باسل النجار - القاهرة - الجمعة 20 يونيو 2025 10:31 صباحاً - في الوقت الذي يلجأ فيه كثيرون حول العالم إلى الغطس في الماء البارد، أو ما يعرف بـ"حمامات الثلج"، من أجل تقليل التوتر وتعزيز الاستشفاء العضلي وحتى المساعدة في حرق الدهون، كشفت دراسة جديدة عن نتائج معاكسة قد تفاجئ الكثيرين.
ففي دراسة حديثة أجرتها جامعة كوفنتري البريطانية، تبيّن أن الغطس في الماء البارد قد يؤدي إلى تحفيز الشهية بشكل خفي، مما يدفع الأشخاص لتناول كميات أكبر من الطعام بعد الانتهاء من الجلسة.
وخلال التجربة، جلس المشاركون في أحواض مياه بدرجات حرارة مختلفة (16 و26 و35 درجة مئوية) لمدة 30 دقيقة، قبل أن يُقدّم لهم طعام غير محدود من المعكرونة. وكانت النتيجة أن الذين تعرضوا لدرجات الحرارة الباردة استهلكوا سعرات حرارية أكثر بنحو 200 سعرة مقارنة بمن جلسوا في المياه الدافئة.
وأوضحت الباحثة ماري غريغ، المشرفة على الدراسة، أن هذه الظاهرة تعود على الأرجح إلى استجابة الجسم الطبيعية لانخفاض حرارته، حيث يسعى إلى تعويض الطاقة المفقودة عبر تناول الطعام، مشيرة إلى أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لفهم الآلية بشكل دقيق.
وتضيف المدربة الشخصية ناتاليا أليكسيينكو تفسيرًا لهذه الظاهرة، قائلة: "عند الغطس في الماء البارد، يعمل الجسم على الحفاظ على درجة حرارته، مما يؤدي إلى تفعيل عملية الأيض، لكن بعد الخروج من الماء تنخفض حرارة الجسم، وهو ما يحفّز الشعور بالجوع حتى لو لم يكن ملحوظًا في البداية".
وتحذر أليكسيينكو من أن هذا الشعور بالجوع قد يقود كثيرين إلى تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية وسريعة الامتصاص، ما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن، بدلاً من خسارته.
ولتفادي هذا الأثر العكسي، توصي بتناول أطعمة مغذية منخفضة السعرات بعد الغطس، مثل الكربوهيدرات المعقدة (كالبطاطا الحلوة والكينوا)، والبروتينات الخفيفة (كالبيض والسمك)، إضافة إلى الخضروات الورقية والمشروبات الدافئة للمساعدة في تدفئة الجسم من الداخل.
ولا تتوقف التحذيرات عند حدود الشهية فقط. فخبيرة اللياقة روندا باتريك أوضحت أن الغطس في الماء البارد بعد التمارين الرياضية قد يؤثر سلبًا على عملية تعافي العضلات ونموها، لأنه يقلل من إنتاج البروتينات المسؤولة عن إصلاح الأنسجة العضلية، خاصة بعد تمارين القوة مثل رفع الأثقال.
كما يحذر الأطباء من المخاطر الصحية المرتبطة بالغمر المفاجئ في الماء البارد، مثل اضطرابات التنفس أو حتى السكتات القلبية الناتجة عن صدمة الجسم للبرودة.
وفي المقابل، أظهرت دراسة كندية نتائج إيجابية للغطس المنتظم في الماء البارد، حيث أشارت إلى أنه قد يقلل من الالتهابات ويساهم في إبطاء الشيخوخة البيولوجية. وشملت الدراسة عشرة رجال مارسوا الغطس البارد يوميًا لمدة ساعة على مدار أسبوع، حيث لوحظ انخفاض في مؤشرات تلف الخلايا لديهم.
وبين الفوائد والمخاطر، تظل ممارسة الغطس في الماء البارد بحاجة إلى وعي وتوازن، خاصة لمن يسعون إلى استخدامها كوسيلة لتعزيز اللياقة أو فقدان الوزن.
للمزيد تابع الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك