الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

الكنيسة المصرية جمعت كل أطياف المجتمع في «غبقة المحبة»

  • سيف الحموري - الكويت - الخميس 14 أبريل 2022 07:48 مساءً - القمص بيجول: الغبقة الرمضانية أحد مظاهر الترابط والتماسك والتسامح بين مختلف أطياف البشر دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين


أسامة أبوالسعود

أقامت الكنيسة المصرية غبقتها الرمضانية السنوية بعد انقطاع سنتين بسبب وباء كورونا، وضمت الغبقة لفيفا من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، وكان في مقدمة الحضور السفير المصري أسامة شلتوت وأعضاء البعثة المصرية، ومطران القدس والكرسي الأورشليمي الأنبا أنطونيوس، وعدد من رجال السلك الديبلوماسي من السفراء والقناصل من مختلف البلدان وحشد من رجالات الكويت وشيوخها ورجال الأعمال المرموقين، وكان في استقبالهم وبحفاوة بالغة القمص بيجول الأنبا بيشوي راعي الكنيسة المصرية بالكويت.

وفي بداية الحفل، ألقى د.وصفي عزيز كلمة قال فيها: «إن هذا اللقاء الأغر يتكرر كل شهر رمضان وهو تعبير عن التلاحم للنسيج الواحد في هذا البلد الأصيل لمختلف الأديان، فالكويت بلد المحبة والكرم، وأهلها جبلوا على الخير والمودة».

وفي كلمته، أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت مصر السفير أسامة شلتوت أن المساواة وعدم التمييز شعار الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو رمز للمحبة بين أبناء الشعب المصري لا فرق بين مسلم ومسيحي، مؤكدا أننا في مصر لا نعرف غير المحبة بين أبناء الوطن من أجل مصر.

وقال شلتوت إن تلك الرمزية والإخاء بين المسلم والمسيحي في مصر نصدرها للعالم لكي يعرف أننا شعب واحد نعمل جميعا لا فرق بيننا في خدمة الوطن، مشيرا إلى أن الغبقة تقليد موروث تعبيرا عن المحبة بين أبناء شعب مصر الواحد والذي سيبقى دائما وأبدا على قلب رجل واحد أمام كافة التحديات والصعاب من أجل نهضة مصر.

وأضاف شلتوت أن الكنيسة المصرية في الكويت هي أول كنيسة تابعة للكنيسة المصرية يتم تشييدها خارج مصر عام 1962 ما يدل على مكانة الكويت في قلوب المصريين، مشيرا إلى امتزاج دماء الشهداء المصريين والكويتيين خلال حرب أكتوبر المجيدة والدفاع عن أرض مصر عام 1973.

وقدم السفير التهنئة لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والحكومة الكويتية وشعبها بمناسبة شهر رمضان المبارك، متمنيا مزيدا من التقدم للشعب الكويتي والكويت الشقيقة.

من جانبه، بعث القمص بيجول الأنبا بيشوي راعي كاتدرائية مار مرقس للأقباط الأرثوذكس التهنئة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة شهر رمضان المبارك.

ورحب بيجول بالأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الاورشليمي وبالحضور الذين أدخلوا الفرح في قلوب شعب الكنيسة بقبولهم الدعوة لتلك الغبقة التي تعد أحد مظاهر الترابط والتماسك والتسامح بين مختلف أطياف البشر دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين، وهي قمة المودة والرحمة سواء على أرض مصر او الكويت بلدي التسامح والمودة.

واشار القمص بيجول الى حرصه الدائم على تواجده في الكويت خلال شهر رمضان حتى يهنئ إخوته المسلمين بهذه المناسبة العظيمة وحتى لا يفوت فرصة هذا اللقاء الذي يشتاق إليه وينتظره من العام للعام الذي يليه، لما به من جو إخاء وألفة يتمنى أن يسود كل بلداننا العربية بل والعالم أجمع للعيش في سلام وأمان.

وقال القمص بيجول «إننا في الكويت نعيش المحبة بكل معانيها» مؤكدا أن الحب هو الشيء الوحيد الذي كلما تأخذ منه يزداد.

