باسل النجار = الرياض في الثلاثاء 11 فبراير 2025 04:29 مساءً - اقترح الكاتب خيري حسين على أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، فكرة جميلة لجميع الإذاعات المصرية خلال شهر رمضان.. إليكم ما كتبه:
قبل أسابيع من عيد (من أعياد الأضحى المبارك ) – منتصف السبعينيات – أظنه كان عام 75 – أعلنت الإذاعة المصرية عن انفراد إذاعي مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ( سهرة ليلة العيد ).
بعد الإعلان مباشرة تعاقدت 14 إذاعة عربية – مع الإذاعة المصرية – على شراء حق البث المشترك.
وحضر هذا التسجيل وكتب لنا تفاصيله – وتفاصيل تفاصيله – الكاتب الصحفى محمود عوض. في الحديث – كما قال لي الأستاذ محمود – تعرف المستمع على تاريخ مصر الاجتماعي والغنائي والثقافي من خلال حديث الأستاذ عبد الوهاب.( فى صباح اليوم التالى من إذاعة الحديث اتصل عبد الحليم حافظ بمحمود عوض وقال له:
” بذمتك يا أخي قعدت كام يوم ترتب لإجراء هذا الحديث مع عبد الوهاب؟
رد محمود عوض قائلاً:
” والله يا حليم…ده جه بالصدفة!
رد:” صدفة؟..عليًَ أنا الكلام ده برضه”
ثم أغلق الخط وهو يقول:
” سلام بقى يا محمود علشان عايز أنام”
وعندما حكى محمود عوض لعبد الوهاب عن هذا الاتصال من حليم ظل يضحك حتى كاد أن يسقط على ظهره لولا أن مديرة المنزل – كان اسمها سعاد – قالت له:
” خير يا أستاذ محمد”؟
رد وهو مازال يضحك:
“خير طبعاً يا ثعاد” ثم عاد يضحك بشدة.
وعندما تذكرت – حديث الأستاذ محمود عوض عن هذه القصة والحوار – وحديث الأستاذ عبد الوهاب للإذاعة – فكرت أنا أُخاطب الإذاعة – أو بمعنى أدق – أُخاطب الأستاذ أحمد المسلمانى شخصياً – لأنه هو الآن – كما قال الأستاذ حسن حامد – :” بصيص الأمل”!
لكي أطرح عليه الفكرة التالية لشهر رمضان المبارك – وهى من وحي فكرة حوار الإذاعة مع محمد عبد الوهاب – والفكرة هى أن يطلب المسلمانى من رؤساء الإذاعات (( صوت العرب – البرنامج العام – الشرق الأوسط – الشباب والرياضة)) أن يعودوا إلى أرشيفهم الإذاعى التاريخى( كل مدير فى إذاعته) الذى لا يوجد مثله فى العالم العربي من شرقه إلى غربه ويستخرجوا منه الأحاديث الإذاعية ( وما أكثرها وأعظمها) التى جرت مع ( سكان مصر الحقيقيين) أمثال:
(( الشيخ زكريا أحمد – أم كلثوم – السنباطى – لويس عوض – ميلاد حنا – بيرم التونسي – نجاة – عبد الوهاب – فريد الأطرش – وغالى شكري – وزكى نجيب محمود ومحمد عبد المطلب وتوفيق الحكيم ويوسف أدريس ونجيب محفوظ.. وغيرهم )) والقائمة طويلة، وعظيمة، وكبيرة، وثرية، وغنية، بمثل هؤلاء القامات على أن يتم – بلغة المونتاج – تقطيع الحوار مقاطع قصيرة – على ألا يزيد كل مقطع عن دقيقة أو دقيقتين نسمع فيها صوت أم كلثوم مثلاً وهى تتحدث عن أبيها الشيخ إبراهيم وتكون هذه المقاطع عبارة عن فواصل تذاع على مدار اليوم.
إن اليوم – فى عمر الإذاعة – أى إذاعة – مدته 24 ساعة فما المانع أن نقطع من 24 ساعة (ساعة – 60 دقيقة) تكون موزعة(دقيقة أو دقيقتين) على مدار اليوم نستمع فيها إلى صوت هؤلاء العظماء وهم يتحدثون عن بداياتهم، وتكوينهم، وكفاحهم، ونجاحهم، وفى هذه الأحاديث – بطريقة غير مباشرة – نصائح وإرشادات وإشارات وعلامات وإضاءات على الطريق للأجيال الجديدة،تكلمهم، وتعلمهم، وترشدهم، وتذكرهم بكل ما هو جميل، وكل ما هو أصيل، وكل ما هو عظيم فى هذا الوطن.
على أن يكون ذلك – كما اسلفا – فى الشهر الكريم الذى هو الآن على الأبواب ( تخيل الإذاعة هذا العام وهى تتزين، وتتألق، وتتعلق، بأحاديث هؤلاء الكبار على مدار اليوم كفواصل قصيرة؟ )
إن هذا لو حدث سوف نشعر معه بالمعنى الحقيقي للانتماء للوطن، والمعنى الحقيقي للاجتهاد والعمل والدأب والكفاح والنجاح بعيداً عن لغة السوق والفهلوة ولعب التلات ورقات.(( والفهلوة ولعب التلات ورقات زاد، وانتشر، وتسرب، وتوغل فى الصحافة والثقافة والإعلام بصورة مزعجة ومؤلمة))
لذلك – ومن أجل ذلك – نحن فى حاجة شديدة لإعادة إذاعة أحاديث هؤلاء العظماء التى هى مدفونة، ومسجونة، ومخنوقة، فى( أضابير ) المكاتب التى اعتلاها الصدأ وغطاها التراب؛ لأننا – بسماعها – سوف نستمع لصوت مصر الحقيقي
فلا تحرموا مصر من (صوت هؤلاء)
ولا تحرمونا نحن من (صوت مصر)
وربما – إذا استجابت الإذاعة لهذه الفكرة – أن نسمع صوت محمد عبد الوهاب – مرة أخري – وهو يضحك ضحكته العالية ويقول لمديرة منزله:
“خير طبعاً..يا ثعاد”!
خيري حسن
•• الأحداث حقيقية والسيناريو من خيال الكاتب.
الصور:
عبد الوهاب
المسلمانى