الأحد 26 يناير 2025 11:50 صباحاً - متابعة- بتول ضوا
لطالما أثارت عمليات زرع الأعضاء تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على شخصية المتلقي. فهل يمكن لعضو جديد أن يجلب معه سمات أو تفضيلات من المتبرع؟ هذا السؤال، الذي يمزج بين العلم والخيال، أصبح محور اهتمام العديد من الدراسات والأبحاث. يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذا الموضوع من جوانبه المختلفة، معتمدًا على أحدث الدراسات والأبحاث العلمية.
هناك العديد من الحالات التي تم فيها الإبلاغ عن تغيرات في شخصية متلقي الأعضاء بعد الجراحة. تشمل هذه التغيرات:
تغيرات في الذوق والتفضيلات: مثل تغير في تفضيلات الطعام أو الموسيقى أو حتى الهوايات. على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن حالات أصبح فيها متلقي قلب يحب الموسيقى الكلاسيكية، بينما كان يكرهها قبل الجراحة، علمًا أن المتبرع كان من محبي هذا النوع من الموسيقى.
تغيرات في السلوك: مثل اكتساب عادات أو تصرفات جديدة لم تكن موجودة من قبل.
تغيرات عاطفية: مثل الشعور بتقلبات مزاجية أو مشاعر جديدة لم يكن المتلقي يعيشها من قبل.
هناك عدة تفسيرات محتملة لهذه التغيرات، منها:
التأثير النفسي للجراحة: عملية زرع الأعضاء تُعتبر تجربة مرهقة نفسيًا وجسديًا، وقد تؤدي إلى تغيرات في المزاج والسلوك كرد فعل طبيعي على هذه التجربة. الشعور بالامتنان تجاه المتبرع قد يدفع المتلقي لا شعوريًا إلى تبني بعض صفاته.
الذاكرة الخلوية: هناك نظرية مثيرة للجدل تُعرف باسم “الذاكرة الخلوية” تقترح أن الخلايا قد تحمل نوعًا من الذاكرة أو المعلومات التي يمكن أن تنتقل مع العضو المزروع. هذه النظرية لا تزال قيد البحث والدراسة، ولا يوجد إثبات علمي قاطع يدعمها بشكل كامل.
التأثيرات البيولوجية: بعض الدراسات تشير إلى أن هناك عوامل بيولوجية، مثل الهرمونات أو النواقل العصبية، قد تلعب دورًا في هذه التغيرات.
أُجريت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، بعضها اعتمد على استبيانات تم توزيعها على متلقي الأعضاء، وبعضها الآخر اعتمد على دراسة حالات فردية. وقد أظهرت بعض هذه الدراسات أن نسبة كبيرة من متلقي الأعضاء قد لاحظوا تغيرات في شخصيتهم بعد الجراحة. على سبيل المثال، دراسة أجرتها جامعة كولورادو الأمريكية أظهرت أن أكثر من 90% من مرضى زرع الأعضاء، بغض النظر عن العضو المزروع، عانوا من تغيرات في الشخصية بعد الجراحة