الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

دعاة لـ «الأنباء»: تقوية الوازع الديني لدى الشباب ضرورة لمواجهة المخدرات

  • سيف الحموري - الكويت - الاثنين 25 يوليو 2022 10:16 مساءً - المذكور: التركيز على محاربة المخدرات عبرخطبة الجمعة وزيارة الدواوين بمشاركة الأطباء والأمنيين والاختصاصيين الاجتماعيين
  • العصيمي: هناك قصور من الدعاة في الوصول إلى الشباب بأماكنهم ومجالسهم ودواوينهم واستراحاتهم وملاعبهم
  • العليمي: المسجد هو جزء من منظومة وقائية ودفاعية إلى جانب كل من الأسرة والمدرسة وقوانين الدولة الصارمة
  • الحجرف: يجب أن تشتمل خطبة الجمعة والنشرات على توضيح نتائج هذه السموم المؤدية للجنون والانحراف الأخلاقي


ليلى الشافعي

للمسجد دور كبير في الوقاية من ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع، حيث يعد المؤسسة التي تغرس التربية السليمة والتحلي بأخلاق الإسلام في نفوس الشباب وله دور متكامل في بناء شخصية المسلم.

وعلى ضوء هذه الاعتبارات تبرز أهمية دور أئمة وخطباء المساجد في تحقيق رسالة بيوت الله المجتمعية وتفعيل الدور الوقائي من الآفات الاجتماعية التي تهدد استقرار المجتمع بمختلف أنواعها ومنها تعاطي المخدرات التي تفشت بشكل كبير في أوساط الشباب.

وحول دور المسجد في التصدي لظاهرة المخدرات استطلعت «الأنباء» آراء عدد من علماء الشرع الذين أكدوا ضرورة تنظيم حملة توعوية والحث على مكافحة المخدرات وأضرارها في خطبة الجمعة والعمل على التواصل مع الشباب في أماكنهم وبلغة تتناسب معهم، وفيما يلي التفاصيل:في البداية، أكد د.خالد المذكور ان للمسجد دورا فعالا في محاربة المخدرات ويقع على كاهل أئمة المساجد وخطبائها ودعاتها، مقترحا على وزارة الأوقاف تنظيم حملة دعوية لمدة شهرين تركز على محاربة المخدرات من خلال خطبة الجمعة، وإقامة محاضرات في المساجد الكبرى في المحافظات تغطى اعلاميا ويشترك فيها مع أئمة المساجد اطباء واجتماعيون ونفسيون وأمنيون، والقيام بطباعة منشورات تحذيرية وعلاجية بإشراف وزارة الأوقاف توزع على المصلين وأن يقوم الخطباء والدعاة بزيارة الدواوين والتحدث مع روادها وإفساح المجال لأي استفسار.

منبر الجمعة

بدوره، قال الداعية د.محمد ضاوي العصيمي: لا شك ان هذه الآفة فتكت بالمجتمعات ودمرت الشباب وأفسدت البيوت فزادت الجريمة وأشاعت الفوضى، هذا حقيقة يجعل الأمر يتداعى اليه الجميع لأجل ان يكافحها.

وأضاف العصيمي: على الإنسان ان يبذل الأسباب وأن تتكاتف جميع الجهات وهذا يحتاج الى تعاون مجتمعي وخاصة الدعاة، وذلك بعدة امور، أولها: التوعية، وأعظم منبر لذلك هو منبر الجمعة، وارى ان هناك قصورا من قبل الدعاة للوصول الى الشباب في اماكنهم وفي مجالسهم ودواوينهم واستراحتهم ومكان لقاءاتهم وفي ملاعبهم، وهذا امر مهم جدا فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتني بالشباب عناية فائقة ولا يغفل عنهم وكان يتفقد انديتهم ويتحدث معهم ويدعوهم برفق ويوجههم ويرشدهم.

وأكد ان الداعية لا ينبغي ان يكون منكبا فقط على مسجده بل يجب ان ينطلق في الدعوة الى الله في كل مكان.

