اخبار العالم

قناة السويس.. معلومات وأسرار يجهلها الكثيرون عن أهم وأغلى منفذ بحري للتجارة العالمية

راس الخيمة - كتابة ياسمين فواز - الثلاثاء 29 أبريل 2025 12:54 صباحاً - تمثل قناة السويس واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، حيث تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مختصرة آلاف الكيلومترات من رحلات الشحن البحري العالمي.

ولعل ما يجهله الكثيرون أن هذا المشروع العملاق الذي يعتبر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية له جذور تاريخية عميقة تعود لآلاف السنين، وقصة مثيرة وراء إنشائه وتطويره ليصبح ما هو عليه اليوم.

الأخبار الأكثر قراءة الان:

عشبة جهنمية تقضي على الورم تماما تنمو في فصل الشتاء (تعرف عليها)

القبض على عدد كبير من المقيمين نتيجة ارتكاب هذه المخالفة.. الداخلية السعودية تؤكد

 يستعرض هذا التقرير بعض المعلومات والأسرار حول هذا الممر المائي الاستراتيجي الذي يتحكم بنحو 12٪ من التجارة العالمية.

الجذور التاريخية لقناة السويس:

تشير الدراسات التاريخية إلى أن فكرة الربط بين البحرين الأبيض والأحمر تعود إلى عهد الفرعون سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشرة، الذي كان أول من فكر في إنشاء ممر مائي غير مباشر عبر نهر النيل وفروعه.

ووفق ما تذكره كتب التاريخ، كانت السفن القادمة من البحر الأبيض المتوسط تبحر عبر النيل حتى الزقازيق، ومنها إلى البحر الأحمر عبر البحيرات المرة التي كانت متصلة به آنذاك.

هذه المحاولة المبكرة كانت تهدف إلى تسهيل حركة التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب.

في عام 610 قبل الميلاد، امتلأت هذه القناة القديمة بالأتربة وتشكل سد أرضي عزل البحيرات المرة عن البحر الأحمر.

وحاول الفرعون نخاو الثاني، المعروف باسم نيقوس، إعادة شق القناة، ونجح في وصل النيل بالبحيرات المرة، لكنه فشل في وصلها بالبحر الأحمر.

وبعد ذلك بنحو مئة عام، اهتم دارا الأول ملك الفرس بالمشروع، وأعاد ربط النيل بالبحيرات المرة، لكنه واجه نفس مصير سابقه في عدم القدرة على وصل البحيرات المرة بالبحر الأحمر إلا بواسطة قنوات صغيرة كانت صالحة للملاحة فقط خلال موسم فيضان النيل. تطوير القناة وإعادة فتحها

بدأ التاريخ الحديث لقناة السويس مع فرديناند ديلسبس، الذي حصل على فرمان الامتياز الأول في 30 نوفمبر 1854 من الحكومة المصرية لإنشاء شركة لشق القناة.

ونص هذا الفرمان على أن ديلسبس يجب أن ينشئ شركة ويشرف عليها، وأن مدة الامتياز تسعة وتسعون عامًا تبدأ من تاريخ فتح القناة، مع حصول الحكومة المصرية سنويًا على 15٪ من صافي أرباح الشركة.

وبعد انتهاء هذا الامتياز، تحل الحكومة المصرية محل الشركة وتستولي على القناة وكافة منشآتها، حسبما كشفت وثائق تاريخية.

وقد بدأ العمل الفعلي في حفر قناة السويس في 25 أبريل 1859 رغم اعتراضات بريطانيا والباب العالي، واستغرق المشروع الضخم عشر سنوات ليكتمل.

وتدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط في بحيرة التمساح في 18 نوفمبر 1862، والتقت مياه البحرين الأبيض والأحمر في 18 أغسطس 1869.

وتم افتتاح القناة رسميًا في 17 نوفمبر 1869 في حفل وصفته المصادر التاريخية بالأسطوري، بحضور ستة آلاف مدعو على رأسهم الإمبراطورة أوجيني زوجة إمبراطور فرنسا نابليون الثالث وعدد كبير من قادة العالم.

 وعبرت القناة في ذلك اليوم 77 سفينة، منها 50 سفينة حربية، وتكلف الحفل نحو مليون ونصف المليون جنيه، أنفقها الخديوي إسماعيل من خزينة مصر. الأهمية الاقتصادية والسياسية لقناة السويس:

مثلت قناة السويس منذ افتتاحها نقطة محورية في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية.

ومن المفارقات التاريخية أن بريطانيا التي عارضت المشروع بشدة في بداياته، سارعت في عام 1875 للاستحواذ على حصة مصر في الشركة، حيث اشترى رئيس الوزراء البريطاني دزرائيلي من الخديوي إسماعيل 176602 سهماً مقابل مبلغ 3.976.580 جنيه إنجليزي.

هذه الأسهم كانت تمثل 44٪ من مجموع أسهم الشركة، وبهذا أصبحت القناة تحت السيطرة المالية لفرنسا وبريطانيا، حيث امتلكت الأولى 56٪ من الأسهم والثانية 44٪.

ومثّل تأميم القناة في 26 يوليو 1956 على يد الرئيس جمال عبد الناصر نقطة تحول تاريخية في مصير هذا الممر المائي الاستراتيجي.

وعلى مر السنين، شهدت القناة تطويرات كبيرة استجابة للتطورات في صناعة النقل البحري. فبعد أن كان عمقها عند الافتتاح 7 أمتار ونصف،

والحد الأقصى لغاطس السفن المسموح به 22.5 قدماً، وصل غاطس السفن المسموح لها بالعبور إلى 66 قدماً في عام 2010، مما مكنها من استيعاب سفن الحاويات العملاقة بحمولة تصل إلى 17000 حاوية،

 بالإضافة إلى جميع سفن الصب من مختلف أنحاء العالم، مما عزز من مكانتها كشريان حيوي للتجارة العالمية.

ختاماً: ستظل قناة السويس شاهداً على عظمة الإنجاز البشري وأهمية الموقع الجغرافي لمصر. ورغم مرور أكثر من 150 عاماً على افتتاحها،

وتواصل هذه القناة لعب دور محوري في التجارة العالمية واقتصادات الدول،

ويتوقع أن يزداد دورها أهمية مع تزايد حجم التجارة العالمية وحاجة الاقتصاد العالمي إلى ممرات مائية آمنة وفعالة.

وتبقى هذه القناة شاهدة على قصة صراع وتحدٍ وإصرار، جعلت من حلم ربط البحرين حقيقة واقعة غيرت وجه التاريخ الاقتصادي العالمي.

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا