عالم الفن والمشاهير

إبن الخواجات أصبح ممثل سينما وفتوة وجبار

باسل النجار = الرياض في الثلاثاء 11 فبراير 2025 02:57 مساءً - فى بداية القرن العشرين وصل إلى الإسكندرية رجل تركي اسمه محمد حسن أدهم.. اشتغل كتير وكسب كتير.. وفى يوم من الأيام يا سادة يا كرام قابل بنت يونانية جميلة وقع فى غرامها .. كلمة فموعد فلقاء.. فزواج..

محمد حسن كان غني والبنوتة اليونانية كانت غنية وكانت وارثة عن أبوها فيلا وأراضي وأموال.. وده اللي ضمن لها إنها تعيش هى وأولادها الخمسة حياة أرستقراطية ..

كون إن الأب أجنبي والأم أجنبية ضمن لأولادهم الخمسة.. نشأت وعادل وآمال وماجد وأمنية إن ملامحهم تبقى أجنبية.. وبقى كل اللي يشوفهم يقول للوهلة الأولى إن دول أجانب..

يوم بعد يوم كان الولاد بيكبروا .. ويجتهدوا.. وكان أبرزهم عادل اللي أبوه دخله كتاب الشيخ إبراهيم علشان يتعلم التجويد ويحفظ القرآن.. ولما كبر شوية دخله مدرسة إبراهيم باشا الابتدائية.. ولما الأساتذة لقوا إن جسمه رياضي صمموا على إنهم يشركوه فى كل الألعاب الرياضية الموجودة فى المدرسة..

جنب الرياضات المختلفة اللي كان بيمارسها فى المدرسة .. كان عادل شغوف بمتابعة الأفلام الأجنبية.. ده غير مدرسة الرقص اللي كان بيقضي فيها أغلب وقته..

وفى يوم من الأيام يا سادة يا كرام كان الشاب عادل أدهم بيتمشى علي البحر وهو بيستعرض عضلاته .. فشافه المخرج عبدالفتاح حسن اللي كان شايف فيه مقومات الجان.. فنده عليه وسأله : “تحب تشتغل فى السيما يا خواجة ؟”.. فرد عادل وقاله : “اه طبعا.. ده أنا مغرم بالتمثيل من صغري.. وبحب السيما أوي.. بس أنا مصري مش خواجة”.. فعبدالفتاح اداله عنوان وقاله “هتجيلى القاهرة بعد أسبوع وأنا هعمل منك نجم” ..

مشكلة عادل وقتها كانت إزاي يقنع أبوه الصارم الحاد اللي مش بيقبل النقاش بإن ابنه يبقى ممثل.. فقال بينه وبين نفسه “أنا رايح أجرب .. يبقى مش لازم صد*ام من أولها”.. واتفق مع أمه إنهم هيقولوا له إنه رايح رحلة القاهرة مع زمايله يومين وراجع ..

نزل عادل القاهرة.. راح العنوان للأستاذ عبدالفتاح المخرج.. وبعد تيست كاميرا قاله “انت بتمثل زي أفلام رعاة البقر”.. فعادل اندهش وقاله “يعنى إيه؟ منفعش؟” .. فعبدالفتاح قاله “لا تنفع.. بس محتاج تتدرب”.. فعادل قاله “طيب أنا محتاج أرجع بس إسكندرية أبلغ أسرتي بإن إقامتي فى القاهرة هتطول لأني جاي من ورا أبويا”..

رجع عادل إسكندرية وبدأ يضغط على أمه علشان تضغط على أبوه ويوافق .. وبعد محايلات الأب وافق.. لكن بشرط .. إن عادل يشتغل فى السيما فى الإجازة وبس .. وبعد ما يخلص دراسته يبقى حر يعمل اللي هو عايزة..

