راس الخيمة - كتابة ياسمين فواز - الثلاثاء 18 فبراير 2025 11:55 مساءً - في تصريح لافت، أكد السياسي السابق من المجلس الانتقالي الجنوبي، صالح النود، أن الهدف ليس إسقاط المجلس، وإنما العمل على تصحيح مساره ومعالجة الأخطاء التي قد تؤدي إلى انهياره.
وقال النود: "نحن لا نريد إسقاط المجلس الانتقالي، بل نريد منه تصحيح مساره وإصلاح أخطائه حتى لا يسقط." وأضاف أن النقد البناء هو السبيل الأمثل لضمان استمرار المجلس في أداء دوره بشكل فاعل، مشيرًا إلى أن أي أخطاء تستوجب المراجعة والتعديل لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
الأخبار الأكثر قراءة الان:
عشبة جهنمية تقضي على الورم تماما تنمو في فصل الشتاء (تعرف عليها)
القبض على عدد كبير من المقيمين نتيجة ارتكاب هذه المخالفة.. الداخلية السعودية تؤكد
واختتم حديثه بالتأكيد على أن "رغم كل ملاحظاتنا على أدائه، إلا أن الفوضى ليست بديلاً مقبولًا لأخطائه"، مشددًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار والعمل بجدية لتلافي أي عثرات قد تؤثر على مسار القضية الجنوبية.
في أعقاب تصريحات صالح النود، تباينت ردود الفعل داخل أوساط المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أيد بعض الأعضاء دعوته إلى المراجعة الداخلية، بينما رأى آخرون أن انتقاداته قد تُضعف تماسك المجلس في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها القضية الجنوبية.
من جهة أخرى، يشير مراقبون إلى أن تصريحات النود تعكس توترات خفية داخل التحالف الذي يقوده المجلس الانتقالي، خاصة في ظل تعدد المرجعيات وتنافس التيارات داخله.
فقد عانى المجلس في الفترة الماضية من انقسامات حول أولويات العمل، ما بين التركيز على الجانب العسكري أو الدبلوماسي، وفي كيفية التعامل مع الشركاء الإقليميين مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
في هذا السياق، يُذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب باستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل توحيد اليمن عام 1990، يواجه تحديات كبيرة في تحقيق الاعتراف الدولي، وسط مخاوف من أن تؤدي الانقسامات الداخلية إلى تقويض موقفه التفاوضي في المحافل الدولية.
في الوقت نفسه، تؤكد مصادر دبلوماسية أن شركاء المجلس الإقليميين يتابعون هذه التطورات عن كثب، إذ يراهنون على تماسكه لمواصلة مواجهة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في المحافظات الشمالية.
ومع ذلك، يُعتقد أن دعم هذه الأطراف قد يشهد تقلبات وفقًا لقدرة المجلس على تحقيق التوازن بين مطالب الجنوبيين والتنسيق مع الشرعية الدولية.
ختامًا، يبدو أن تصحيح المسار الذي يتحدث عنه النود سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة المجلس الانتقالي على تجاوز أزماته الذاتية، في وقت يحتاج فيه الجنوب إلى وحدة صفّه أكثر من أي وقت مضى، وسط مخاوف من أن تتحول الانتقادات الداخلية إلى شرارة لفوضى جديدة تُعيق الحلم الجنوبي.