- سيف الحموري - الكويت - السبت 20 أغسطس 2022 08:43 مساءً - إذا تزامن ظهور سهيل مع «رياح الكوس» المصحوبة بالرطوبة العالية.. فالسنة ستكون مطيرة بمطر وافٍ وينبت العشب
- الطقس يبـدأ في التحسن بعد فترة «دلوق السهيل» والحرارة تأخذ في الانخفاض.. بالتزامن مع «نوء الطرفة»
قال الخبير الفلكي عادل المرزوق إن نجم السهيل سيمكن مشاهدته في سماء الكويت أول سبتمبر المقبل، مشيرا الى أن ظهور النجم إذا تزامن مع رياح الكوس المصحوبة بالرطوبة المرتفعة، فإن فترة الوسم غالبا ما تكون مطيرة وفيها المطر الوافي وينبت العشب.
وأوضح أن الحرارة مع فترة «دلوق سهيل» تبدأ في الانخفاض ويبدأ الطقس في الاعتدال شيئا فشيئا. وفيما يلي التفاصيل.
هل دلق سهيل أو متى يدلق؟
هذان السؤالان ومثلهما الكثير والتي تتعلق بالطقس والفلك كثيرا ما يتم توجيهه لي من قبل العديد من الأصدقاء والأصحاب، وأيضا هذه الأسئلة تتردد على ألسنة الكثيرين وتطرح الأسئلة على الفلكيين والمتنبئين الجويين، وهي تتركز على فترة ظهور هذا النجم المشهور سواء في الصيف أو حتى في الشتاء.
ونشير بالقول هنا الى أن «السهيل» هو نجم من النجوم المشهورة التي عرفها العرب منذ القدم في الجاهلية، بل وحتى قبل ميلاد السيد المسيح بمئات السنين، حيث أولوا وأعطوا الفلك الاهتمام الكبير منذ القدم، فقد اهتموا بمنازل النجوم ومطالعها وارتبط الفلك بحياتهم اليومية بسبب اعتمادهم على الشهور القمرية التي تقل مدة 11 يوما عن السنة الشمسية، وأدى هذا النقص بمدة السنة القمرية إلى اعتماد العرب على مطالع النجوم ومنازلها تعويضا عن نقص الأيام في السنة القمرية لأن مدة فترة التقويم الذي يعتمد على النجوم مثل تقويم السهيل هي نفس مدة السنة الشمسية أو السنة الميلادية والتي مدتها 365 يوما بينما السنة القمرية أو الهجرية مدتها 354 يوما.
ولكن وقبل أن نتحدث عن فترة «دلوق سهيل» نشير إلى وجود خطأ شائع عند الكثير من الناس الذين يعتقدون أنه من بعد يوم 24 أغسطس يمكن رؤية نجم السهيل في كل مكان من شبه جزيرة العرب، وهذا خطأ كبير يجب أن نشير إليه، فهناك تواريخ محددة لكل منطقة يمكن رؤية النجم فيها، ومن المعروف أيضا أن «نجم سهيل» هو من النجوم الجنوبية الثابتة التي لا تغيب عن سماء جنوب خط الاستواء على الكرة الأرضية، ولذلك فإن سكان أستراليا والتي تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية يشاهدون طوال السنة هذا النجم، حيث لا يختفي عن المناطق التي تقع جنوب خط الاستواء.
ولذلك هذا النجم لا يرى في المناطق التي تقع في أقصى شمال الكرة الأرضية مثل شمال قارة أوربا وشمال قارة آسيا وشمال أميركا الشمالية، ولكن هناك مواقيت محددة له في الظهور.
فيستمر وجود هذا النجم في سماء المناطق التي تقع شمال خط الاستواء حتى 22 مارس ثم يغيب بعد ذلك عن سماء شمال الكرة الأرضية ويختفي عنها، ولكنه يكون موجودا كما قلنا في جنوب الكرة الأرضية ولا يغيب عنها ثم يبدأ في الظهور مرة أخرى من بعد منتصف شهر يوليو في كل سنة، هذا فيما يتعلق بالفلك عن نجم السهيل.