وطالب الدعاة بزيارة المراكز التي يتواجد فيها هؤلاء المدمنون مثل مراكز الإدمان والسجون وغيرها ونحن لا نيأس من توبتهم وعودتهم بل يجب ايضا تحصينهم حتى لا يقعوا في الجريمة مرة اخرى.

قوانين صارمة

من جهته، ذكر د.راشد العليمي انه من القصور في الفكر لبلوغ سبل الوقاية من ضياع الشباب ان ننظر الى المسجد على أنه الأداة الوحيدة التي تعصم الفرد من الآفات وتقيه من الشرور مثل المخدرات والاعتداءات، ولنكن على يقين ان المسجد جزء من منظومة وقائية ودفاعية بجانب الأسرة والمدرسة وقوانين الدولة الصارمة.

وأكد العليمي ان المسجد فيه وقاية رائعة اذا اعطيناه مكانته السابقة من خلال حرص الآباء على اخذ اولادهم لأداء الصلوات، والاستماع للمحاضرات الشرعية الحياتية الهادفة والتعلق بالصحبة الصالحة، وقبل ذلك تفريغ النفس عن الاشغال الحياتية.

وتابع: هناك زيارات للديوانيات والمجمعات التجارية والمطاعم ولهذا فلن يجد الاولاد مع حركة الحياة المتسارعة وقتا للتواجد في المسجد بنفس هادئة، فالمسجد كان ديوانية الحي وبؤرة التواصل الاجتماعي التعليمي للناشئة بالتقاء أهل «الفريج» في اليوم الواحد لأكثر من صلاة وخصوصا في المساء لصلاتي المغرب والعشاء، حيث حركة العمل قد توقفت مبكرا والناس يسعون للسكون في منازلهم ومن بعد الفريضة تتقارب النفوس في البيت.

اما مع حركة الحياة العالية فأقول بكل أسى ان دور المسجد قد اصبح هامشيا في حياة الكثير من الشباب حيث ان فئة منهم لا يقترب منه إلا في صلاة الجمعة.

مسؤولية جماعية

من جانبه، أوضح د.سعد العنزي ان مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية تشمل جميع مؤسسات الدولة لخطورة الوضع الاجتماعي والنفسي والسلوكي داخل المجتمع وأنا شخصيا شاهد على هذه الأوضاع السلوكية المرعبة من خلال مركز إشراقة أمل للاستشارات النفسية والاجتماعية والنفسية والحالات الكثيرة التي شاركنا في علاجها واستشفائها وما زلنا نستقبل الحالات ممن سقطوا في ايدي الجريمة الآثمة.

وذكر العنزي انه للقضاء على هذه الآفة على المسؤولين مراقبة المصدرين والمهربين والموزعين للمواد المخدرة والتي تسببت في انحراف سلوك افراد المجتمع خاصة بعد انتشار مادة الشبو والكيميكال والهيروين والحشيش بصورة مخيفة وتسويقها.

وكذلك مواد مخدرة جديدة وغريبة غير معروفة يتم تداولها وتعاطيها هذه الايام تتسبب في التحول الى كائن آخر شديد الخطورة.

توعية الشباب

من ناحيته، أكد الشيخ رائد الحزيمي دور المسجد في توعية الشباب من خلال وعظهم وبيان مخاطر المخدرات وكشف المخطط الإجرامي لإفساد عقولهم وجعلهم مثل البهائم وسلب طاقاتهم وقوتهم العقلية والجسمانية، فلا شك أن للدعاة دورا كبيرا في التحذير من الانسياق وراء زيف وبهرجة الحرية في تعاطي اي مادة وان عقلك وجسمك ليس ملكا لك تفعل به ما تشاء، موضحا ان جميع القوانين الوضعية جرّمت كل عمل ينتج من خلاله الفساد والعطب للجسم.

الدروس والمحاضرات

في السياق ذاته، قال الشيخ بدر الحجرف: إن للمسجد دورا كبيرا في تقديم النصح والارشاد للشباب من خلال الدروس والمحاضرات وخطب الجمعة والنشرات التي تحث الشباب على الابتعاد عن هذه السموم التي تجلب الأمراض والجنون العقلي والانحراف الاخلاقي.

الوازع الديني

ولفت د.جلوي الجميعة الى أن للمجتمع دورا مهما في الوقاية من الوقوع في المخدرات والانحراف بشكل عام ابتداء من الأسرة ودورها في التربية الصالحة والمراقبة لأبنائها والتحذير من أصدقاء السوء.

ثم يأتي دور المسجد والمصلين بالتواصي بالحق (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، ودور الإمام وخطيب الجامع من خلال الخطب المنبرية او الدروس والخواطر الإيمانية ثم من خلال التوعية المدرسية والجامعية بالتحذير من الأساليب الحديثة التي يستخدمها المروجون لهذه الآفة بهدف فتح أسواق من خلال الإطاحة بالشباب والشابات حتى يصبحوا من المدمنين المشترين والمروجين للمخدرات بكافة انواعها دون اي رادع من دين او اخلاق والهدف تدمير مستقبل الأمة المنعقد على شبابها.

وزاد: الهدف الآخر هو الحصول على الأموال بأية طريقة كانت، ومن هنا نقول انه لا بد لمحاربة ومكافحة هذه الآفة تضافر جهود كل مؤسسات الدولة بدءا بالتوعية وتعزيز الوادع الديني وانتهاء بتفعيل الضبط القانوني والضرب بيد من حديد على كل عابث.

أهمية الحوار

ويرى الشيخ د.محمد الحمود النجدي أن للانحراف صورا كثيرة، وأهمها الانحراف الفكري الذي هو نتيجة حتمية للجهل بأصول الدين وأركانه وقواعده، والمسجد هو المكان المهيأ بالفعل لتعليم الشباب أمور دينهم دون غلو او تطرف، وحمايته من اي انحراف فكري، ودفع الشبهات التي تضعف انتماءه للدين، خاصة في بلدنا الكويت بفضل الله فيدرس فيه، ويتحاور حول جميع القضايا التي تهمه وتشغله، ويمكن التركيز في فترة الصيف في المساجد على القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتفسيرا.

وذكر النجدي ان المسجد بإمامه ورواده ودروسه يمكن ان يحمي الشباب من الانحراف الفكري، وأن يصنع منه مسلما معتدلا لا يميل الى التطرف، ولا يرغب في تضييع الواجبات، ويستطيع ان يوازن بين الأمور، ولا ينجرف مع اي تيار بعاطفة جياشة.

ولفت الى ان الانحراف السلوكي والأخلاقي نتيجة حتمية لضعف صلة الشباب بربه، وبعده عن الصلاة والتفاف أهل السوء حوله، والمسجد هو المكان الذي يرتبط فيه بالله تعالى، فتزكو فيه نفسه ويبتعد فيه عن الرذائل، ورفقاء السوء، ويتعلم فيه العقيدة فتثمر له صلة قوية بالخالق سبحانه، ويجد فيه الشباب اقرانه من أهل المسجد فيعينونه على طاعة الله.

وبين ان الشباب اليوم احوج ما يكونون لأن تقوى صلتهم بالمسجد وإمامه من ذي قبل، ذلك ان أمامهم مغريات كثيرة في ظل الفراغ والاجازة، والمخدرات احد المخاطر والشرور التي سهل تداولها وكذا أسباب الانحراف التي غزت الشباب في عقر دارهم.

وتابع: يمكن محاربة تعاطي المخدرات والإدمان عليها، في المسجد، وذلك ببيان حكم الشرع فيها، وحرمة تناولها، وتوضيح خطرها وضررها على النفس والمجتمع من خلال خطب الجمعة والدروس والندوات التي يقيمها الأئمة والخطباء في المساجد وهذا يقي الشاب الوقوع في هذا الخطر، وكما يقولون «الوقاية خير من العلاج»، وإن الشاب اذا تعمقت صلته بربه ترك جميع الموبقات وأقلع عن جميع الأعمال والسلوكيات التي تأباها الفطر السليمة.

