ياسر الجرجورة - الرياض - الخميس 22 مايو 2025 04:58 مساءً - استقبل الدكتور على الغمراوى، رئيس هيئة الدواء المصرية، وفدًا سعوديًا رسميًا رفيع المستوى برئاسة الأستاذ الدكتور هشام الجضعى، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، وذلك بحضور الدكتور طارق الهوبى، رئيــس الهيئـــة القـــومية لســـلامة الغــــذاء، فى زيارة تهدف إلى توسيع مجالات التعاون الفنى والتنظيمى فى القطاع الدوائى، وتبادل الخبرات بما يعزز من التكامل الرقابى والصناعى بين البلدين الشقيقين، وتأتى هذه الزيارة فى توقيت بالغ الأهمية يعكس حرص القيادتين فى مصر والسعودية على دعم الشراكات المؤسسية التى تخدم الأمن الصحى العربى، وتُرسخ ريادة البلدين فى قطاع الدواء على المستوى الإقليمي.
وخلال كلمته، رحب الدكتور على الغمراوى رئيس هيئة الدواء المصرية، بالسيد الدكتور هشام الجضعى والوفد المرافق له، وأعرب عن بالغ سعادته وترحيبه بالأشقاء من المملكة العربية السعودية، وقال: إننا لنثمّن عاليًا وجودكم اليوم، وأن زيارتكم تعكس التعاون والشراكة التى تجمعنا لتحقيق الأهداف والمصالح مشتركة، وغايتها خدمة شعوبنا الكريمة.
وأوضح رئيس الهيئة أن العلاقات المصرية – السعودية عبر التاريخ كشراكة استراتيجية متكاملة، تشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية، وتترجم فى رؤية مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى معيشة شعبينا الكريمين، وفيما يخص قطاع الدواء، الذى يُعد من أكثر القطاعات حيويةً واستراتيجيةً، أكد د. على الغمراوى أن جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية تتصدران المشهد داخل الأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط؛ إذ تتبادل المملكة ومصر المركز الأول والثانى من حيث القيمة السوقية وعدد الوحدات المباعة، وهذا يضع على عاتقنا مسؤولية مضاعفة تجاه شعوبنا وشعوب المنطقة، لا سيما فى ظل التحديات الصحية العالمية.
وتابع: إنه من هذا المنطلق، نؤمن بأن تعزيز التعاون بين هيئتى الدواء فى بلدينا يمثل حجر الزاوية لتحقيق التكامل العربى فى مجال الدواء، صناعةً ورقابةً، بوصفنا شريكين استراتيجيين، فإننا نمتلك القدرة على تلبية احتياجات أسواقنا، وتعزيز أمننا الدوائى، خصوصًا وأن السوقين المصرى والسعودى يُعدان من أكبر مستوردى المواد الخام الدوائية فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشاد بما تمتلكه جمهورية مصر العربية من قاعدة صناعية راسخة فى القطاع الدوائى، تضم أكثر من 179 مصنعًا للأدوية منهم 11 مصنعًا حاصل على اعتمادات دولى ة، بالإضافة إلى 150 مصنعًا للمستلزمات الطبية، و5 مصانع متخصصة فى المواد الخام و4 مصانع متخصصة المستحضرات الحيوية، وأكثر من 986 خط إنتاج للأدوية، وأن جهود الدولة المصرية، خلال السنوات الماضية، أسهمت فى تعزيز قدراتنا التقنية والإنتاجية؛ مما مكننا من تحقيق نسبة اكتفاء ذاتى تقدر بـ 91% من احتياجات السوق المحلى، فضلًا عن التصدير إلى 147 دولة حول العالم.
واختتم حديثه قائلا: " أود أن أؤكد أن العلاقات بين بلدينا الشقيقين تتجاوز الأطر التقليدية للتعاون الاقتصادى، لتُجسد روابط أخوة متينة، ورؤية موحدة نحو مستقبل أفضل. وإن لقاءنا اليوم نريده فرصة حقيقية لرسم خارطة طريق مشتركة، بخطط واضحة المعالم، وإطار زمنى محدد، تعكس تطلعات قيادتينا، وتلبى آمال مواطنينا فى تكامل دوائى فعّال ومستدام".
من جانبه، ألقى الأستاذ الدكتور هشام الجضعى، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، كلمة عبّر فيها عن سعادته بهذا اللقاء البنّاء، مشيرًا إلى أن التعاون مع هيئة الدواء المصرية يمثل نموذجًا رائدًا للتكامل العربى فى المجال التنظيمى، ومؤكدًا على أهمية توحيد الجهود لتعزيز قدرات الهيئات الرقابية ودعم جودة وسلامة المستحضرات الدوائية فى المنطقة.
كما ناقش اللقاء تشكيل فريق عمل مشترك بين الهيئتين، يتولى وضع هذه الخارطة موضع التنفيذ، عبر آليات تنسيق مرنة، ومتابعة منتظمة، بما يضمن تحويل الرؤى إلى واقع ملموس، يدفع بمسيرة التعاون المصري–السعودى فى هذا القطاع الحيوى إلى آفاق جديدة، وأيضا مناقشة مذكرة التفاهم المقترحة بين الهيئتين، وتشكيل فريق عمل مشتر ك لاستكمال مسار التكامل الصناعى بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وذلك لمناقشة المعايير والمواصفات الفنية والتنظيمية المعتمدة لمستحضرات الطبية والصيدلية فى كلا البلدين، واستكشاف إمكانية تطوير أدوات إنذار مبكر مشتركة، تنظيم ورش عمل تدريبية متبادلة بين الهيئتين، لتعزيز بناء القدرات وتبادل الخبرات على نحو يخدم المصالح المشتركة، وتعيين نقطة اتصال رسمية من كلً الجانبين لتيسير التنسيق والمتابعة المستمرة.