أعلنت موريتانيا بداية خطواتها نحو استخراج ثرواتها من باطن الأرض، واستثمار مكامن موارد الغاز على سواحلها الأطلسية، والخروج من قائمة الدول الفقيرة والتحرر من ضيق الحال، حيث يتوقع مراقبون أن الثروات الغازية التي تم اكتشافها في حقل غاز "السلحفاة آحميم" الكبير قادرة على أن تجعل هذا البلد الفقير ضمن قائمة الدول الغنية وتجاوز عددا من الدول العربية في الثراء والتنمية.
المعجزة حدثت اليوم بالفعل.. ظهور ثروة هائلة في هذه الدولة العربية الفقيرة ستغير موازين القوة بالعالم
أصدرت وزارة الطاقة الموريتانية بياناً مشترك مع نظيرتها السنغالية في نهاية ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري 2025، أعلنتا فيه افتتاح البئر الأول من حقل غاز "السلحفاة آحميم" الكبير الذي تقدر احتياطياته بنحو 25 تريليون قدم مكعب من الغاز، وأوضح البيان أن البئر الجديد من المتوقع أن ينتج نحو 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، في مرحلته الأولى.
واوضح البيان أن هذه الخطوة التي تمت بشراكة مع شركة بتروسين السنغالية والشركة الموريتانية للمحروقات، تمثل "محطة فارقة "في التعاون بين البلدين، خاصة أن يقع في منطقة حدودية بحرية بينهما".
ويتطلع الموريتانيون إلى أن تيهم عائدات ثروة الغاز في تحسين ظروفهم المعيشية، وتوفير فرص للشباب العاطلين عن العمل، إذ تبلغ نسبة البطالة 30 بالمئة في البلد العربي البالغ عدد سكانه نحو 5 ملايين نسمة.
اكتشاف حقل غاز السلحفاة آحميم الكبير
في أبريل/نيسان 2015، نجحت سفينة حفر تتحرك منذ عدة سنوات في المياه الموريتانية والسنغالية، في اكتشاف عدداً من آبار الغاز، أبرزها حقل غاز السلحفاة آحميم الذي واحد من أكبر حقول الغاز على المستوى الإفريقي، ويقع في المنطقة التي تقع على الحدود بين موريتانيا والسنغال.
وتقدر احتياطات هذا الحقل بنحو 25 تريليون قدم مكعب، وداخل منطقة «السلحفاة الكبير» تم حفر ثلاثة آبار، اثنان في المياه الموريتانية هما: «آحميم 1» و«السلحفاة 1»، وواحد في السنغال هو: «جومبيل»، وكانت هذه الآبار الثلاثة ناجحة إذ مكنت من الوصول إلى كميات معتبرة من الغاز الطبيعي عالي الجودة.
أهمية اكتشافات الغاز في موريتانيا
تستورد موريتانيا أغلب حاجيات الطاقة وتعتمد على السوق الدولية، لذلك تمثل اكتشافات الغاز الجديدة أهمية كبيرة، حيث ستسهم في تحقيق الأهداف التالية:
- خفض فاتورة الاستيراد وخلق نوعاً من التوازن.
- سوف يجعل موريتانيا في المرتبة الثالثة بعد نيجيريا والجزائر في إنتاج الغاز بالقارة الإفريقية.
- ستساهم في ضخ موارد مالية إضافية للخزينة الموريتانية، مما سيفضي إلى تنمية بعض المناطق، وخلق فرص عمل وخفض البطالة.
- سوف يشكل الإنتاج قيمة إضافية للسوق الوطنية، مثل إنشاء الكثير من الشركات المرتبطة بالطاقة وانطلاق الاستثمارات المرتبطة بالغاز والإنارة.
احتياطيات الغاز في موريتانيا
أعلنت موريتانيا في مايو/ أيار 2022 أن احتياطات الغاز المكتشف في البلاد تقدر بأكثر من 100 تريليون قدم مكعب، من ضمنها احتياطات الحقل المشترك مع السنغال.
وتقول الحكومة الموريتانية، إنها أكملت مخططات استغلال حقولها الخالصة من الغاز.