رجع عادل القاهرة محمل بالأحلام الوردية .. وراح فى أول يوم أجر أوضة فى بنسيون.. وتاني يوم نزل الاستديو فلقاه مقفول.. بيسأل الحارس عن السبب؟ فلقاه بيقوله إن الأستاذ عبدالفتاح حسن اتوفى والتصوير وقف..

وقف عادل وقتها مش عارف يعمل إيه؟.. يرجع إسكندرية ويقولهم الحلم اتبخر ولا يفضل فى القاهرة ويعاند ويقاوح؟..

فى الوقت ده افتكر إنه فى مرة كان قابل فى النادي فى الإسكندرية سيناريست اسمه محمد عثمان.. فرجع سأل الست صاحبة البنسيون على عثمان وعنوانه ويروح له إزاي.. فالست كلمت واحد قريبها كلم واحد صاحبه كلم واحد معرفة شغال فى السيما لحد ما قدروا يجيبوا له عنوان محمد عثمان..

وفعلا راح عادل .. وقدر عثمان يعرفه بالمخرج على رضا .. وقدر على رضا يجبب لعادل دور واحد من المدعوين فى الحفلة فى فيلم “جواهر” مع إسماعيل ياسين.. ومن بعده جاب له دور تانى فى فيلم “البيت الكبير”.. ومن بعده دور راقص فى فيلم “ماكنش ع البال”..

بعد سنتين مع الأدوار الصغيرة قرر عادل أدهم إنه يدور بنفسه على فرصة أكبر .. فراح لأنور وجدي.. وبعد ما عمل له اختبار سريع قاله “ارجع بلدك يا حبيبى انت ما تنفعش تمثل غير قدام المراية.. هو كل واحد شكله حلو وشعره مسبسب يقول أنا ممثل؟”.. واتقال فى الوقت ده إن أنور وجدي كان بيخاف من أي وجه جديد ممكن يلمح فيه موهبة لأنه ممكن يزيحه من مكانه كـ فتى أول على الشاشة..

نزل عادل أدهم من مكتب أنور وجدي على المحطة ومنها إلى الإسكندرية.. وعاش الفترة دي محبط .. مكتئب.. لدرجة إنه حلق شعره ع الزيرو علشان ما يخرجش من أوضته.. لكن بعد فترة من الاحباط واليأس وقع فى إيده كتاب “دع القلق وابدأ الحياة” فقراه وقرر إنه يرمى القلق ويبدأ الحياة.. وينزل للحياة العملية.. واشتغل فى بورصة القطن فى إسكندرية.. واستمر فيها 14 سنة لحد ما بقى مُحكم دولي.. وقال إن الفترة دي من أهم السنين فى حياته.. وإنها كانت “الجامعة اللي اتعلم فيها حاجات كتير جدا”..

عادل أدهم كان برنس البورصة.. شكلا ومضمونا.. لكن مع قرار تأميم البورصة بدأت أحواله المادية تتراجع.. وهنا فكر فى السفر زي زمايله برة مصر.. وفى يوم وهو رايح القاهرة يخلص الورق من السفارة.. راح لصديقه محمد عثمان علشان يودعه قبل السفر .. يومها لقى عنده المخرج أحمد ضياء الدين اللي أول ما شافه قاله “أنا عايزك فى فيلم جديد بعمله اسمه “هل أنا مجنونة”.. فعادل اعتذر وقاله “لا والله أنا جربت حظي فى السيما وخلاص مش عايز أكمل وهسافر”..

وهنا بدأ ضياء يكلم عادل فى إن السفر مش هيفيده وإنه لازم يستنى فى مصر ويكمل فى مجال الفن.. فعادل وبعد ما الكلام لعب بدماغه قرر إنه يجرب وقال “لو نجحت هكمل ولو فشلت هسافر وانسى الموضوع للأبد”..

وكانت المفاجأة اللي مكنش هو نفسه متوقعها إنه نجح وكمل لحد ما بقى واحد من أشهر النجوم اللى مروا على شريط السينما المصرية والعربية.. واللي صعب أنهم يتكرروا تاني..

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا