عالم الفن والمشاهير

شيخ حارة نجوم مصر عبد الله مدني يكتب : ميمي شكيب وسراج منير

باسل النجار = الرياض في الخميس 9 يناير 2025 09:34 مساءً - ظل الفنان الكبير سراج منير عازباً حتى بلوغه سن الثامنة والثلاثين، لأنه انشغل بدراسة الطب في ألمانيا دون أن يكملها ثم انشغل بدراسة التمثيل السينمائي في برلين، والعمل في بعض الأفلام الألمانية الصامتة قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، التي نجا من أهوالها صدفة، بسبب تلقيه برقية من فرقة رمسيس المسرحية تطالبه فيها بالعودة للعمل معها، فعاد إلى مصر قبل أسابيع قليلة من نشوب الحرب وتوقف السفر والمواصلات.

ويعود أحد أسباب انصرافه عن دراسة الطب لصالح دراسة الفن إلى تعرفه في أحد النوادي البرلينية على مخرج ألماني سهل له العمل في السينما الألمانية بمقابل مالي ثابت، ناهيك عن التقائه وتأثره هناك بالمخرج المصري محمد كريم والفنان فتوح نشاطي اللذين كانا يدرسان الإخراج السينمائي والمسرحي في برلين في تلك الفترة.

في عام 1934، عمل مع زميلته الفنانة ميمي شكيب في فيلم «ابن الشعب» للمخرج الفرنسي موريس ابتكمان، فاشتعلت شرارة الحب في قلبيهما، وقررا أن يتزوجا، لكن عائلة سراج منير الارستقراطية المعروفة، ووالده عبد الوهاب بك حسن مدير عام التعليم بوزارة المعارف آنذاك رفضا بحجة أن ميمي شكيب امرأة مطلقة ولديها ابن من زواج سابق.

كانت ميمي، أو أمينة بحسب أوراقها الرسمية، فتاة جميلة ومتميزة وموهوبة من مواليد 25 ديسمبر 1913 ومن أصول شركسية، وتجيد اللغتين الفرنسية والإسبانية، ويعمل والدها مأموراً لقسم شرطة حلوان.

وكان دخولها مجال الفن قد قوبل بالرفض من أسرتها بحجة «تقاليد العائلة»، قبل أن تتم الموافقة بعد جهود ووساطات بذلها الفنان الكبير سليمان نجيب والفنانة القديرة زينب صدقي، استجابة لطلب من الفنان يوسف وهبي الذي اكتشفها صدفة على بلاجات الإسكندرية.

إلى ذلك، كانت ميمي قد تزوجت للمرة الأولى من ابن خالها شريف نجل رئيس وزراء مصر الأسبق إسماعيل صدقي، الذي تطلقت منه وهي حامل بسبب خيانته لها، ثم تزوجت من رجل الأعمال جمال عزت الذي لم يستمر معها طويلاً.

في عام 1942 تزوج سراج منير من ميمي شكيب، رافضاً الانصياع لنصائح أسرته، فعاشا حياة زوجية سعيدة قائمة على الحب والاحترام والتفاهم على مدى 15 عاماً متواصلة انتهت بوفاة سراج منير بذبحة قلبية مفاجئة عام 1957، قيل إن السبب فيها ناجم عن خسائر كبيرة (40 ألف جنيه) تكبدها من وراء إنتاج فيلم لم يحقق سوى إيرادات لم تتجاوز عشرة آلاف جنيه، ما اضطره لرهن الفيلا التي بناها ليعيش فيها مع زوجته.

والإشارة هنا إلى فيلم «حكم قراقوش» سنة 1953 من إخراج شقيقه المخرج المعروف فطين عبد الوهاب، والذي يتحدث عن حقبة من تاريخ مصر ويعالج قضايا الفساد والرشوة والمحسوبية.

حزنت ميمي كثيراً على فراق زوجها سراج منير، ولم تتزوج من بعده إلى أن توفيت في حادثة مأساوية غامضة بتاريخ 20 مايو سنة 1983 (سقطت من شرفة شقتها وقيل إنها انتحرت، وتعرضت للتعذيب ودفع بها من الشرفة)، سبقها دخولها السجن في قضية، قيل إنها مدبرة ضدها، وخروجها من الحبس وهي تعاني من احتباس الصوت جراء بكائها المتواصل، ومصابة أيضاً بالشلل والاكتئاب والأمراض النفسية.

ولعل ما زاد حالتها سوءاً تهرب المخرجين والفنانين منها، وانسداد كل أبواب الرزق أمامها.

عرف زواجهما بأنه أحد أبرز وأشهر الزيجات في الوسط الفني المصري في الزمن القاهري الجميل.

وأرجع الناقد محمود عبد الدايم السبب في مقاله بجريدة النهار الكويتية (31/3/2024) إلى ثلاثية «الحب، الاحترام، التفاهم» التي سادت بين الطرفين، بل مضى قائلاً إن زيجة ميمي شكيب الثالثة تثبت أن «التجربة الثالثة» يمكن أن تكون أكثر نضجاً واستقراراً من تجربتي الزواج الأولى والثانية.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا