باسل النجار - القاهرة - الأحد 27 يوليو 2025 02:04 مساءً - كشفت دراسة ألمانية حديثة عن إمكانية استخدام تحليل الدم كأداة تنبؤية لتحديد فعالية العلاج المناعي الفموي لدى مرضى حساسية الفول السوداني، في خطوة قد تسهم في تطوير خطط علاج أكثر دقة وأمانًا للأطفال المصابين.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية Allergy العلمية، فإن بعض الخصائص المناعية في الدم يمكن أن تساعد في توقع استجابة المرضى للعلاج قبل بدئه، مما يتيح للطواقم الطبية تعديل جرعات مسببات الحساسية ومدى طول العلاج بناءً على التركيب المناعي لكل مريض.
وأجريت الدراسة من قبل فريق بحثي مشترك بقيادة العالمتين يونج-آي لي من مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي، وكيرستن باير من مستشفى شاريتيه في برلين. وشملت الدراسة 38 طفلًا في سن السابعة، خضعوا للعلاج المناعي الفموي باستخدام كميات تدريجية من بروتين الفول السوداني.
وركز الباحثون على تحليل مستويات الأجسام المضادة المرتبطة بالحساسية (الجلوبولين المناعي) والوسائط الالتهابية (السيتوكينات) في عينات الدم قبل العلاج وبعده، حيث لاحظوا وجود فروقات واضحة بين من استجابوا للعلاج ومن لم يستجيبوا.
وأوضح الباحث أليكس أرناو-زولر أن الأطفال الذين استجابوا بشكل جيد للعلاج كانوا يملكون جهازًا مناعيًا أقل تفاعلية بطبيعته، مع وجود مستويات أقل من الجلوبولين المناعي والسيتوكينات في دمائهم، ما يجعلهم أقل عرضة لردود الفعل التحسسية الشديدة.
وتشكل هذه النتائج خطوة واعدة نحو تخصيص العلاج المناعي للأطفال المصابين بالحساسية، لاسيما في ظل حقيقة أن نحو 3% من الأطفال في الدول الصناعية يعانون من حساسية الفول السوداني، وهي حالة قد تؤدي إلى تفاعلات خطيرة، رغم أن العلاج المناعي الفموي يُعتبر خيارًا فعالًا لبعض الحالات.
ويأمل العلماء في أن تساهم هذه المؤشرات الحيوية المكتشفة في تطوير اختبارات تشخيصية مبكرة تساعد الأطباء في اتخاذ قرارات علاجية دقيقة وآمنة، وتقليل المخاطر المرتبطة بالعلاج.
للمزيد تابع
الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك