- سيف الحموري - الكويت - الأحد 28 أغسطس 2022 08:50 مساءً - انتشار الكلاب السائبة وانعدام النظافة والإنارة ووجود الحفريات وأكوام الأتربة والقمامة في الشوارع وإغلاق المستوصف طوال أيام الأسبوع
- المنطقة تفتقر إلى استراحات حيوية لخدمة أصحاب الحلال ومكان لمعالجة الحيوانات أو صيدلية بيطرية
أجرى التحقيق: محمد الدشيش
جواخير الهجن في منطقة «چبد» تخدم شريحة كبيرة من أصحاب «الحلال» ولكنها منسية وتفتقر إلى معظم الخدمات الأساسية التي تساعد أصحاب الجواخير والعاملين فيها على الاستمرار في تربية المواشي بأنواعها وبما يسهم في دعم الأمن الغذائي في البلاد. وللوقوف على احتياجات المنطقة ومطالبات الناس هناك فقد تجولت «الأنباء» داخل هذه المنطقة واستطلعت آراء عدد من المواطنين من أصحاب الجواخير والحلال أيضا التقت وافدين، حيث اتفق الجميع على عدد من الأمور أهمها نقص الخدمات وعدم وجود مستوصف دائم، لأن مستوصف «كبد» يفتح أيام العطل الرسمية فقط ولا يعمل طوال أيام الاسبوع، بالإضافة الى عدم وجود دوريات امن بعدد كاف، وغياب النظافة عن المنطقة، إذ قد تبقى المهملات لعدة أسابيع دون إزالتها وما قد تسببه من أضرار ومخاطر صحية وبيئية، وأيضا هناك الكثير من الشوارع التي تعاني من الحفريات وأكوام الردم والتراب والتي قد تتسبب في العديد من الحوادث، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، التقينا مع المواطن ردن الهاجري، وهو من أصحاب الحلال ويملك جاخورا في المنطقة، حيث قال: بداية شكرا لـ «الأنباء» على حضورها لنبلغكم ونشرح لكم بعض معاناتنا المنسية نحن مربي الحلال الذين ندعم الثروة الحيوانية والأمن الغذائي في الكويت، وقال: معاناتنا تبدأ بسبب ان المنطقة كبيرة جدا وجميع أصحاب الحلال والعاملين فيها أعدادهم كبيرة وتنقصم الخدمات الأساسية، فلا يوجد مستوصف لاستقبال الحالات الطارئة طوال أيام الاسبوع، وحتى دوريات الشرطة عددها قليل ونتمنى زيادتها، وقد كثرت بالآونة الأخيرة السرقات وكأنها عمليات منظمة، ونعاني قلة النظافة فالمهملات في جميع الممرات والساحات والشوارع في المنطقة، والكلاب السائبة متواجدة بكثرة وتسبب خطرا كبيرا على المواطنين والعاملين في المنطقة.
وأوضح الهاجري ان هذه المنطقة حيوية وتحتاج إلى الاهتمام من الجهات المختصة بشكل أكبر وتوفير الخدمات من جميع النواحي.
استهتار ونفايات
كما التقينا أم راشد الفضلي وهي تملك جاخورا في هذه المنطقة منذ عشرين سنة، وتقول: ان وصولنا الى الجاخور في كل يوم يعتبر فضلا من الله، والسبب هو كثرة الحفريات في الشوارع والزحمة وسرعة السيارات والاستهتار من بعض الشباب على هذا الطريق، مشيرة إلى ان غياب دوريات الشرطة قد اعطى فرصة للمستهترين بالتمادي في استهتارهم، وكثير من العوائل فقدت أحبابها بسبب هذا الشارع، وطالبت «الداخلية» بوضع نقاط أمنية إضافية ودائمة على امتداد هذا الشارع.
وزادت أم راشد: ان منطقة جواخير الهجن تحتاج الى كثير من الخدمات وتحتاج الى اكثر من جمعية لكبر المنطقة، كما تحتاج الى تنظيف مستمر من قبل البلدية وشركات النظافة، والعتب أيضا على بعض أصحاب الجواخير الذين وللأسف يرمون النفايات وبعض الحيوانات النافقة في نفس المكان مما يسبب روائح كريهة ويساعد على انتشار الكلاب الضالة في مكان رميها، ولو كل أصحاب الجواخير يحافظون على 50% فقط من النظافة لكانت منطقة الجواخير افضل بكثير مما نشاهده الآن، ونعاني من النفايات والحيوانات الميتة والشوارع المتهالكة في المنطقة ونتمنى أن يتم علاج هذه الأمور السلبية ومنع زيادتها وتفاقمها.
صيدلية بيطرية
من جهته، تحدث عليان الرشيدي قائلا: «أنا من رواد هذه المنطقة بشكل يومي، وذلك لتواجد حلالي في هذه المنطقة، ولكن في كل يوم أشاهد فيها مناظر أسوأ من الأيام التي قبلها من عمالة سائبة ونفايات على جوانب الطرق والكثير من المشاهد المؤسفة.
وأضاف الرشيدي: ان المنطقة تفتقر الى مكان لمعالجة الحيوانات أو صيدلية بيطرية، كما ان المستوصف التابع للمنطقة لا يعمل على مدار الايام والمنطقة تحتاج الى الكثير من الاهتمام من الجهات المختصة لمتابعة النظافة وحفظ الأمن بعد كثرة السرقات في المنطقة.
