اخبار الخليج / اخبار السعودية

الموقف العربى والوحدة الفلسطينية لمواجهة تحولات ما بعد الحرب على غزة

  • 1/2
  • 2/2

ياسر الجرجورة - الرياض - الاثنين 10 فبراير 2025 12:30 مساءً - من بين الميزات التى أتاحتها التحديات الأخيرة حول التهجير، أنها كشفت عن موقف عربى موحد ورافض للتهجير وللتحركات الإسرائيلية والمخططات، بالإضافة إلى التصريحات غير المسؤولة التى تستهدف الدول العربية الرافضة بحسم للتهجير وأى مخططات تضر بالقضية الفلسطينية،  فقد تحركت المملكة العربية السعودية دعما وتأييدا للموقف المصرى الرافض للتهجير، وأصدرت بيانا حاسما، كما تحرك وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، وأيضا فى واشنطن، كما أعلنت مصر إدانة التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة ضد المملكة، وأكدت أن أمن المملكة من أمن مصر، وهو أمر كشف عن تحركات وتنسيق عربى واضح ضد التهجير أو أى مخططات تمثل جرائم التصفية العرقية.

الشاهد أننا أمام موقف صلب وحاسم، وغير قابل للكسر، كما أن مصر دعت إلى مؤتمر قمة عربى طارئ بالقاهرة فى 27 فبراير الجارى، يمثل هو الآخر خطوة فى المواجهة، تكشف عن مواجهة عربية للمخططات الأمريكية والإسرائيلية، وتشير إلى أن العرب لديهم أوراق يمكنهم توظيفها فى مواجهة التحديات الوجودية والتلويح والتهديدات، وأن العرب يمتلكون القدرة على عمل جماعى وتنسيق، وموقف عربى يمكن أن يعوض غياب النظام العالمى العادل، والاستهانة الواضحة بالمنظمات الدولية، ومحاولة إضعافها، بما يمثل خطرا كبيرا على النظام القائم والذى يتطلب بالفعل إصلاحا ضروريا يعيد له فاعليته.

وقد أدانت مصر بحسم ومعها الدول العربية التصريحات غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلا حول التهجير إلى خارج الأراضى الفلسطينية، وأكدت مرارا أن الأمر بصدد حقوق غير قابلة للتصرف باعتبار أن الموقف الإسرائيلى ينطلق من غرور ويصطدم مع الدول العربية الكبرى التى تمثل ميزان التوازن فى المنطقة.

فى نفس الاتجاه فإن مصر أعلنت استعدادها لإعادة الإعمار من دون تهجير سكان غزة، وأبدت استعدادها لاستضافة مؤتمر دولى لبحث إعادة إعمار غزة بعد الحرب، وأنه لا حل غير إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

ويحتل ملف إعادة الإعمار النقطة الأهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وهو ملف ليس سهلا ويواجه الكثير من العراقيل حول إدارة قطاع غزة، ومدى القدرة على وجود حكومة فنية تمتلك القدرة على تحديد الأولويات ووضع أسس إعادة الإعمار وإدارة القطاع، وهذا يشغل مساحة فى مفاوضات المرحلة الثانية من التفاوض، باعتبار الوضع فى غزة ما بعد الحرب يتطلب أكبر قدر من الانتباه، والتفاعل من كل الفصائل لمعالجة آثار الحرب، وقد فرضت الحرب ولا تزال على الفلسطينيين السعى للتوحد، وإنهاء الانقسامات، وقد بذلت مصر جهودا لتوحيد الفصائل وإنهاء الانقسامات، كان آخرها اللقاء الذى تم فى العلمين الجديدة يوليو 2023، قبل شهور من عملية طوفان الأقصى، وترى مصر أن الوحدة الفلسطينية أولوية، حتى يمكن التحرك معا تجاه أى خطط أو مسارات للسلام، بجانب التعامل مع ما يتم طرحه من تحديات ومخططات تستهدف التهجير، خاصة أن هذه الحرب بجانب أنها الأكثر إجراما وعنفا بجانب استمرارها بلا توقف لأكثر من 15 شهرا، فقد شهدت تحولات كبيرة فى موازين القوى، عما كانت قبل 7 أكتوبر 2023، حيث تجاوزت غزة إلى جنوب لبنان وسوريا، وإيران، ومع اشتعال الحرب فى لبنان شهدت سوريا تحولا انتهى بهروب بشار الأسد، وتفكك الجيش، وبدأت مرحلة جديدة مع نظام جديد، فى وقت اجتاحت إسرائيل أراضى سوريا، واحتلت مساحات منها، يمكن أن تمثل مجالا لتنفيذ مخططات أخرى.

كل هذه التحولات تضعها مصر فى الاعتبار، وتتضمنها القمة العربية والمواقف التى يتم تنسيقها بشكل يعبر عن موقف عربى، قادر على استيعاب هذه التحديات والتعامل معها، باعتبارها تمس الأمن القومى العربى، وتتطلب عملا جماعيا يتفهم هذه التحولات ويكون جاهزا للانطلاق نحو الفعل، وعدم انتظار تحولات أخرى أكثر دراماتيكية.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا