ياسر الجرجورة - الرياض - الاثنين 10 فبراير 2025 10:38 مساءً - قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، إن إعلان الفصائل الفلسطينية تأجيل تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين، والتي كان من المفترض أن يتم تسليمها السبت المقبل ضمن اتفاق الهدنة، كان متوقعًا، لأن تصريحات ترامب بقدر ما هي مثيرة للسخرية، فإنها في ذات الوقت تثير الرعب، ولا يجب التقليل منها.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON:"ترامب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بل ومن قبلها، وهو يهدد الشرق الأوسط، وكأن غزة هي شغله الشاغل ومشروعه الاستثماري."
وأشاد بالموقف العربي المناهض لأفكار ترامب وخططه تجاه قطاع غزة، معقبًا: "لا بد أن نواصل، وأن يبقى موقف الدول العربية كما هو الآن، حيث إن البيانات العربية التي تصدر تباعًا أعتبرها بيانات ذكية خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، إذ ركزت جلّ مضمونها على مشكلة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الوزراء الإسرائيلي شخصيًا".
وتابع:"نحن في مرحلة حرجة تحتاج إلى موقف عربي جاد وقوي، خاصة أن هناك قمة عربية مرتقبة لها أهمية قصوى".
وشدد على ضرورة أن تخرج القمة العربية بدلالات قوية، في مقدمتها تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك والإعلان عن تشكيل الجيش العربي، معلقًا:"نحن لا ندعو للحرب، ونتمسك بالسلام، لكن تشكيل الاتفاقية والجيش العربي المشترك سيكون دلالة ورسالة قوية، ليعلم ترامب أن العرب لن يكونوا لقمة سائغة أو سهلة، فهو واهم. الأمر لا يتعلق بتهجير الفلسطينيين إلى هنا أو هناك، سواء إلى مصر أو السعودية أو الأردن".
وأردف:"القضية الآن تتعلق بمصير المنطقة العربية، لأن القضية الفلسطينية هي خط المواجهة الأول مع العدو الإسرائيلي، وإذا سقط هذا الخط، فسيواصلون تنفيذ مخططهم الأول، وهو خارطة إسرائيل الكبرى، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي تؤكد أن إسرائيل الكبرى هي جلّ اهتمام من يديرون البيت الأبيض في عهد ترامب".
وحول مصير اتفاق الهدنة وما إذا كان قد انهار بالفعل، علق قائلًا:"بيان المقاومة اليوم يحمل رسائل للوسطاء، حيث التزمت حماس ببنود الاتفاق وأطلقت سراح الأسرى، لكن في المقابل، الاحتلال يعرقل تنفيذ ما يقع على عاتقه، من دخول المساعدات وغيرها".
وذكر أنه لا يتوقع انهيار اتفاق الهدنة في الوقت الراهن، بسبب رغبة الاحتلال والولايات المتحدة في الحصول على أسرائهم، معقبًا:"يرغبون حاليًا في استعادة أسرائهم، وبرغم تصريحات بن غفير الأخيرة، إلا أنه مقتنع أنه بعد 16 شهرًا من الحرب المستعرة على القطاع، لم يستطيعوا استعادة أسرائهم. ولكن إذا اكتمل ذلك، فحينها ستكون مخاوفنا من الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الاتفاق. أما الآن، فما زلنا في المرحلة الأولى بخططها الزمنية."
وأشادت الإعلامية لميس الحديدي، بالوحدة بين الدول العربية ومواقفها الثابتة ضد الخطة الترامبية الرامية إلى تهجير سكان قطاع غزة الفلسطينيين والاستيلاء على القطاع، قائلة: "الموقف العربي حاليًا في أفضل حالاته، وهو منبثق من أرضية ثابتة وقوية، ولا يوجد رجوع للخلف ولو لمرة واحدة".
وأضافت خلال برنامجها "كلمة أخيرة"، المذاع على شاشة ON: "مصر والسعودية والأردن، الذين ذكرهم ترامب، رفضوا خطته بشأن غزة، وترد هذه الدول باستمرار بردود أفعال سريعة أكثر من أي وقت مضى على تصريحاته اليومية، التي توحي وكأن قضية غزة هي الأهم لرئيس أكبر دولة في العالم".
وعلّقت على تصريحات رئيس وزراء إسرائيل، الذي ادّعى أن "مصر تعيق خروج الفلسطينيين من القطاع"، قائلة: "نعم، نتنياهو يواصل الكذب يوميًا، وأحدث تصريحاته غريبة بالفعل! مصر ترفض خروج أهل غزة منها؟ بالطبع، لأن مصر لا تريد تصفية القضية الفلسطينية، وتصريحات نتنياهو وترامب لا يجب أن تخيفنا، بل يجب أن نتعامل معها بشجاعة، لأنها تأتي في إطار الحرب النفسية".
واختتمت حديثها قائلة:"هذا الوقت مناسب جدًا ليُدرك دونالد ترامب واليمين الإسرائيلي المتطرف والمتبجح أن هناك دولًا عربية قوية، ربما نسي أو تناسى ذلك منذ حرب 1973".