الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

الحلول الصينية لتحقيق الأمن المشترك.. بقلم: القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت ليو شيانغ


سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 26 أبريل 2022 07:20 مساءً - تناولت كثيرا القضية الأوكرانية مع أصدقائي الكويتيين مؤخرا، وهم قلقون للغاية من استمرار الأزمة وتأثيراتها السلبية، ويعتقدون أن الصين هي الدولة الكبرى الوحيدة التي لم تتدخل في الصراع، وأن حكمة الصين وقدرتها بإمكانها أن تساعد في تسوية الأزمة. نشكر أصدقاءنا الكويتيين على ثقتهم وتوقعاتهم للصين. فإن الصين، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم تنس أبدا مسؤولياتها، ولعبت دورا بناء في إيجاد حلول ملائمة للعديد من القضايا الساخنة بما في ذلك الأزمة الأوكرانية والحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمي لأول مرة في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2022 قبل أيام، وتحتوي المبادرة على النقاط الرئيسية التالية: التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والتمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، والتمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بالاهتمام بالشواغل الأمنية المشروعة لكل الدول، والتمسك بإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، والتمسك بحماية الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية. لم يشكل ذلك فقط استجابة للقضايا الأمنية الإقليمية الساخنة حاليا، ولكنه أيضا رسم ملامح واضحة لحل القضايا الأمنية المشتركة التي تواجه البشرية جمعاء، انطلاقا من تحقيق السلام الدائم والأمن الشامل.

إذا أخذنا قضية أوكرانيا كمثال، فإننا نعتقد أن الالتزام باحترام سيادة ووحدة أراضي جميع البلدان هو الشرط المسبق للحفاظ على السلام والأمن العالميين بشكل فعال. وفي الوقت نفسه، تعيش البشرية في مجتمع أمني غير قابل للتجزئة، فينبغي أخذ الشواغل الأمنية المشروعة والمعقولة لجميع البلدان على محمل الجد، ومعالجتها على نحو مناسب. لا الحرب ولا العقوبات هي الحلول الجذرية للنزاعات، ولا ينبغي حصر أوكرانيا في جبهة المواجهة بين القوى العظمى. يجب على جميع الأطراف أن تعمل على إخماد الأزمة، وتعزيز محادثات السلام، والسعي إلى إنشاء آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة.

ثم لنلق نظرة على التصعيد الأخير للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فسنجد أن التوترات في القدس المحتلة تذكر العالم مجددا بأنه لا ينبغي تهميش القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الجوهرية في الشرق الأوسط، وطالما لم تحل هذه القضية يوما، فإنه يصعب تحقيق الأمن في الشرق الأوسط، وبذلك يكون تحقيق العدل والإنصاف الدوليين أمرا غير واقعي. ظلت الصين تدعم نضال الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة. وإن «حل الدولتين» هو مخرج واقعي للقضية الفلسطينية، وأي خطة متحيزة أو ترتيب إقصائي لن ينفع. يجب دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية و«حل الدولتين» لتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.

إن الصين كصديق حميم وشريك استراتيجي لدول الخليج، تولي اهتماما بالغا لأمن الخليج. ندعم الحوار والتشاور على قدم المساواة بين دول المنطقة، والتفاهم والاهتمام المتبادلين لتحسين العلاقات بينها. ونقترح عقد اجتماع حوار متعدد الأطراف حول أمن الخليج لمناقشة بناء آلية ثقة وبناء إطار أمني مشترك وشامل وتعاوني ومستدام للشرق الأوسط تدريجيا. كما ندعم الدور الفعال الذي تلعبه دول مجلس التعاون الخليجي في تخفيف الوضع المتوتر في اليمن ودفع الحل السياسي لقضية اليمن، وتشجيع الأطراف المعنية اليمنية على انتهاز النتائج الثمينة التي حققوها في المشاورات السياسية الأخيرة كفرصة للمضي قدما في دفع عملية الحل السياسي لقضية اليمن.

ظلت الكويت كدولة مهمة في منطقة الخليج تلعب دورا رائدا في تعزيز الحوار والتشاور الإقليمي والحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة، وبشكل خاص في التوسط الناجح في الأزمة الخليجية، حيث حظيت بإشادة دولية واسعة. تشترك الصين والكويت في توافقات واسعة حول كيفية التعامل مع المتغيرات الكبرى في الوضع الدولي والإقليمي الراهن، وكيفية حل المعضلة الأمنية في الشرق الأوسط. يعد الأمن ركن أساسي للاستقرار وشرط مسبق للتنمية. إن الصين على استعداد للعمل مع الكويت وغيرها من دول المنطقة معا للمضي قدما في ترجمة مبادرة الأمن العالمي على أرض الواقع، وتقديم المزيد من المساهمات للسلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط والسلام والتنمية في العالم أجمع.

Advertisements
Advertisements