تقوى الله

من جهته، قال الشيخ سعد الشمري: إن المسجد الذي أذن الله ببنائه وشرع للمسلمين أن يقيموا فيه صلاتهم له دور عظيم في تنشئة الناس تنشئة إيمانية تسمو بهم إلى غايات عظيمة ومقاصد نبيلة، ولهذا جعل من يرتاد هذه المساجد علامة لإيمانه، قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر)، وفي الحديث: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»، وقد وصفهم الله بوصف يدل على زيادة إيمانهم، وكمال عقولهم، وتمام مروءتهم، وحسن سجاياهم، ومن نظر في السيرة النبوية العطرة يجد ان المسجد هو مبدأ الانطلاقة الكبرى، ومنبع الصلاح الذاتي، ومصدر العزة للمسلم، وهو يتردد عليه 5 مرات في يومه وليلته، يستمع فيه الى الآيات الرحمانية التي فيها الترغيب والترهيب والموعظة والأحكام وأعاجيب القصص وذكر الجنة والنار. وأضاف الشمري: ولا يقتصر المسجد على إقامة الصلاة بل هو أساس للعلم النافع الذي به يعرف الحلال والحرام، فكم من جاهل تعلم في المسجد، فثمرات المسجد كثيرة، وآثاره في سلوك المرء ظاهرة عظيمة، يكفي ان الصحابة تخرجوا فيه، ومنه تعلموا العلم والإيمان، واستقاموا على الخير، وأشيد بإخواني أئمة المساجد أن يجعلوا المسجد منارة للعلم والدعوة والوعظ والإرشاد، ومحلا لحفظ القرآن والسنة، وأن ينشطوا لهذا الأمر العظيم، وأقول لأولياء الأمور: تعاهدوا أبناءكم على المساجد واصطحبوهم إليها فإنه المكان الآمن الذي يتعلق فيه المرء قلبه بربه، ويحفظهم من أصدقاء السوء الذين يجرونهم إلى سيئ الأعمال وقبيح الخصال منها الدخول في عالم المسكرات والمخدرات أو المفترات.

الاستعمار الحديث

من جهته، شبّه الباحث سليمان الرومي المخدرات بالاستعمار الحديث وهو المسؤول عن وقوع أبنائنا في بؤرة الإدمان بما يقدمه من أفلام تظهر المدمنين كأنهم يفعلون شيئا مباحا وأن هذا حقهم، ويعود على شبابنا بعدم إدراك خطورة المواد المخدرة التي تؤدي بهم في النهاية الى الهلاك والموت. وطالب الرومي بأهمية استدراك هذا الخطر قبل فوات الأوان وأن ننتبه إلى وسائل الإعلام وما تقدمه بعض المواقع من إعلانات خادشة ومشاهد مثيرة تجعل الشاب والمراهق يريد تجربة كل شيء، داعيا الآباء والأمهات إلى الالتفات حول أبنائهم وعدم تركهم بمفردهم دون حوار أو مناقشة، كما يجب ربطهم بالمسجد والقرآن منذ صغرهم، مناشدا القائمين على وسائل الإعلام أن يعوا الأثر السلبي لهذه المواقع التي تظهر عالم المخدرات وما يدور فيه فيلجأ الشباب الى التقليد، ويجب مراجعة ما يبث في وسائل الإعلام من أجل المحافظة على شبابنا وتركيز قيمنا وثوابتنا ولنستعين بالخبرات النفسية والاجتماعية الوطنية في علاج هذه الظاهرة.

الخراز: تعميق الإيمان في القلوب يعين على محاربة الفساد

قال الداعية د.خالد الخراز: لقد جاءت الشريعة الاسلامية السمحة لتحقيق مصالح العباد، وتدفع عنهم الفساد، وتدل الناس الى كل خير وتحذرهم من كل شر، وهذا من اهداف بعثة الأنبياء والرسل، ولهذا ما من خير الا ودلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من شر الا وحذرنا منه، فالإسلام دين الصلاح والإصلاح، قال سبحانه موجها عباده (ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين ـ الأعراف: 56).

وأضاف: حارب الاسلام الفساد بشتى صوره وألوانه وأشكاله، وعُدّ حفظ العقل من الضروريات الخمس الكبرى وهي: حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، فحفظ النفس من جملة الضروريات التي امر الله جلا وعلا بحفظها وعدم تعرضها للهلاك، قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما)، مؤكدا ان المخدرات تفسد جميع الضروريات الخمس، فالافساد في الارض شيمة المجرمين وطبيعة المخربين وعمل المفسدين، ففيه ضياع للاملاك وضيق في الارزاق وسقوط للاخلاق وانتشار للفوضى وقتل للانفس المعصومة، وشريعة الرحمن كلها نهت عن الإفساد في الأرض، ودعت الناس الى عدم الانقياد للمفسدين او معاونتهم في الإثم وبالأخص المخدرات والمسكرات، قال تعالى (ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون ـ الشعراء: 151).

وتابع: فالاصلاح هو سبيل أئمة الصلاح من الانبياء والمرسلين، وواجب على كل مسلم ان يسعى من موقعه للاصلاح في الأرض لا للإفساد، قال تعالى (ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها) بعمل المعاصي بعد اصلاحها بالطاعات، بعدم التغافل عما يفسد الاخلاق والاعمال والارزاق، فيا الله كم قطعت المخدرات من ارحام وجرت من عقوق وروعت من اسر واذهبت من اموال وافسدت في اعراض، ان المعد يتربص بكم الفساد ليذهب عقولكم وعقول شبابكم، فبدلا من الانتفاع بشباب المجتمع عملوا على ان يكونوا عالة كسالى يسرقون المال ويعتدون على الأنفس ويشغلون الدولة والداخلية والجمارك ووزارة الصحة ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والتربية والاعلام وغيرها، فبدلا من ان تتفرغ الامة لما هو اكبر واذا بمعاول الهدم تأتي من الخارج والداخل، لتفسد الأبدان والإديان والعقول، وفي الحديث الشريف مرفوعا «مدمن الخمر كعابد وثن».

وزاد: نرفض والناس يرفضون من يفسد العقول بالأفكار الهدامة والمناهج الباطلة، فكيف بما هو متحقق من افساد النفس الانسانية بالمخدرات، فالمخدرات تفسد البلدان والابدان، وما يعين على محاربة الفساد ومواجهة المفسدين، تعميق الايمان في قلوب الناس، وبيان قيمة الأمانة واهميتها في النفوس وفي المجتمع، قال تعالى (يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون). وذكر الخراز: ان العدو الخارجي الذي يترصدنا طوال هذه السنين لا يكل ولا يمل وينبغي ان نعد العدة له، كما ان العدو الداخلي اشد خطرا لصعوبة مقاومته لأنه غير مكشوف وله من الوسائل والادوات ما لا يخفى على المسؤولين، وفي زماننا هذا نجد ان اعدى الاعداء لأمتنا بعد محاربة الدين هو آفة المخدرات في جسد مجتمعنا، ونالت بيده الشريرة أبناءنا وفلذات اكبادنا ومستقبل امتنا ونحن حيالها يجب ان نقف وقفة مسؤولة ولا نترك الامر مقتصرا على الشرطة ومن معها، بل ينبغي ان تتضافر جهود كل المجتمع حتى نوقف شر هذا العدو ونقف له بالمرصاد بالوقاية من المخدرات قبل تداولها بالتعرف على ادواتها الخفية ومراقبة الجيل ونشر التوعية والفضيلة، ولنتذكر الحديث الشريف «كفى بالمرء إثما ان يضيع من يقوت». وبين الخراز كيفية النجاة من شر تلك الآفة قائلا: اولا الدافع الديني، ثانيا الدافع الأمني، ثالثا الدافع الاستراتيجي، رابعا الدافع الاقتصادي، خامسا الدافع الصحي، سادسا الدافع الاجتماعي. واكد ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية لم تترك فرصة الا وحذرت منها من خلال المؤتمرات والندوات وتوزيع النشرات واقامة المحاضرات، مؤكدا ان للمسجد دوره المهم في التوعية والعلاج والوقاية قبل ذلك، فالكلمة الصادقة لها أثر إيجابي، غير ان معاول الافساد كثيرة تعمل بالميدان، وقانا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

