البيئية والاجتماعية نحو مستقبل مستدام:
تُقدم حديقة الملك سلمان مزايا متعددة تتجاوز الجوانب الجمالية، لتشمل الأبعاد البيئية والاجتماعية كالتالي:
- تحسين جودة الهواء: من خلال زيادة المساحات الخضراء واستخدام تقنيات ري مستدامة.
- تعزيز الصحة العامة: بتوفير مساحات لممارسة الرياضة والاسترخاء.
- دعم التنوع البيولوجي: عبر إنشاء موائل طبيعية للنباتات والحيوانات.
- تعزيز الوعي البيئي: من خلال المراكز التعليمية والمعارض التفاعلية.
المرافق الثقافية والفنية تلاقي الطبيعة والثقافة:
تُعد الحديقة مركزًا ثقافيًا وفنيًا يُعزز من الهوية الوطنية ويُشجع على التبادل الثقافي. وتضم الحديقة المجمع الملكي للفنون، الذي يحتوي على متاحف متعددة، ومسرح وطني، ومساحات للمعارض الفنية. تُوفر هذه المرافق منصة للفنانين والمثقفين، وتُسهم في تعزيز الثقافة والفنون في المملكة.
التكامل الحضري سهولة الوصول والربط:
تُصمم الحديقة لتكون متاحة للجميع، مع مراعاة التكامل مع البنية التحتية للمدينة. وتقع الحديقة في موقع استراتيجي وسط الرياض، وتُربط بشبكة من الطرق الرئيسية، وخطوط المترو، والحافلات، مما يُسهل الوصول إليها من مختلف أنحاء المدينة. كما تُوفر مسارات للمشاة والدراجات، مما يُشجع على التنقل المستدام.
حديقة الملك سلمان.. مشروع طموح يعيد تشكيل ملامح الرياض لتُصبح مدينة خضراء نابضة بالحياة
تُجسد حديقة الملك سلمان رؤية المملكة نحو مستقبل حضري مستدام، حيث تُحول الرمال إلى ظلال، وتُعيد تشكيل ملامح الرياض لتُصبح مدينة خضراء نابضة بالحياة. من خلال الغابة الوسطى، والغطاء النباتي الواسع، والمرافق الثقافية والفنية، تُقدم الحديقة تجربة فريدة تُعزز من جودة الحياة، وتُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