الأمن الغذائي
أما أبو عبدالعزيز الطامي فقال لـ «الأنباء»: هذه المنطقة حيوية جدا وتضم الكثير من الموارد وهي ليست للأغنام فقط، والاهتمام بها واجب على جميع الجهات المختصة، وأنا من هواة تربية الحلال منذ فترة طويلة، وقد استثمرت مبلغا كبيرا بالحلال وكلي رجاء ان يتم الالتفات لنا من جهات الدول المعنية، ودعمنا فكل شيء قد اغلق في وجوهنا سواء من حيث ارتفاع اسعار الأعلاف أو عدم وجود المراعي الطبيعية بالبلاد بسبب قلة الأمطار، وهذا كله يضعف الانتاج ويؤثر سلبا على موضوع الأمن الغذائي في البلاد، حيث ان الثروة الحيوانية ومنتجاتها المتنوعة من أهم أسسه.
كذلك قال سلطان المجرن: نتمنى ان يتم توفير استراحات حيوية تخدم مربي الحلال من مطاعم ومقاه واستراحات وتوفير كافة الخدمات للمنطقة، ولكن ما نشاهده هو أن المنطقة منسية وكأننا خارج حدود الكويت، حيث لا نجد أي اهتمام ونحن نعاني من جميع النواحي، ونتمنى الالتفات إلى احتياجات الناس هنا وتلبيتها كي يستمروا في عملهم والاستفادة من هذه الجواخير بشكل أفضل.
دعم الشباب
وبالحديث مع عبدالعزيز الشمري صاحب مزاد وتاجر أغنام، قال: منطقتنا اسمها جواخير كبد ولكنها في الليل موحشة وتكثر فيها السرقات وصرنا نسمع عنها على طول الايام وربما لم تخف إلا خلال وقت حظر «كورونا» عسى الله لا يعيده على المسلمين، والسبب وجود أعداد من الجاليات الكثيرة في هذه المنطقة وما تعرف الشخص هل هو ساكن ام زائر؟
أما عن الخدمات فتنقصها جميع الخدمات، وما عندنا الا الجمعية والمستوصف مغلق طول الأسبوع، وفي الليل المنطقة والشوارع ظلام والإنارة غير موجودة، ناهيك عن انقطاع تيار الكهرباء الدائم.
وبالنسبة للسرقات، أوضح الشمري أنها متنوعة، فنسمع عن سرقة الاعلاف والاغنام والمعدات أيضا تسرق، والنظافة شبه منعدمة لأن سيارة النظافة كل أسبوع تمر مرة أو مرتين ونحن من نقوم بتزويد الكويت بأهم مادة وهي اللحوم بأسعار اقل من الخارج، ونتمنى من الحكومة الرشيدة، وكلنا ثقة بها بأن تقدم الدعم لأصحاب الحلال من الاعلاف والكهرباء لجواخيرهم وعدم أخذ المال من طاقتهم المستخدمة للكهرباء، كما نتمنى توزيع جواخير قريبة من هذه المنطقة لدعم الشباب الكويتيين للحصول على مصدر آخر، لأن الحلال فيه خير كثير ولا بد ان يكون بأيدي المواطنين حتى لا يتلاعب الآخرون بالاسعار، ونطالب بتسهيل اقامات العمال، ونحن طوال العام نقوم بدفع الاموال للاعلاف والاغنام والكهرباء، لأنه ليس هناك مكان للمراعي، وحتى نستمر تمنى دعم جميع المربين وأبناء الكويت حتى يقوموا بدورهم في تأمين الغذاء ومنتجات الحيوانات من لحوم وألبان وغيرها.
المستوصف بالعطلة
والتقينا أبوحسين الفضلي الذي قال: الجواخير تنقصها أشياء عديدة، منها الأمن والنظافة وتجوال العمالة داخلها اثناء الظهيرة، والأسعار فيها مرتفعة، فأسعار الاعلاف غالية جدا والمعدات الخاصة بالجواخير أيضا غالية ومصاريفها كثيرة، والمستوصف حدث ولا حرج «شفت لك مستوصف يفتح بالعطلات فقط؟» تصور اذا طاح عندنا مريض نكون مضطرين نوديه لمستشفى الفروانية، ونحن بحاجة إلى أشياء عديدة، منها نظافة المكان يوميا والقضاء على الحيوانات السائبة التي تهدد المارة من المواطنين والعاملين، وحتى الشوارع التي عندنا أصبحت شبه متهالكة وكأن الــزمن ناسيها، ونتمنى عبر جريدتكم ان يتم الاهتمام بأصحاب الثروة الحيوانية.
وبلقــائنا مــــحمد عبدالناصر أحد المقيمين، ويسكن في منطقة جواخير الهجن منذ سنتين، قال: نتمنى أن يعمل المستوصف على مدار الأسبوع، المنطقة تغيرت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، ففي فصل الربيع تجد المنطقة تمتلئ بالناس وتصبح منطقة حيوية وكل شيء يشرح الصدر، ولكن بمجرد قدوم فصل الصيف تجد المنطقة شبه مهجورة إلا من بعض مربي الحلال الذين يأتون لمشاهدة حلالهم ومتابعة أرزاقهم، وأيضا بعض العمال الذين يسكنون المنطقة والذين يعانون من نقص الخدمات كعدم وجود مستوصف خاص بالمنطقة والمعاناة الكبرى هي انقطاع الكهرباء في بعض الأحيان.