اخبار العالم

أسعار الذهب تسجل ارتفاعاً قياسياً.. وتراجع جديد للدولار يُربك الأسواق.. توقعات مستقبلية للأسعار

راس الخيمة - كتابة ياسمين فواز - الاثنين 21 أبريل 2025 11:44 مساءً - مع تهاوي الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، يواصل المعدن الأصفر رحلة صعوده اللافتة مسجلاً أرقاماً تاريخية غير مسبوقة.

فقد لامس اليوم مستويات قياسية فاقت 3390 دولاراً للأونصة، في وقت يزداد فيه إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط مخاوف متصاعدة من ركود اقتصادي محتمل تغذيه الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، خاصة الصين.

الأخبار الأكثر قراءة الان:

عشبة جهنمية تقضي على الورم تماما تنمو في فصل الشتاء (تعرف عليها)

القبض على عدد كبير من المقيمين نتيجة ارتكاب هذه المخالفة.. الداخلية السعودية تؤكد

ارتفاع أسعار الذهب وتحليلات الخبراء:

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.99% لتصل إلى 3393.00 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 2.35% مسجلة 3406.70 دولار.

هذا الارتفاع اللافت دفع المعدن النفيس لتحقيق مكاسب تتجاوز 27% منذ بداية العام الجاري، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.

وقد أوضح محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة "سبائك"، أن الارتفاع المستمر في أسعار الذهب يأتي مدفوعاً بعدة عوامل رئيسية، أبرزها الضعف الملحوظ في قيمة الدولار، بالإضافة إلى تصاعد حدة الصراعات الجيوسياسية والتجارية.

وأشار صلاح، خلال حديثه مع قناة "العربية Business"، إلى أن "العلاقة السلبية بين الذهب والدولار واضحة، وأن المعدن الأصفر استفاد من انخفاض قيمة العملة الأمريكية"،

موضحاً أن حوالي 10% من إجمالي ارتفاعات الذهب البالغة 30% تعود مباشرة إلى تراجع الدولار.

كما توقع وصول سعر الذهب إلى مستويات أعلى قد تصل إلى 3500 دولار للأونصة "بمنتهى السهولة" قبل منتصف العام الحالي، في ظل استمرار العوامل الداعمة لصعوده. السياسات الاقتصادية وتأثيرها على السوق:

تشهد الساحة الاقتصادية العالمية توتراً متصاعداً نتيجة الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة ضد شركائها، وخصوصاً الصين.

فقد أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسبوع الماضي بإجراء تحقيق للنظر في إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة على جميع واردات المعادن الأساسية، فيما يعد تصعيداً كبيراً في النزاع التجاري العالمي.

 هذه الخطوة، إلى جانب عوامل أخرى مثل ضغط البيت الأبيض على الفيدرالي، قد تدفع باتجاه خفض أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي في مايو، مما سيؤثر سلباً على الدولار ويعزز صعود الذهب.

كما أكد أحمد عزام، رئيس الأبحاث وتحليل الأسواق في مجموعة إكويتي، أن الدولار الأمريكي يواجه ضغوطات متعددة ولم يعد يشكل ملاذاً آمناً بالنسبة للمستثمرين.

وأضاف خلال مقابلة مع "العربية Business" أن عمليات بيع سندات الخزانة الأمريكية من قبل دول مثل اليابان والصين تثير قلق المستثمرين وتدفعهم نحو شراء الذهب.

هذه التحركات تعكس تحولات عميقة في المشهد الاقتصادي العالمي وتضع علامات استفهام حول مستقبل هيمنة الدولار الأمريكي.

الذهب والبدائل الاستثمارية:

رغم الارتفاع القياسي لأسعار الذهب والتدفقات الاستثمارية المتزايدة نحوه، يرى محمد صلاح أن المعدن الأصفر لن يحل محل السندات الأمريكية كملاذ آمن عالمي.

وأوضح أن "السندات الأمريكية لن تشهد تخلياً كبيراً لأنها تظل من أدوات الملاذ الآمن التي تمنح عائداً، بينما الذهب لا يمنح عائداً مماثلاً".

كما أشار إلى محدودية الذهب مقارنة بحجم سوق السندات العالمي، مما يجعل من الصعب أن يحل محلها كأداة استثمارية رئيسية.

وتجدر الإشارة إلى أن حركة المعادن النفيسة الأخرى جاءت متباينة، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.63 دولار للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 0.2% إلى 969.20 دولار، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% ليسجل 959.20 دولار.

ويؤكد المحللون أن البنوك المركزية العالمية تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب، مع استمرار مشتريات بنك الشعب الصيني الشهرية وعودة البنك المركزي الهندي للشراء، وإن كان بمستويات منخفضة نسبياً بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.

مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية، يبقى الذهب خياراً مفضلاً للمستثمرين الباحثين عن الأمان.

ورغم عدم قدرته على منافسة السندات الأمريكية من حيث العائد، إلا أن قيمته كأصل يحافظ على الثروة في أوقات الاضطرابات الاقتصادية تتزايد أهميتها في المناخ الحالي.

ومع توقعات استمرار النزاعات التجارية وضعف الدولار، يبدو أن مسيرة الذهب الصعودية قد تستمر لفترة أطول، مشكلة تحولاً في البنية الاستثمارية العالمية نحو مزيد من التنوع والبحث عن بدائل آمنة وسط عاصفة من التقلبات الاقتصادية المتزايدة.

 

Advertisements
Advertisements