اهم الاخبار

بـ10 مليارات دولار.. السعودية تفاجئ العالم بمشروع جديد سيجعلها تستغني عن النفط والغاز

تواصل المملكة العربية السعودية، خطواتها الثابته نحو تقليل الإعتماد على مبيعات النفط، والتوجه نحو انتاج الهيدروجين، حيث تتطلع لأن تصبح من أكبر منتجي الهيدروجين في العالم، وهو وقود يحترق دون إطلاق الكربون، وفي هذا السياق أعلنت انشاء شركة جديدة لإنتاج الطاقة الهيدروجينية الخضراء، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ.

 

السعودية تفاجئ العالم بمشروع جديد سيجعلها تستغني عن النفط 

تحت عنوان "السعودية تخطط لاستثمار مليارات الدولارات في الهيدروجين"، نشرت وكالة بلومبرغ، تقرير للكاتب "ماثيو مارتن"، كشف فيه أن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية يعتزم إنشاء شركة لتمويل استثمارات الهيدروجين. 

التقرير الذي رصده موقع "الخليج 24"، نقل عن مصادر رفضوا الكسف عن هوياتهم، بأن المملكة العربية السعودية تستعد للمراهنة بمليارات الدولارات على الهيدروجين، وستطلق شركة جديدة لإنتاج الوقود منخفض الكربون الذي طال انتظاره، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وأضافت المصادر، إن صندوق الثروة السيادية للمملكة، الذي يرأسه الحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، أنشأ شركة تسمى Energy Solutions Co. لتمويل ما يسمى بإنتاج الطاقة الهيدروجينية الخضراء.

وأشارت المصادر إن صندوق الاستثمارات العامة يتوقع أن تصل الاستثمارات إلى 10 مليارات دولار على الأقل، وربما تزيد في السنوات المقبلة، بحسب الطلب على الهيدروجين الأخضر. وأفادت بأن بعض الاستثمارات ستتم مع شركة "أرامكو" السعودية، مشيرةً إلى أن الشركة الجديدة قد يتم الإعلان عنها رسميا في أقرب وقت هذا الشهر. 

 

إنتاج الهيدروجين الأخضر في السعودية 

بفضل رأس مالها الاستثماري الهائل، تقوم السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ببناء أكبر محطة لإنتاج للهيدروجين الأخضر في العالم بمدينة نيوم المستقبلية الضخمة، شمال غربي المملكة.

وستضم المحطة، التي بلغت تكلفتها 8.4 مليار دولار، طاقة الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج ما يصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر في اليوم، بحلول أواخر عام 2026، بحسب السلطات.

وتهدف المملكة أن تصبح واحدة من أكبر منتجي الهيدروجين في العالم، وهو وقود يحترق دون إطلاق الكربون، حيث تتطلع إلى تقليل اعتمادها على مبيعات النفط.

وبخلاف الهيدروجين الذي يتم إنتاجه من الوقود الأحفوري الملوث ولا يزال مستخدما على نطاق واسع، يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من المياه، باستخدام الطاقات المتجددة، على غرار الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.

إلا أن هذا الوقود النظيف الذي يمثل حاليا أقل من 1في المئة من مجمل إنتاج الهيدروجين، ليس مروجا بعد تجاريا، ويحتاج إلى زيادة هائلة في مصادر الطاقة المتجددة، وهي عملية قد تستغرق سنوات.

وفي حين أن الوقود الأحفوري ينتج غازات الدفيئة، فإنه لا ينبعث من الهيدروجين الأخضر سوى بخار المياه. ويتمّ الترويج لاستخدامه في القطاعات الأكثر تلويثا، مثل النقل والشحن وصناعة الصلب.

 

أكبر طفرة لإنتاج وتصدير الهيدروجين في العالم

 برودكتس” التي ستقوم بشراء كامل الأمونيا الخضراء التي سينتجها المصنع، وذلك في خطوة تهدف إلى اغتنام الفرص الاقتصادية المرتبطة بالطاقة المتجددة ضمن مختلف مراحل سلسلة القيمة.

وأنجزت الشركة تقدماً نوعياً على صعيد إنشاء وتطوير هذا المشروع العالمي الضخم، بتسلمها دفعات من توربينات طاقة الرياح بعد وصولها إلى “ميناء نيوم”، الواقع في “أوكساچون”، مدينة الصناعات النظيفة والمتقدمة، وتضاف إلى محطة طاقة الرياح التابعة لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، والتي ستضم في نهاية المطاف أكثر من 250 توربيناً لإمداد مصنع الهيدروجين الأخضر بالطاقة عبر شبكة مباشرة لنقل الكهرباء.

وتلتزم الشركة بالجدول الزمني المقرّر للبدء بتصدير الهيدروجين الأخضر بحلول العام 2026. وتُعدّ هذه المرحلة منعطفاً مهماً في مسيرة شركة نيوم للهيدروجين الأخضر الطموحة لتصبح في طليعة الشركات المنتجة والمصدّرة للهيدروجين الأخضر، بما يعكس المزيد من التقدم في مساعي التحوّل في قطاع الطاقة على صعيد المملكة والمنطقة بشكل عام.

وتُعد شركة نيوم للهيدروجين الأخضر من الجهات الرئيسية المساهمة في إعداد المنظومة الصناعية القائمة على الطاقة المتجدّدة، التي يجري بناؤها اليوم في “أوكساچون”. وفي ظلّ إحراز المزيد من التقدّم على هذا الصعيد، وتسريع وتيرة أعمال التشييد في مختلف أنحاء “نيوم”، يسعى “ميناء نيوم” إلى تعزيز قدراته اللوجستية لتلبية الطلب المتزايد على البضائع المستوردة، وتسهيل استيراد وتصدير المواد بسلاسة، والإسهام في دفع عجلة النمو الاقتصادي على مستوى المنطقة.

وتقوم شركة “إنفجن إنرجي” بتصنيع توربينات الرياح التي سيجري استخدامها في مصنع الهيدروجين الأخضر من خلال شركة “إير برودكتس”، المسؤولة عن أعمال الهندسة والمشتريات والبناء في المصنع، وتُعدّ شركة نيوم للهيدروجين الأخضر مشروعاً مشتركاً مملوكاً بالتساوي بين كل من نيوم و “أكوا باور” و”إير برودكتس” ، وذلك لإنشاء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الأمونيا باستخدام الهيدروجين الأخضر، والذي يعمل بالطاقة المتجدّدة بشكلٍ كامل.

 

طموح المملكة وطاقة المستقبل

وانطلاقاً من مبدأ تحويل التحديات إلى فرص نمو مستدامة، والتزامها بتوليد 50% من احتياجات الطاقة الوطنية من مصادر متجددة وفقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030، أطلقت المملكة استراتيجية وطنية طموحة في عام 2020، تهدف إلى تحويل السعودية إلى مصدر رئيسي لهذا الوقود منخفض الكربون مع نهاية العقد الحالي، من خلال إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر تحديدا، وهما الأكثر كفاءة على صعيد الحد من انبعاثات الكربون، وإن كان إنتاجهما هو الأصعب بحكم الحاجة الكبيرة للطاقة المتجددة.

وشكّلت هذه العوامل دافعاً أساسيا لصندوق الاستثمارات العامة للنهوض بمستقبل الهيدروجين كمصدرٍ نموذجيٍ للطاقة البديلة بما يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي لإنتاج الهيدروجين ويحقق عوائد استثمارية مستدامة إلى جانب دوره في تحقيق هدف الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050 بالنسبة للصندوق، و2060 بالنسبة للمملكة.

وتتكامل رؤى الصندوق لهذا القطاع من خلال جمع أطراف المعادلة كافة، عبر استثماراته الكبرى في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة الشمسية، واستخدامها لاحقاً لتزويد الأسواق المحلية والدولية بالهيدروجين الأخضر الحيوي للمستقبل.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا