الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الامارات

نيشان يفضح برامج الإثارة: الجرأة بلا أدب تُفقد الإعلام مصداقيته

الجمعة 21 مارس 2025 02:43 مساءً - متابعة- بتول ضوا

في عالم الإعلام اللبناني الذي يشهد تنافسًا محمومًا على المشاهدات، يبرز الإعلامي نيشان كصوت مختلف ينادي بالتوازن بين الجرأة والأدب. خلال ظهوره الأخير في برنامج “حبر سري” مع الإعلامية أسما إبراهيم، شن نيشان هجومًا لاذعًا على البرامج الحوارية التي تعتمد على الإثارة والفضائح لتحقيق الترند، مؤكدًا أن الإعلام الحقيقي يجب أن يكون قائمًا على القيمة وليس على الجدل الرخيص.

في بداية اللقاء، لم يتردد نيشان في وصف بعض البرامج الحوارية الحالية بـ”برامج الردح”، وهي التي تعتمد على الأسئلة الجريئة المفتقرة إلى الأدب فقط لتحقيق نسب مشاهدة عالية. وأوضح أن هذه البرامج، رغم نجاحها في جذب الانتباه، إلا أنها تفشل في تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية للمشاهد.

وأضاف: “الإعلام يجب أن يكون قائمًا على الإثارة الفكرية وليس على إثارة الجدل فقط. تحقيق المشاهدات لا يصنع نجمًا إعلاميًا حقيقيًا، بل يصنع ضجيجًا مؤقتًا يتبخر بعد انتهاء الحلقة.”

على عكس العديد من زملائه الذين يسعون إلى التفوق عبر المنافسة، يؤمن نيشان بمبدأ التكافل في العمل الإعلامي. وأشار إلى أن العديد من البرامج الحالية مقتبسة من أفكاره السابقة، سواء من حيث الشكل أو الموسيقى أو الديكور أو حتى المضمون. ومع ذلك، أكد أنه لا يقول ذلك لتفاخر، بل لإعطاء الفضل لفريق العمل والقنوات التي وثقت به طوال مسيرته.

كما لفت إلى أنه عندما انتقل من البرامج الحوارية إلى البرامج الاجتماعية، لاحظ أن بعض الفقرات التي قدمها سابقًا أصبحت برامج قائمة بذاتها. وأكد أنه يشعر بالاكتفاء بما قدمه، لكنه لا يزال يرغب في تقديم المزيد دون الحاجة إلى الدخول في سباق مع الآخرين.

أحد أبرز النقاط التي توقف عندها نيشان خلال الحلقة كانت موضوع الأسئلة الجريئة في البرامج الحوارية. وأكد أن الجرأة في الأسئلة يجب أن تكون مصحوبة بالأدب، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين الجرأة وقلة الاحترام.

وقال: “السؤال الجريء الذي يفتقد الأدب لا يُوجَّه للضيف فقط، بل أيضًا للمشاهد. الإعلامي الناجح هو من يعرف كيف يوازن بين طرح الأسئلة الصعبة والحفاظ على الاحترام المتبادل.”

بعد سنوات طويلة في عالم الإعلام، ما زال نيشان يحافظ على موقفه المتميز الذي يجمع بين الجرأة والأدب. من خلال انتقاداته الحادة لبرامج الإثارة، يقدم نموذجًا إعلاميًا مختلفًا يعلي من شأن القيمة والمحتوى الجاد. وفي وقت تسيطر فيه البرامج المثيرة للجدل على الشاشات، يظل نيشان صوتًا ينادي بإعلام أكثر احترافية وأقل استغلالًا للفضائح.

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا