الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية أقامت ندوة افتراضية حول حريق المباركية

سيف الحموري - الكويت - الاثنين 25 أبريل 2022 07:20 مساءً - تحت رعاية د.مها السجاري، القائم بأعمال عميد كلية العلوم الاجتماعية، أقامت وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية ندوة افتراضية بعنوان «سوق المباركية بين 1970-2022 تحديات ودروس مستفادة من الماضي والأحداث الأخيرة» وذلك بالتعاون مع سفارة جمهورية إيطاليا في دولة الكويت، وشارك في الندوة البروفيسور البريكو بلجيوجوسو المصمم والمطور الإيطالي لساحة الصفاة والمباركية في عام 1970.

ورحبت القائم بأعمال عميد الكلية د.مها السجاري بالحضور وأعربت عن سعادة الكلية بالتعاون المتكرر مع سفارة جمهورية إيطاليا في إقامة ندوات ومحاضرات وورش عمل مرتبطة بمجالات الآثار والتراث، مضيفة أن الكلية من خلال وحدة الدراسات الأثرية والفولكلورية وأساتذتها على أتم الاستعداد لتقديم النصح والمشورة والرأي العلمي في عملية المحافظة على المواقع والمباني والمناطق التراثية والأثرية.

وقدم رئيس الوحدة د.حسن أشكناني خلال الندوة عرضا لتاريخ الأسواق في الكويت والتي كانت لفترة متأخرة تعد عصب الحياة الاقتصادية في مدينة الكويت القديمة، بوصفها المكان الرئيسي لعرض كل ما يجلب من الخارج عن طريق التجارة البحرية والبرية، كما أن الأسواق هي المكان الذي يزاول فيه أصحاب الحرف مهنتهم بتحويل المواد الأولية إلى منتجات مفيدة.

وأشار أشكناني إلى أن منطقة سوق المباركية اشتهرت بهذا الاسم في فترة متأخرة بعد انتقال مبنى مدرسة المباركية بالقرب من السوق، مضيفا أن عمر الأسواق الموجودة فيها يزيد على 180 سنة، إذ أشار الرحالة الأجانب في تقاريرهم إلى زيارتهم للسوق، وسجلوا ملاحظاتهم حول المقاهي والبضائع المعروضة، مثل الرحال الإيطالي موسيزانو في زيارته للكويت عام 1862، وكانت المنطقة تحتوي على أكثر من 23 سوقا مختصا مثل سوق الزل، وسوق الذهب، وسوق التجار، وسوق الداخلي، وسوق الأبواب، وسوق الطحين، وسوق الخبابيز، وسوق الجت، وسوق الصراريف، وسوق التمر، وسوق السمك، وسوق الخضراوات، وسوق البشتختات، وسوق الصفافير.

وأصبحت منطقة سوق المباركية فيما بعد واسعة لتشمل الشوارع والمعالم المحيطة بها مثل الشارع الجديد ودروازة العبد الرزاق وسوق الأقمشة وحديقة البلدية.

وأوضح د.حسن أشكناني أن الحريق الذي تعرض له سوق المباركية في 31 مارس 2022 أصاب جهة مهمة من الناحية الزمنية والمعمارية، فهي أقدم منطقة تاريخية في المباركية وتحمل عناصر أصيلة من السوق ومواد البناء المكونة من صخر البحر وطوب اللبن وطابوق الآجر ومادة النورة، وكذلك إسمنت فترة الأربعينيات وهي بقعة تشمل سوق الصفافير وسوق السلاح وسوق الطحين، وهو موقع مسجل ضمن قائمة سجل المباني التاريخية ذات الدرجة الأولى KHBR 11103-19 في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

من جانبه، أعرب البروفيسور البريكو بلجيوجوسو المصمم والمطور الإيطالي لساحة الصفاة والمباركية في عام 1970 عن بالغ أسفه لسماع خبر حريق جزء من منطقة أسواق المباركية، وقال بلجيوجوسو أنه قد أوكلت إليه مهمة تطوير المنطقة في عام 1969 ضمن عمله في شركة BBRP وحاول أن يعيد تصميم منطقة ساحة الصفاة لتتصل مع أسواق المباركية بطريقة تتواءم مع طبيعة الكويت البيئية والتاريخية من خلال عمل ممرات موازية لما هي عليها في أسواق المباركية، وكذلك شوارع مدينة الكويت القديمة، وقد أوضح باجيوجوسو أنه يمكن إعادة ترميم الجزء المحروق من منطقة المباركية بالمواد الأصلية نفسها، وكذلك بمواد مستهدفة قريبة من الشكل الأصلي، وذلك لضمان بقاء روح المكان التاريخي للحفاظ على قيمته الاقتصادية والثقافية باعتبار أسواق المباركية المكان الفريد الذي يجمع حرفيين كويتيين ومنتجات تقليدية، كما أنه مكان تتفق على رمزيته التاريخية جميع الأجيال، مشيرا إلى أنه يمكن فرز المواد الباقية من منطقة الحريق للتعرف على ما يمكن استخدامه في عملية الترميم والتطوير خاصة أن هنالك تجارب مع مناطق في أوروبا تمت إعادة ترميمها وإحيائها بإتقان.

وقال المستشار المعماري محمد خسروه من كلية العمارة في جامعة الكويت إن فكرة تطوير منطقة أسواق المباركية كانت محط اهتمام الحكومة منذ الستينيات، وتمت استشارة مكاتب عالمية، وتم تنفيذ بعضها وبعضها الآخر لم يتم، وكانت إحدى أهم المحاولات لتطوير المنطقة هي فترة السبعينيات التي قدم فيها البريكو بلجيوجوسو أفكاره في إضافة مساحات أسفل السوق وطوابق تعلو بعض المباني إضافة إلى تعديلات في بداية الألفية إذ منعت السيارات من الدخول إلى منطقة سوق الصراريف وسوق الغربللي والشارع الجديد، وحافظت على وحدة المكان وإفساح المجال لزوار المنطقة التحرك فيها.

من جانبه، أكد سفير إيطاليا في الكويت كارلو بالدوتشي استعداده للتواصل مع الجهات المسؤولة لتقديم خبرات الجامعات والمعاهد والمؤسسات الإيطالية لترميم المنطقة المتضررة من سوق المباركية لما لها من أهمية تاريخية وسياحية فهي الوجهة الأولى للجميع سواء للأهالي أو السائحين.

Advertisements
Advertisements