البلالي: مسؤولية كبيرة على الخطباء والوعاظ

قال رئيس مجلس ادارة جمعية بشائر الخير د.عبدالحميد البلالي: أشكر جريدة «الأنباء» على اهتمامها بقضية المخدرات وخطورتها، وان كان نصيب الكويت مقارنة بالدول الاخرى أقل، لكنها قضية كبيرة تزداد خطورتها كل يوم وايضا الكميات المضبوطة منها، ونشكر الجهود المبذولة من وزارة الداخلية لضبط هذه المواد، لكن الرغبة في الربح والثراء السريع وراء انتشار هذه السموم من معدومي الضمير.

وزاد: مما يؤسف له وأعتب على إخواني الخطباء والوعاظ ورجال الدين، ان هذه القضية المهمة لا تكون في خطبهم، فلا نسمع عن حكم الإسلام في المخدرات، مؤكدا ان لرجال الشرع دورا كبيرا ومهما في توعية الشباب ونصحهم. وقال: لقد جربنا في لجنة التوعية الاجتماعية العلاج الديني للإدمان بالتنسيق مع المستشفى النفسي، وأقلع الكثير عن ذلك الوباء، موضحا ان هناك مؤسسات تعالج من دون توعية دينية، فكانت النتيجة قليلة جدا ولا يمكن ان يردع الا برادع ذاتي، والدين هو اقوى رادع ذاتي، لذا ندعو الخطباء للمشاركة معنا في علاج المدمنين بلجنة التوعية وأن يبينوا في خطبهم خطورة الإدمان، وأن يزوروا مستشفى الطب النفسي لإلقاء الدروس لمعالجة المدمنين.

الشويت: إهانة الأبناء تدفع إلى التعاطي

أكد د.صالح الشويت أن من أبرز العوامل الاجتماعية التي تؤدي الى إدمان الأبناء الإهانة، وذلك من خلال استخدام اسلوب عقاب الأبناء بشكل مستمر، وبخاصة إذا كانت الإهانة اكبر من حجم المشكلة فيمكن ان يؤدي ذلك الى الإدمان، فعبارات الشتائم مثل: ( انت ولا شيء، انت فاشل، روح موت) كلها تؤدي الى تحطيم كرامة وشخصية الابن امام نفسه وأمام الآخرين فيشعر بالكره والاغتراب والخوف. أيضا تدخل علاقة الأب والأم غير المستقرة في دائرة اسباب ادمان الأبناء، كما تكتسب بعض الأسر ايضا سلوكيات غريبة تتنافى مع طبيعة مجتمعنا ويتعود عليها الأبناء تلقائيا مثل شرب الخمر وإقامة علاقات عاطفية للتسلية، فيتعلم الابن سلوكيات تفقده متع الحياة لأن كل شيء خطأ أصبح متاحا أمامه لتجربته.

ويحدد الشويت اسلوب التربية الذي يبتعد بأبنائنا عن مناطق الخطر في خريطة مراهقتهم وصباهم، حيث يركز بداية على ان نكون نحن كآباء وأمهات نماذج طيبة السلوك يحتذي بها اولادنا (فلا يكون احدنا مدخنا وينصح ابنه بعدم التدخين) ولابد من المناقشة والحوار المستمر مع ابنائنا منذ تعلمهم الكلام، ولنعتبر فترة الطفولة هي فترة إعداد يحصل فيها الطفل على المعلومات بمسار طفولته حسب احتياجاته وفي الوقت المناسب، فعند نهاية المرحلة الابتدائية مثلا يبدأ الوالدان في مناقشة قضية التدخين وأضرارها مع طفلهما.

Advertisements
Advertisements