عدن - كتبت هبة الوهالي - أشار تحليل لموقع المونيتور الأميركي إلى أن الرئيس التركي قد يكون من أكثر الرؤساء الذي يتحدثون نيابة عن الفلسطينيين، لكنه لم يعر أي اهتمام للدعوات المطالبة بفرض عقوبات يمكن أن تلحق الضرر بإسرائيل حقاً.
ويرى التحليل بأنه مع دفاع أردوغان عن حماس من جهة والتجارة التركية الإسرائيلية من جهة أخرى، يتأرجح الرئيس التركي بين نارين، فهو غير قادر على إرضاء شركائه الغربيين أو القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية.
وفي ظل حكم حزب العدالة والتنمية الذي دام عقدين من الزمن، ارتفع صوت خطاب أنقرة المؤيد للفلسطينيين، وتفاقم مع الخطاب الإسلامي، لكن علاقات تركيا التجارية مع إسرائيل نمت أيضاً.
وبلغت قيمة التجارة الثنائية بينهما 8.9 مليار دولار في عام 2022، ارتفاعاً من 1.4 مليار دولار في عام 2002. وفي العام الماضي، كانت إسرائيل عاشر أكبر مشترٍ للسلع التركية والمرتبة 29 من حيث أكبر مصدر للواردات التركية.
جاءت أزمة غزة في وقت كان أردوغان يأمل في إحراز مزيد من التقدم في العلاقات الطبيعية مع إسرائيل، حيث اندلعت الحرب الحالية بعد وقت قصير من استعادة تركيا العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل، على أمل الحصول على دور مركزي في معادلة الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وبعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك في أيلول، قال أردوغان إن نتنياهو سيزور تركيا في تشرين الأول أو تشرين الثاني، مع وضع الطاقة على رأس جدول الأعمال الثنائي،
بما في ذلك عمليات الحفر المشتركة في شرق البحر الأبيض المتوسط ونقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.تستمر الهدنة المؤقتة المتفق عليها بين حماس وإسرائيل، كما تستمر عملية تبادل الرهائن الإسرائيليين والسجناء
الفلسطينيين وسط ترقب حذر بين الجانبين بشأن ما سيحدث بعد انتهاء الأربعة أيام المحددة للهدنة.وفي هذا الصدد، ترى صحيفة تلغراف البريطانية أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والمواطنين العاديين على السواء،
دخلوا قبل 7 تشرين الأول، في حالة من الرضا العميق، وحتى في حالة من النوم، فيما يتعلق بالتهديد القادم من غزة بعد ما يقرب من عقد من الزمن دون حرب برية في القطاع.
واعتقد الجميع أنّ التهديد الذي تمثله الفصائل الفلسطينية في غزة يمكن السيطرة عليه، على الرغم من الانقسام الشديد في الداخل الإسرائيلي، والذي أثارته عودة بنيامين نتنياهو للحكم، ودفع عشرات الآلاف للتظاهر كل يوم سبت، وشركات التكنولوجيا والمستثمرين لمغادرة البلاد.
وما غاب عن حماس دائماً هو حقيقة أنّ إسرائيل ليست قوة استعمارية مثل فرنسا، والتي انتهى احتلالها للجزائر بالموت وبآلاف الجروح، فليس لدى الإسرائيليين دولة أخرى ينسحبون إليها، فالدولة اليهودية عازمةٌ على هزيمة العدو مهما كان الثمن.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد تغير كل شيء في السابع من تشرين الأول “فبذبح الأبرياء بمثل هذه الوحشية، واحتجاز العديد من الرهائن، بما في ذلك الأطفال الرضع والناجين من المحرقة” بحسب الكاتب،
تكون حماس قد غيرت الحسابات الأمنية عن غير قصد، لقد تمزقت سياسة الاحتواء، والتي كانت لعقود من الزمن بمثابة الوتد الرئيسي في الموقف الدفاعي لإسرائيل.
فبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، يعتبر وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام بمثابة ثمن باهظ يجب دفعه، وهم يدركون أنّ ذلك من شأنه أن يضع جنودهم في طريق الأذى، علاوة على ذلك، فإنّ تدفق الوقود والمساعدات الأخرى إلى القطاع سيتم حتماً مداهمته واستخدامه من قبل حماس، لتجديد مقاتليها وتعزيز شبكة أنفاقها، ومع ذلك فقد انتصرت رغبة إسرائيل بإنقاذ مدنييها.