وفترة «دلوق سهيل» لا أحد يعرفها ولا تجد لها ذكرا في أي بقعة أخرى من العالم غير منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، وهي المنطقة الوحيدة في العالم التي تعرف هذه الفترة معرفة جيدة، بل اعتمدت عليها في تقويمها وحياتها اليومية الماضية للمئات من السنين.
ونشير إلى أن «دلق سهيل» سيكون يوم الأربعاء الموافق 24 أغسطس 2022 ويبدأ معها «تقويم السهيل» الذي هو في نفس الوقت التقويم المعروف بتقويم منازل القمر أو تقويم الأنواء التي هي مثل (نوء الشولة في الشتاء ونوء الأخبية في الربيع ونوء الثريا في الصيف ونوء الزبرة في الخريف).
وأما فيما يتعلق بالطقس والمناخ فهناك مقولة معروفة ومشهورة في وسط شبه الجزيرة العربية ومعروفة في الكويت أيضا منذ القدم والتي يعتقد بها الكثير من الناس والتي تقول: «إذا دلق السهيل برطوبة أبشروا بالمطر في الوسم وإذا دلق السهيل بريح شمال أبشروا بالمحل» وتفسير هذه المقولة أنه إذا تزامن هبوب الرياح الجنوبية (رياح الكوس) المصحوبة بالرطوبة العالية في شبه الجزيرة العربية مع فترة «دلوق السهيل»، فهذه السنة سوف تكون مطيرة وفيها المطر الوافي الذي ينبت العشب، وأما السنة التي يدلق فيها سهيل بريح الشمال فهذا مؤشر على أن فترة الوسم في هذه السنة ستكون جافة وخالية من المطر أو أن يكون مطرها قليلا جدا، الأمر الذي سيجعل الأرض في شبه جزيرة العرب خالية من الأعشاب والنباتات الصالحة لرعي البهائم والدواب.
ولكن هذه المقولة القديمة للأجداد لم يتم التأكد من مدى صحتها ودقتها، ومع الأسف ليست هناك سجلات رصد موثقة للحالة المناخية تسجل المعلومات الصحيحة أو تدون فيها البيانات التي تؤكد ما جاء في هذه المقولة أو حتى تنفيها، ولكن نعتقد أنها توقعات قديمة قالها الأجداد في الماضي بحسب تجربتهم وخبرتهم ولا نعلم مدى صحتها ولكن قد تكون صائبة في بعض السنوات وفيها شيء من الصحة.
ويلاحظ بعد فترة «دلوق السهيل» أن الطقس يبدأ في التغير والتحسن والحرارة تأخذ في الانخفاض وتقل شيئا فشيئا.
ويكون ظهور «نجم السهيل» أو دلوقه متزامنا مع أول يوم من بداية «نوء الطرفة» الذي يبدأ هو أيضا في يوم 24 أغسطس من كل عام وكما هو معروف فمدة هذا النوء مثله مثل بقية الأنواء 13 يوما.
ولكن كأول ظهور لهذا النجم بعد غيابه عن شمال خط الاستواء يكون في مدينة جيبوتي ويكون ظهوره في جهة الجنوب من هذه المدينة، وذلك في يوم 26 من شهر يوليو وهي أول مدينة رئيسية في المنطقة تشاهد نجم السهيل عند دلوقه أو ظهوره من جديد ثم تليها كأول مدينة عربية رئيسية في شبه الجزيرة العربية مدينة عدن وفي جمهورية اليمن في يوم 30 من شهر يوليو ثم يشاهد بعد ذلك في مدينة المكلا في يوم 1 من شهر أغسطس في جمهورية اليمن ثم تليها مدينة صلالة في سلطنة عمان في يوم 3 من شهر أغسطس، وبعد ذلك تكون مشاهدته في جزيرة مصيره في سلطنة عمان أيضا في يوم 9 من شهر أغسطس ثم يشاهد في العاصمة العمانية مدينة مسقط في يوم 14 من شهر أغسطس وبعد ذلك يشاهد في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في يوم 15 من شهر أغسطس وثم تتم مشاهدته في مملكة البحرين في يوم 24 من شهر أغسطس وهو اليوم المشهور عند كل الناس يوم «دلوق السهيل».
وفي الكويت يمكن مشاهدة نجم السهيل في يوم 1 من شهر سبتمبر في جهة الجنوب، وذلك بعد مرور نحو 37 يوما من ظهور النجم في مدينة جيبوتي.
ويشاهد السهيل بعد ذلك في مدينة النجف بالعراق في يوم 5 من شهر سبتمبر ثم تتم مشاهدة نجم السهيل في العاصمة العراقية بغداد في يوم 9 من شهر سبتمبر.
ولكن آخر مدينة عربية يمكن أن تشاهد نجم السهيل في هذه الفترة هي مدينة بيروت اللبنانية في يوم 15 من شهر سبتمبر نظرا لوقوعها في الشمال من شبه الجزيرة العربية فيمكث نجم السهيل في سماء مدينة بيروت فترة زمنية لا تزيد على أسبوعين، وبذلك تكون مدينة بيروت في نفس الوقت أول مدينة عربية رئيسية يغيب فيها نجم السهيل ويكون غياب هذا النجم في آخر شهر سبتمبر والذي يسمى هذا الشهر في لبنان «شهر أيلول»، فغياب هذا النجم من سماء مدينة بيروت هو مؤشر على بداية موسم الأمطار في منطقة الساحل الشرقي للبحر المتوسط، حيث يقول ساجع اللبنانيين عن شهر سبتمبر أو شهر أيلول، «أيلول ذنبه في الشتاء مبلول»، وتفسير هذا المثل اللبناني ان أيلول هو شهر سبتمبر - ذنبه أي في نهاية الشهر - الشتاء هو المطر في اللهجة اللبنانية وبمعنى إجمالي أن شهر سبتمبر في آخره يسقط المطر.
ولكن بالنسبة إلى منطقة وسط شبه الجزيرة العربية فإن نجم سهيل يستمر في الظهور في هذه المنطقة بمدة تزيد على ثمانية أشهر وبفترة أكثر من 6 ساعات يوميا، وقد تكون أغلب هذه الساعات التي يظهر فيها هذا النجم هي في أثناء النهار، ولذلك تتعذر رؤية هذا النجم في هذه المنطقة من بداية شهر مايو حتى منتصف شهر أغسطس، حيث يكون فوق الأفق مباشرة فتغطيه أشعة الشمس خلال النهار ولذلك تصعب رؤيته، ولكن يبدأ بالظهور مرة أخرى خلال شهري سبتمبر وأكتوبر في ساعات الفجر وقبل شروق الشمس.
ثم يستمر «نجم سهيل» بالتقدم في شروقه، حيث يكون خلال شهري ديسمبر ويناير في أقصى فترة للظهور له هو في منتصف الليل في هذين الشهرين أما في شهري مارس وأبريل فيشاهد في جهة الغرب في أول الليل ومن ثم يغيب قبل منتصف الليل، ويستمر ذلك حتى يكون شروقه ومغيبه في وسط شبه الجزيرة العربية متزامنا ومتطابقا مع وقت شروق الشمس ومغيبها أي ان فترة ظهور النجم تكون في ساعات النهار وهي الفترة التي تكون من بداية شهر مايو إلى منتصف شهر يوليو وهي الفترة التي يغيب أو يختفي فيها نجم سهيل عن الأنظار.
والجدير بالذكر يشير نجم سهيل إلى جهة الجنوب، حيث لا يوجد نجم يدل على اتجاه النجم الجنوبي كما هو الحال مثل نجم الدب الأكبر الذي يشير دائما إلى القطب الشمالي لكن في نصف الكرة الجنوبي وبسبب ظهوره الدائم هناك يعتبر تجاوزا هو الاتجاه إلى الجنوب.