الخميس 20 مارس 2025 12:49 مساءً - في حوار خاص، تحدثت الممثلة الشابة ريم كوسا عن رحلتها في عالم التمثيل، من حلم الطفولة إلى الوقوف أمام كاميرا السينما والتلفزيون. تجربة غنية، مليئة بالتحديات والطموحات، تكشف من خلالها عن رؤيتها للفن وشغفها بالأدوار العميقة.
1. ريم، هل كنتِ تحلمين منذ الطفولة بأن تصبحي ممثلة؟
لطالما كان التمثيل حلمي منذ الطفولة، وشعرت بانجذابي إليه منذ اللحظة التي وقفت فيها على خشبة المسرح لأول مرة وأنا في التاسعة من عمري. كان المسرح عالمي الأول، حيث شعرت بشيء يشبه السحر، وكأنه المكان الذي أنتمي إليه.
2. درستِ في المعهد العالي للفنون المسرحية، كيف أثرت هذه التجربة على أدائك ورؤيتك للفن؟
كانت تجربة المعهد نقطة تحول أساسية في حياتي. انتقلت فيها من مرحلة الشغف العفوي إلى مرحلة صقل الموهبة أكاديمياً. لم يكن مجرد دراسة، بل رحلة لاكتشاف الذات، فهم الجسد، التحكم بالمشاعر، وتعميق الرؤية الفنية. أثرت التجربة عليّ فكرياً ونفسياً وجسدياً، وغيّرت نظرتي للتمثيل من مجرد أداء إلى حالة إبداعية متكاملة.
3. ما أكثر درس تعلمتِه خلال دراستك في المعهد، وتشعرين أنه كان نقطة تحول في مسيرتك؟
كل فصل دراسي كان بمثابة درس جديد على الصعيدين الشخصي والمهني، لذلك لا أستطيع تحديد لحظة واحدة فقط. كل مرحلة كانت تحمل تحدياتها، وكل تحدٍّ كان يصقلني أكثر ويكشف لي أبعاداً جديدة في التمثيل والحياة.
4. أول تجربة لكِ كانت في فيلم “نصر 25” مع المخرج جود سعيد، كيف كان إحساسكِ وأنتِ تقفين أمام الكاميرا لأول مرة؟
الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى كان مزيجاً من الرهبة والحماس. كان عليّ أن أنقل إحساسي بصدق، أن أعيش اللحظة وأتفاعل مع الشخصية دون تكلّف. شعرت بمسؤولية كبيرة، لكن أيضاً بسعادة غامرة لأنني أخيراً أحقق جزءاً من حلمي.
5. الآن يُعرض لكِ مسلسل “البطل”، كيف كانت تجربتكِ في هذا العمل ؟
تجربة “البطل” ستظل محفورة في ذاكرتي، لأنها أول تجربة تلفزيونية لي بعد التخرج، وسط زملائي من دفعتي، وتحت إشراف المخرج الكبير ليث حجو.
6.حدثينا عن شخصية “عتاب” في “البطل”، ما الذي جذبكِ إليها؟ وكيف قمتِ بالتحضير لها؟
شخصية عتاب لم تكن مكتوبة في النص الأصلي، بل أنا من اقترحتها، حتى أنني اخترت اسمها. أحببت أن أجسد فتاة سورية قروية بسيطة، طيبة، محبة بصدق، ترى الحب كشراكة حقيقية في الحياة. في زمن باتت العلاقات أكثر تعقيداً، كانت عتاب رمزاً للنقاء. تحضيري لها كان عاطفياً أكثر منه تقنياً، إذ أردت أن أكون صادقة في مشاعرها.
7.كيف كان التعامل مع المخرج الليث حجو؟ وما الذي يميزه عن غيره من المخرجين برأيك؟
العمل مع الليث حجو كان تجربة ملهمة. هو شخص متواضع وذكي، لا تشعر بوجود أي حواجز معه، مما يخلق بيئة مريحة للإبداع. يجعلك تشعر بالأمان، لأنه لن يخرج منك أداءً ضعيفاً، بل سيدفعك دائماً للأفضل. وبما أنها تجربتي الأولى، لا يمكنني المقارنة، لكنني أستطيع القول إن العمل معه كان استثنائياً.
8.ما أصعب مشهد واجهتِه حتى الآن؟ وكيف تمكنتِ من تجاوزه؟
كل مشهد يحمل صعوبته الخاصة، لكن الأصعب هو المشاهد التي تتطلب انفجاراً عاطفياً عميقاً. التعامل مع الانفعالات القوية دون مبالغة أو تصنّع هو التحدي الحقيقي.
9.هل لديكِ طقوس معينة قبل التصوير لمساعدتكِ على الدخول في الشخصية؟
أملك طاقة زائدة دائماً، لذا أحاول تهدئتها قبل المشاهد المهمة. أحياناً أمارس تدريبات على الصوت أو أعيد قراءة المشهد عدة مرات، ليس فقط للحفظ، بل لفهم كل كلمة وإحساسها قبل أن أنطقها.
10.من هو الممثل أو الممثلة الذين تحلمين بالوقوف أمامهم في عمل مستقبلي؟
هناك الكثير من الأسماء، لكن الوقوف أمام منى واصف سيكون بمثابة حلم يتحقق.
11.هل ترين نفسكِ أكثر في السينما أم في الدراما التلفزيونية؟ ولماذا؟
ما زلت في مرحلة الاكتشاف والتجربة، لذا لا أستطيع تحديد ذلك الآن. السينما تمتلك سحرها، بينما الدراما التلفزيونية تصل إلى الجمهور بشكل أوسع. أريد أن أختبر الاثنين قبل أن أقرر أين أجد نفسي أكثر.
12.ما الدور الذي تتمنين تقديمه مستقبلاً ويعكس شغفكِ كممثلة؟
أحب الأدوار المركبة التي تتيح لي استكشاف أعماق الشخصية، مثل الشخصيات التاريخية أو النفسية المعقدة. أطمح إلى تقديم شخصية تمر بتحولات كبيرة على مدار العمل.
13. إلى أين تريد ريم كوسا أن تصل في مسيرتها الفنية خلال السنوات القادمة؟
أطمح لأن أكون ممثلة استثنائية مجتهدة، وليس مجرد “نجمة جميلة”. النجاح الحقيقي بالنسبة لي هو أن أترك أثراً بأدواري، أن أكون قادرة على تقديم شخصيات تبقى في ذاكرة الجمهور.
14. كيف تقضي ريم وقتها بعيداً عن التمثيل؟ هل لديكِ هوايات خاصة؟
أقضي معظم وقتي مع عائلتي. أحب القراءة، ممارسة الرياضة، ركوب الدراجة، والرقص.
15. هل تتابعين مسلسلات معينة حالياً؟ وما هو آخر عمل أعجبكِ؟
أحاول مشاهدة أكبر قدر ممكن من الأعمال، وآخر عمل أعجبني كان “الزند” لأنه عمل متكامل من حيث النص، الإخراج، والتمثيل.
16. لو لم تكوني ممثلة، ما المهنة التي كنتِ ستختارينها؟
لا أستطيع تخيّل نفسي في مهنة أخرى. لو لم أكن ممثلة، كنت سأظل أسعى لأن أصبح ممثلة.
17. ثلاث كلمات تصف بها ريم كوسا نفسها؟
شغوفة، مجتهدة، وحالمة.
18. أخيراً، رسالة تحبين توجيهها لجمهوركِ الذي بدأ يتعرف عليكِ أكثر؟
لا أعرف إن كنت سأمتلك جمهوراً منذ تجربتي الأولى، لكن الجمهور هو كل شيء. إما أن يحبك ويمنحك طاقة للاستمرار، أو لا. آمل أن أكون عند حسن ظن من يتابعني.