ياسر الجرجورة - الرياض - الثلاثاء 24 يونيو 2025 03:08 مساءً - قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن تغريدة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لا تعكس مسارًا حقيقيًا نحو السلام، بل هى مناورة سياسية جديدة ضمن مشروع "السلام الإبراهيمى" الذى يسعى ترامب لإحيائه، ودمج إسرائيل بالكامل فى المنطقة، ولكن دون حل جذرى للقضية الفلسطينية.
وأكد الشروف، فى مقابلة مع قناة "إكسترا نيوز" عبر «زوم» من رام الله، أن الولايات المتحدة تحاول فرض رؤيتها على المنطقة، مستبعدًا أن يقود اتفاق وقف إطلاق النار الأخير إلى استقرار دائم، خاصة أن العدوان الإسرائيلى على غزة لا يزال مستمرًا، ما يكشف أن إسرائيل تتعامل مع كل جبهة على حدة، وتفكك ما يعرف بمحور المقاومة الذى كانت طهران تتزعمه إعلاميًا دون ترجمة حقيقية على الأرض.
وأشار إلى أن إيران تسعى بالدرجة الأولى لحماية نظامها السياسى، وليس الانخراط فى مواجهات مباشرة للدفاع عن القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن طهران رفعت كشعار أكثر مما تحركت كفاعل حقيقى.
وأضاف أن حماس يجب أن تعيد تموضعها السياسي بعد ما جرى، والعودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، خصوصًا مع الإجماع العربى الداعم لحل الدولتين، ومبادرة مصر والسعودية وفرنسا لعقد مؤتمر دولى لإعادة الإعمار والحل السياسى.
وأوضح الشروف أن ما تعرضت له قطر من استهداف صاروخى إيرانى مباشر للقواعد الأمريكية على أراضيها، يكشف حجم المخاطر الناجمة عن تصعيد كهذا على الدول الخليجية، لولا التهدئة التى أعلنها ترامب.
وقال إن المنطقة شهدت حربًا إعلامية بين إيران وإسرائيل، لكن الجوهر الحقيقى للصراع لا يزال فلسطينياً – إسرائيلياً.
وأكد أن الزخم العربى والدولى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى يشكل فرصة نادرة يجب استثمارها بالتوجه المشترك نحو دعم الخطة المصرية، ومخرجات مؤتمر القاهرة، والجهود السعودية والفرنسية لإطلاق تسوية شاملة، محذرًا من أن تجاهل حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف سيبقى الصراع مفتوحًا.
واختتم قائلاً: "قوتنا كفلسطينيين تكمن فى تمسكنا بحقوقنا رغم الاحتلال، وإذا لم نأخذ حقوقنا كاملة، فلن نقبل أى حل جزئى أو مؤقت، هذه لحظة تاريخية لا يجوز تفويتها".