باسل النجار = الرياض في الاثنين 18 أبريل 2022 12:01 مساءً - بقلم الكاتب العراقي : فلاح العبدالعزيز الجربا
تابع بشغف شديد، الجمهور العربي، ماراثون رمضان الدرامي 2022، والذي تحظى خلاله المسلسلات السورية عادة بنسبة مشاهدة عالية، واهتمام بالغ، لا سيما وأنها تطرح موضوعات شائكة، ومن خلال متابعتي الجدية للدراما السورية في فعلها الحركي الدءوب نحو تحدي البقاء، وبعد ما باتت مثقلة بالجراح جراء حالة الاستقطاب السياسي الحاد التي أدت بالضرورة إلى نزوح أعداد كبيرة من صناع العمل الدرامي إلى خارج سوريا،
ألحظ أنها لاتزال تقوى على امتصاص الصدمات المتلاحقة والاستمرار على درب الكتابة العذبة، ودهشة الصورة في بصرية فاتنة لا تضاهى، نتابع تسارعاً مضطرداً، وتشويقاً مبرمجاً لأحداث مسلسل مع وقف التنفيذ للمخرج المبدع #سيف_الدين_سبيعي
شأني شأن غالبية مواطني العراق والخليج والأردن والجزائر أيضآ، رأيت فى هذا المسلسل راحة وانسجاماً ومتنفساً، بعد يوم مليء بالتعب والهموم والمشاكل وضجيج المسلسلات الرمضانية الغارقة في التفاهات،
إذاً نحن أمام مسلسل يتسم بجو شديد الثراء على
مستوى الثقافة و الصراع بين الحب والثأر،
#قصة العمل
تحكي قصة مسلسل”مع وقف التنفيذ” دراما معاصرة واقعية، تدور أحداثها في حارة من حارات الضواحي
التي تعرضت للدمار وهُجر أهلها بسبب الحرب، ومن
ثم يقرر أهلها العودة إليها لتظهر الصراعات بين الطبقات الاجتماعية الفقيرة والغنية من خلال وجود شخصيات معقدة وأمراء الحرب،
فشخصية البطلة ” جنان ” التى جسدتها ببراعتها المعهودة الفنانة السورية، القديرة سلاف فواخرجي
والتي تتمتع بشخصية السيدة الواثقة وعضو مجلس الشعب التي تمثل مزيجاً بين الفساد والإيمان والشر والخير، والأنوثة والكيد النسائي،
ورغم علاقاتها الواسعة وفرض احترامها على الجميع
إلا أن علاقاتها الأسرية مضطربة بسبب مشاكلها
المتكررة مع والدها، وعلاقتها مع زوجها المسؤول التي تبتعد عن العواطف والمشاعر،
#الرهان الناجح، سلاف فواخرجي
في مقال نشرة المخرج المسرحي الكبير ماركوس غيدلد، يقول إن لديه عدة معايير لتقييم أداء الممثل، إلا أنه
ليس من الضروري أن يتبنى الجميع نفس المعايير، فالتمثيل على حد تعبيره مسألة تخضع للذوق الشخصي،
لكن أن أداء الدور بعيدًا عن الاصطناع أمر مفروغ منه، ولكن التميز يكمن باستطاعة الممثل على مفاجأة الجمهور بردود فعله وعدم قدرة المشاهد على التنبؤ بما سيقوم به
وقال أعظم مؤلفي الموسيقى في التاريخ لودفيج فان بيتهوفن :
من عمل بيده فهو عامل ومن عمل بيده وعقله
فهو صانع، ومن عمل بيده وعقله وقلبه فهو فنان،
تتمتع بجاذبية آسرة على الشاشة فور أن تطل في أي
عمل عربي على جناح الألفة التي تلازمها في شخصيتها الحقيقية، وربما هذه الألفة هي سر نجاحها، ووأحدا
من أهم أسباب نجوميتها، شخصيّتها مزيج من الإبداع والاتّزان والعبقرية تارةً، والجنون والهوس تارةً أخرى،
إنها (سلاف فواخرجي ) تلك النجمة التي تأتي حاملة
في طياتها رائحة الياسمين الدمشقي بأريج عطره الفواح لتضفي على الدراما السورية طاقة نورانية على جناح دافئ، المشاعر والأحاسيس القادمة من الشام ومن ثم أصبحت عبر أدائها الناعم مردفا لمعني الرومانسية، بل يمكننا القول بأنها أصبحت ( أيقونة للدراما العربية )
هي نجمة أنيقة، ليس في الشكل فقط بل في الأداء، ذكية في التعاطي مع العدسة أمامه، وتخلق مع الكاميرا في
كل مرة حالة مختلفة من الحب، وحالة مميزة من الأداء،
والمتأمل لأداء سلاف في العمل الرمضاني فائق الجودة
#مع_وقف_التنفيذ، سوف يدرك أنها تعرف جيداً لغة العيون وتستخدمها بدقة وبراعة فائقة في التعبير عما یجیش بصدرها، کما ظهر في مشاهد عديدة صنعت
فيها دويتو عذب شجي مع النجم العملاق فايز قزق،
فقد عنيت سلاف فواخرجي بكل تفاصيل شخصية ( جنان ) الداخلية والخارجية، واجتهدت في خلق المقدمات السيكولوجيه اللازمة لولادة الدور بصورة
عفوية، دون اللجوء إلى الايماءات والوسائل المستهلكة التي يلجأ إليها كثير من الممثلين في تكرار أدائهم للون معين من ألوان التمثيل،
تحية تقدير وإحترام من العراق للفنانة سلاف فواخرجي تلك الزهرة الدمشقية التي تضفي مزيداً من الإبداع في قلب الدراما العربية،،