من جهتها، القت د. سعاد المعجل كلمة القنصل الفخري لجمهورية قبرص عبدالرحمن المعجل قالت فيها: «إن غبقة المحبة هي اسم على مسمى، مستشهدة بآيات من الإنجيل بأن المحبة لا تسقط أبدا، وأن السيد المسيح كان يدعو إلى الحب.

من جهته، ألقى كل من الداعية الشيخ حسين الأزهري ود.هشام أبو العز كلمات بهذه المناسبة تأكيدا على ما جاء به الإسلام وما حواه القرآن الكريم من محبة للنصارى، حيث ذكر الشيخ الأزهري قصة البتول مريم بنت عمران وسيدنا المسيح عيسى بن مريم ومعجزات ولادته من أمه مريم التي شرفها رب العالمين بذكر سورة باسمها في القرآن الكريم وان الله اصطفاها وطهرها على نساء العالمين، مصداقا لقوله تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين).

من جهته، تحدث د.هشام أبوالعز عن المودة والمحبة التي تجمع المسلمين والنصارى في اكثر من آية في كتاب الله، وان الدين الإسلامي دين محبة ومودة وتعايش مع الآخر مهما اختلف دينه أو عرقه أو لونه لأنه دين الرحمة.

الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى: قضية الشعب الفلسطيني قضيتنا كلنا كعرب

أسامة أبو السعود

وصف الأنبا انطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى هذه الغبقة بأنها فعلا غبقة المحبة التي تجتمع على أرض الكويت.

وقال في تصريحات للصحافيين «هذه المحبة ليست غريبة على شعب الكويت أو الشعب المصري، فهي متجذرة فينا كوطن ومتجذرة في أهل الكويت وقيادتها الحكيمة وهو ما نلمسها منذ وطئت أقدامنا أرض الكويت، فلم نشعر أبدا اننا في بلد غربة، او في بلد نعيش فيه ضيوفا، فمحبة الشعب الكويتي وأحضانه المفتوحة للجميع تشعر كل من يصل أرضها بانه يعيش في وطنه الثاني، ومن يعمل في الكويت فلا يعمل لكي يحصل على المال فقط ولكن لجعل الكويت في مكان أفضل وفي تقدم وازدهار وفي مصاف الدول كلها.

وردا على سؤال حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال الأنبا أنطونيوس «الأراضي الفلسطينية تحتاج من كل الدول العربية مساندة للشعب الفلسطيني الذي يواجه تيارا صعبا ولن يستطيع أن يواجهه بمفرده، لأنه تيار مسلح ولديه كل القدرات والمقدرات أمام شعب أعزل ليس له أي قوة، فاذا لم تكن هناك مساندة ولو نفسية فقط من الدول فسينهار هذا الشعب ومن الممكن يسلم قضيته في الاخر».

واضاف قائلا «قضية الشعب الفلسطيني قضيتنا كلنا كعرب، فنحن عشنا وتربينا على ذلك.

وشدد على أن الشعب المصري متفاعل مع القضية الفلسطينية ويعتبرها قضية الشعب المصري وكل العرب وليس الفلسطينيين وحدهم.

وعن تغير الرؤية بين البابا شنودة الذي كان له موقف من مقاطعة اسرائيل وعدم ذهاب المصريين الى هناك، بينما البابا تواضروس سمح بإعادة زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين، قال الانبا انطونيوس: الوضع اختلف، والرؤية اختلفت بعد ان اصبح للمصريين علاقة بالقيادات السياسية الفلسطينية، وبدأت القيادات الفلسطينية تشرح قضيتها وتقول لنا: غيابكم يؤذينا اكثر من الاسرائيليين، لأننا محتاجون لوجود قاعدة عريضة على الأرض تساندنا وتجعل لنا وزنا كبيرا أمام المحتل.

واستطرد قائلا «بدأت الرؤية تختلف ويجوز باختلاف الأزمان الرؤية تختلف، ويجوز بالتجربة اكتشفنا ان امتناعنا لم يكن قرارا صائبا، فنحن نريد الذهاب بكثافة، فليدنا مقدسات كثيرة، ولو تركناها جميعا فسيأخذها الاسرائيليون، ولذلك فلابد ان يكون لنا تمثيل وقوة على الأرض، وهذا ليس تشجيعا للطرف المعتدي ولكن لمنعه من القرب من مقدساتنا وأملاكنا هناك».

Advertisements
Advertisements