اهم الاخبار

يربط شمال دبي بجنوب أبوظبي.. الإمارات تطلق نفق سحري يخلص المسافرين من الزحام المروري ويخفض زمن الرحلة بنسبة 65%

أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات عن مشروع جديد يربط شمال دبي بجنوب أبوظبي، ويخلص المسافرين من الزحام المروري ويخفض زمن الرحلة بنسبة 65%، وهو مشروع طريق "الاتحاد البديل" الذي يمتد على طول 30 كيلومترًا، ويحتوي على 6 حارات في كل اتجاه، ونفق مركزي بطول 4 كم مزود بأنظمة تهوية ذكية.

 

يربط شمال دبي بجنوب أبوظبي.. الإمارات تطلق النفق السحري الذي يخلص المسافرين من الزحام المروري ويخفض زمن الرحلة بنسبة 65%

بينما تبحث الحكومات عن حلول طويلة الأمد لمشكلة الزحام المروري، يبرز مشروع طريق "الاتحاد البديل" الذي أعلنت عنه وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية في أواخر 2024، كأحد أبرز المشاريع اللوجستية الأكثر طموحًا في تاريخ المنطقة من حيث التصميم والتقنيات المدمجة.

ويمتد مشروع طريق "الاتحاد البديل"، على طول 30 كيلومترًا، يربط شمال دبي بجنوب أبوظبي مرورًا بالعديد من المناطق الحيوية، ومن أبرز ملامح هذا المشروع:

- 6 حارات في كل اتجاه.

- نفق مركزي بطول 4 كم مزود بأنظمة تهوية ذكية.

- استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الكثافات المرورية وتوجيه الإشارات.

- الربط المباشر مع شبكات المترو ومحطات النقل العام.

- المشروع يُتوقع أن يخدم أكثر من 2.5 مليون راكب يوميًا، ويقلل زمن التنقل بين بعض المناطق بنسبة تصل إلى 65%.

 

مزايا غير مرئية للطريق الجديد:

قد يبدو أن مشروع طريق "الاتحاد البديل"، يهدف فقط إلى تسهيل التنقل، لكن الحقيقة أن تأثيره يتعدى ذلك بكثير ومن أبرز هذه المزايا:

- تقليل البصمة الكربونية عبر تقليص مدة تشغيل المركبات في الشوارع.

- رفع كفاءة العمل من خلال تقليل التأخير عن الدوام والالتزامات.

- تعزيز التوزيع السكاني بربط مناطق نائية بالمدن الرئيسية.

- دعم الاقتصاد المحلي من خلال تقليل تكاليف النقل والتوزيع.

 

حلول رديفة لحل الزحام المروري في دبي وأبوظبي

مشروع طريق "الاتحاد البديل"، يعد خطوة إيجابية تسهم في حل الزحام المروري وتقريب المسافة بين دبي وأبوظبي، لكنه لن يحل المشكلة وحده ما لم تتكامل معه مبادرات أخرى مثل:

- إعادة هيكلة النقل العام:

تحسين خطوط المترو والحافلات وزيادة التغطية في المناطق الطرفية.

- نشر ثقافة النقل المشترك:

تطبيقات "كاربول" وتشجيع الأفراد على مشاركة المركبات.

- تنظيم أوقات الدوام:

توزيع الحضور والانصراف في المؤسسات لتخفيف الذروة.

- تطوير البنية الرقمية:

استخدام بيانات الوقت الحقيقي لتحسين اتخاذ القرار.

 

مشكلة الزحام المروري في الإمارات

في الوقت الذي تُصنَّف فيه الإمارات من بين الدول الرائدة عالميًا في البنية التحتية والتخطيط الحضري، تقف أزمة الزحام المروري كعقبة مستمرة تهدد جودة الحياة وتعطل مسار الإنجازات اليومية. لا تمر ساعة ذروة دون أن نشهد اختناقات خانقة في شوارع مثل شارع الشيخ زايد بدبي، أو مداخل العاصمة أبوظبي، أو حتى الطرق الداخلية في الشارقة. والزحام المروري لم يعد مجرد "مشكلة تنقل"، بل أصبح جزءًا من النقاشات الوطنية حول الاستدامة، الاقتصاد، وتوزيع السكان.

ولم يعد الزحام المروري ظاهرة وقتية في الإمارات، بل أصبح واقعًا يوميًا يؤثر على سلوك الأفراد والأنشطة الاقتصادية. وتُشير إحصائيات مؤشر المرور العالمي الصادر عن TomTom لعام 2024 إلى أن دبي والشارقة من بين أكثر المدن ازدحامًا في المنطقة، حيث تبلغ نسبة التأخير في أوقات الذروة أكثر من 36% مقارنة بالأوقات العادية. وتعود أبرز أسباب تفاقم المشكلة إلى:

- ارتفاع عدد المركبات الخاصة بنسبة تفوق 7% سنويًا.

- ضعف توزيع الأنشطة التجارية والسكنية، مما يفرض على الموظفين التنقل يوميًا لمسافات طويلة.

- زيادة أعداد السكان والمقيمين بوتيرة أسرع من تطوير شبكات الطرق البديلة.

- كل هذه العوامل تؤدي إلى فقدان آلاف الساعات الإنتاجية سنويًا، وارتفاع التكاليف التشغيلية على الأفراد والشركات.

 

الجانب الإنساني.. من المتضرر ومن المستفيد من الزحام المروري

لا يمكن الحديث عن الزحام المروري دون التطرق إلى آثاره على الأفراد والمجتمع، وهي كالتالي:

- الموظفون والعاملون يخسرون وقتًا يوميًا يصل إلى 1.5 ساعة بسبب الزحام.

- الأطفال يعانون من الإرهاق بسبب التأخر في الوصول إلى المدارس.

- الأسر تفقد وقتها الاجتماعي بسبب طول مدة التنقل.

- من جهة أخرى، يستفيد القطاع التقني والذكاء الاصطناعي من التوسع في الحلول الذكية التي تنشأ من الحاجة لحل الزحام.

 

مشروع طريق "الاتحاد البديل".. اختبار حقيقي لقدرة الدولة على التعامل مع التحديات الحضرية بذكاء واستدامة

مشروع طريق "الاتحاد البديل"، الرابط بين دبي وأبوظبي ليس مجرد استثمار هندسي، بل هو اختبار حقيقي لقدرة دولة الإمارات على التعامل مع التحديات الحضرية بذكاء واستدامة. لن يكون حلًّا سحريًا، لكنه قد يكون اللبنة الأساسية في منظومة متكاملة من الحلول. والأهم، أن الحل الحقيقي يبدأ من تغيير السلوك الفردي وتبني ثقافة مرورية واعية، قبل أن يبدأ من تعبيد الطريق ذاته.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا