ياسر الجرجورة - الرياض - الجمعة 23 مايو 2025 09:30 مساءً - في إنجاز علمي مبهر، نجح فريق من الباحثين في تطوير تقنية بصرية حديثة تتمثل في عدسات لاصقة تتيح للإنسان الرؤية في الظلام الدامس دون الحاجة لأي مصدر طاقة خارجي.
هذا الابتكار يمثل قفزة نوعية في مجال الأجهزة القابلة للارتداء، حيث تمكّن المستخدمين من إدراك الأشعة تحت الحمراء، التي لا تستطيع العين البشرية رؤيتها، بل وتمييز الإشارات الضوئية الدقيقة حتى مع إغلاق الجفون.
تقنية نانوية فائقة: كيف تعمل العدسات؟
تعتمد هذه العدسات المتطورة على جسيمات نانوية مدمجة في مادة مرنة وغير سامة، وهي ذاتها المستخدمة في تصنيع العدسات اللاصقة اللينة.
تتمتع هذه الجسيمات بقدرة فريدة على تحويل ضوء الأشعة تحت الحمراء إلى أطوال موجية مرئية، مما يفتح آفاقاً جديدة في تطوير أجهزة بصرية غير جراحية تعزز القدرات البصرية للإنسان بشكل غير مسبوق.
رؤية ليلية استثنائية وإمكانات غير محدودة
أوضح البروفيسور تيان شيويه، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، أن هذه العدسات تمنح مرتديها القدرة على التقاط إشارات الأشعة تحت الحمراء، مثل شفرات مورس، بدقة عالية حتى في الظلام الكامل.
والمثير للدهشة، أن قدرة المستخدم على تمييز هذه الإشارات تتحسن عند إغلاق العينين، لأن ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة يخترق الجفن بسهولة أكبر مقارنة بالضوء المرئي، مما يقلل من أي تداخل بصري.
آفاق مستقبلية: من عمى الألوان إلى توسيع الإدراك البصري
في خطوة تطويرية إضافية، نجح الباحثون في تعديل العدسات بحيث تستطيع ترميز أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء بألوان مرئية مختلفة.
فعلى سبيل المثال، تُحوّل الموجات ذات الطول 980 نانومتر إلى اللون الأزرق، و808 نانومتر إلى الأخضر، و1532 نانومتر إلى الأحمر.
هذه الخاصية قد تكون مفيدة للغاية للأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان، حيث تمنحهم القدرة على رؤية ألوان لم يتمكنوا من إدراكها طبيعياً.
يؤكد العلماء على الأهمية الكبرى لهذه التقنية في تعزيز القدرات البصرية للإنسان، مشيرين إلى أن معظم الطاقة الشمسية تُبث على هيئة ضوء تحت أحمر، والذي يبقى خارج نطاق رؤية البشر.
هذه العدسات تمثل خطوة محورية نحو تحقيق رؤية محسنة قد تحدث ثورة في مجالات متعددة.
نُشرت هذه الدراسة الرائدة في مجلة Cell.
تقنية النانو بصرياترؤية الأشعة تحت الحمراءعدسات لاصقة للرؤية الليليةعمى الألوان (علاج)