اخبار الخليج / اخبار الامارات

السيسى فى موسكو.. البحث عن السلام فى ذكرى نهاية الحرب

  • 1/2
  • 2/2

ياسر الجرجورة - الرياض - السبت 10 مايو 2025 02:42 مساءً - تستمر العلاقات «المصرية - الروسية» فى النمو والتصاعد بشكل مستمر على مدى السنوات الاثنتى عشرة الماضية، والزيارة الحالية التى يقوم بها الرئيس السيسى لروسيا، تأتى بناء على دعوة من الرئيس بوتين فى احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، والنصر الذى حققه الاتحاد السوفيتى، دعوة الرئيس السيسى تأكيد لقوة العلاقات «المصرية - الروسية»، والتى جسدتها اللقاءات المتبادلة، والاتصالات، والتشاور المستمر.


والرئيس السيسى من بين 29 زعيما تمت دعوتهم لأعياد النصر الروسية، منهم الرئيس الصينى شى جين بينج، والرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، وزعماء البريكس، إلى جانب قادة دول الاتحاد السوفيتى السابق، وآخرين، وحضر الرئيس السيسى العرض العسكرى الضخم الذى أقيم أمس الجمعة فى الساحة الحمراء الشهيرة بالعاصمة الروسية موسكو، وقد أرسلت 13 دولة - منها مصر - قوات رمزية لها للمشاركة فى العرض مع القوات الروسية.


احتفالات روسيا تأتى فى ظل توترات وصراعات عالمية، واختلال شديد فى النظام الدولى، مع وجود أشباح صدام نووى بين الهند وباكستان، انتهت الحرب الباردة أيديولوجيّا ولم ينته الصراع، الذى يتخذ أشكالا لحروب اقتصادية وتجارية، وخلال سنوات أعلنت دول «بريكس» عن سياق لمواجهة ومعالجة اختلالات النظام الاقتصادى العالمى الذى تم إرساؤه بعد الحرب الثانية.


وفى أكتوبر 2024 بمدينة قازان الروسية، انعقدت قمة «بريكس بلس»، لأول مرة بعد انضمام خمس دول على رأسها مصر التى شاركت للمرة الأولى كعضو فى القمة التى انعقدت بمشاركة 16 بمشاركة 32 دولة، من بينها 24 دولة، مثلت على مستوى القادة، بعد نسخة تاريخية عُقدت فى جنوب أفريقيا عام 2023 حيث شهدت انضمام الأعضاء الجدد: «مصر، والسعودية، والإمارات، وإثيوبيا، وإيران»، اعتبارا من 1 يناير 2024، ووصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين انضمام مصر إلى التجمع، بأنه إضافة لمسارات عمل التجمع، يسهم فى تعزيز دوره كمنصة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف بين الدول النامية.


وشغلت الحرب دول بريكس بلس، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام قمة «بريكس بلس 16» فى شهر أكتوبر الماضى، أنه «لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، بدون الحديث عن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة،  ما يعد أكبر دليل، على ما وصل إليه عالمنا اليوم، والنظام الدولى من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، وغياب المحاسبة والعدالة»، ودعا الرئيس السيسى إلى «تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة».


وتستمر المساعى المصرية لجمع توافق وموقف دولى لمواجهة الحرب ومعالجة الأزمات التى تعكس ضعف النظام العالمى، وقد أكد السفير جيورجى بوريسينكو، سفير روسيا لدى مصر، إنّ غزة تشهد وضعية مروعة، إذ يحاصَر النساء والأطفال ويعانون من الجوع، وتتعرض هذه المنطقة إلى القصف يوميا، وأضاف فى حواره مع الإعلامية إنجى طاهر، عبر قناة «إكسترا نيوز: « ندعم جميع مبادرات مصر السلمية لحل الأزمات الإقليمية».


وقد توطدت العلاقات بين الدولتين خلال العقد الماضى، وتبادل الرئيسان عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين الزيارات بين القاهرة وموسكو، بجانب اللقاءات على هامش المؤتمرات الخارجية، وعززت هذه اللقاءات العلاقة الاستراتيجية بين البلدين ـ حسب تقرير الزميلة ريم عبدالحميد فى «اليوم السابع» ـ عكست حرص البلدين على تبادل الدعم السياسى على المستوى الإقليمى والدولى فى ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية، والسعى لتحقيق مصلحة الاقتصاد والفرص الاقتصادية التكاملية، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى 2023 نحو 3 مليارات دولار.


وتقوم روس آتوم الروسية، بإقامة المفاعل النووى السلمى بالضبعة، وفى يناير 2024، شارك الرئيسان السيسى وبوتين، عبر الفيديو كونفرانس، فى مراسم صب الخرسانة الخاصة بوضع قواعد المفاعل النووى الرابع والأخير بمحطة الضبعة النووية.


وبالرغم من أن التنمية هى أساس العلاقات المصرية الروسية، إلا أن  الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى موسكو، بناء على دعوة من الرئيس الروسى، تعكس إدراك موسكو للأهمية الكبيرة للقاهرة، والدور المصرى القوى، والثقة التى تحظى بها القاهرة إقليميا ودوليا، عبر تعزيز علاقاتها بالأقطاب الإقليمية، ومن بينها روسيا، ما خلق مساحة مؤثرة للدبلوماسية المصرية للقيام بأدوار فى مختلف القضايا، وفى القلب منها القضية الفلسطينية التى تحظى بمركزيتها فى أجندة السياسة الخارجية المصرية.


زيارة الرئيس السيسى إلى موسكو، بعد لقاءات وزيارات واتصالات مع قادة فرنسا واليونان ومسؤولى الاتحاد الأوروبى، سعيا إلى توضيح خطورة الصراعات، والسعى إلى وقف الصدام وبناء مسارات سياسية يمكنها امتصاص التوترات بالعالم، ومعالجة أزمات النظام العالمى الذى بنى بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يعد صالحا، ويتطلب نظاما «أكثر عدالة» كما أعلن الرئيس الروسى بوتين.


مصر تسعى - كما ذكر زميلى بيشوى رمزى فى «اليوم السابع» - إلى تحقيق توافقات مع مختلف أطراف المعادلة الدولية، سواء العديد من القوى الأوروبية، أو الاحتفاظ بالعلاقة مع الولايات المتحدة فى العديد من المجالات، ربما أبرزها السعى مع واشنطن والدوحة لوقف الحرب فى غزة، مع الانحياز للحق الفلسطينى، وتتحرك مصر باستقلالية، وتحمل دعوات لإنهاء الحروب، ومواجهة تداعياتها الاقتصادية بالتعاون، والشراكة بدلا من الصراع، ومن هنا تأتى الدعوة الروسية، وتنطلق مباحثات الرئيس السيسى مع زعماء العالم فى موسكو.

 


مقال أكرم القصاص فى العدد الورقي لليوم السابع

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا