في خطوة علمية واعدة، أعلن معهد فيزياء أشباه الموصلات التابع للأكاديمية الروسية للعلوم عن تطوير حساسات ضوئية متقدمة، تُعد حجر الأساس في بناء التلسكوب الفضائي الروسي الجديد "Spektr-UV"، الذي يُتوقع إطلاقه عام 2031 ليكون بديلاً للتلسكوب الشهير "هابل".
وأوضح المعهد في بيان صحفي أن العلماء نجحوا في تصميم حساسات ضوئية مبتكرة تعتمد على مركب السيزيوم واليود، لتعمل كـ"عيون إلكترونية" تُمكّن التلسكوب من التقاط الإشعاعات الكونية الخافتة بدقة غير مسبوقة. وتهدف هذه التقنية إلى تمكين العلماء من دراسة أجواء الكواكب البعيدة بحثًا عن مؤشرات على وجود الحياة، مثل الأكسجين والميثان.
وتعتمد الحساسات الجديدة على ما يُعرف بـ"الكاثودات الضوئية"، التي تحول طاقة الضوء إلى تيار إلكتروني قابل للقياس. ومن خلال دمجها مع مضاعفات إلكترونية وشاشات فوسفورية داخل أنظمة مفرغة من الهواء، يمكن للتلسكوب التقاط صور دقيقة في نطاق الأشعة فوق البنفسجية المفرغة (VUV)، وهي أطوال موجية كان يصعب رصدها في السابق.
الاختبارات أظهرت أن الكفاءة الكمومية لهذه "الكاثودات" بلغت 40%، وهو ضعف ما كان متوقعًا في التصميم الأولي، ما يُعد إنجازًا قياسيًا في هذا المجال. وتُعزز هذه الكفاءة قدرة التلسكوب على التقاط إشعاعات دقيقة جدًا لدراسة الغلاف الجوي للكواكب الخارجية، وربما اكتشاف آثار لحياة خارج الأرض.
ويُعد مشروع "SPEKTR-UV" ثمرة تعاون دولي تشارك فيه مؤسسات وهيئات علمية من مختلف دول العالم، بقيادة معهد علوم الفلك الروسي. ويتميّز التلسكوب بقدرته على رصد الأشعة فوق البنفسجية والموجات الكهرومغناطيسية في الفضاء، وهي مجالات لا يمكن للتلسكوبات الأرضية دراستها بدقة بسبب التداخلات الجوية.
بهذه التقنيات المتقدمة، تستعد روسيا لدخول مرحلة جديدة من استكشاف الفضاء، واضعة نصب أعينها الإجابة عن أحد أعقد الأسئلة: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟
للمزيد تابع الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك