- سيف الحموري - الكويت - الأحد 6 مارس 2022 10:18 مساءً - عبدالله البعيجان: التاجر الكويتي لا يصطنع الأسعار وإنما يستوردها
- الحرب الروسية ـ الأوكرانية أحدثت أزمة في سلاسل الإمداد العالمية
طارق عرابي
حذر رئيس الاتحاد الكويتي للأغذية عبدالله البعجيان من المؤشرات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم حاليا بسبب الحرب الروسية ـ الاوكرانية والتبعات التي يمكن أن تشهدها المنتجات والسلع الغذائية حول العالم نتيجة لذلك.
وتوقع البعيجان، في تصريح خاص لـ «الأنباء»، أن تشهد أسعار المواد الغذائية مزيدا من الارتفاع خلال الفترات القادمة، وأن تنعكس هذه الارتفاعات على السوق الكويتي بشكل مباشر، خاصة أن الكويت لا تصطنع الاسعار وإنما تستوردها، بمعنى أن الاسعار يتم فرضها على التاجر من الخارج، في حين لا يعتبر التاجر الكويتي مؤثرا في صناعة أسعار المواد الغذائية المستوردة.
وأشار إلى أن الحكومة تعلم تماما أن هناك ارتفاعا عالميا في أسعار السلع والمواد الغذائية، فالحكومة وباعتبارها مستوردة للكثير من السلع الاولية والمواد الغذائية التموينية عن طريق الشركة الكويتية للتموين ليست مغيبة عن ارتفاع الاسعار، وبالتالي فإنها خير من يعرف أن الزيادة الحالية هي زيادة عالمية وليست مصطنعة، ما يعني أننا بحاجة إلى قرار شجاع وشفافية في طرح موضوع الزيادة أمام السلطتين التشريعية التنفيذيــــة، والتكاتف المشترك بين جميع الجهات لمواجهة التغيرات العالمية.
وقال البعيجان إن جمهورية أوكرانيا تعتبر بمنزلة سلة حبوب ومصدر رئيسي من مصادر اللحوم الحيوانية والداجنة، فضلا عن أنها تعتبر مصدرا لمنتجات كثيرة تدخل في صناعة أعلاف الدواجن والحيوانية، ما يعني أن تعويض الخلل في مثل هذه المصادر لن يكون بالأمر السهل عالميا.
وأضــاف ان الحــرب الروسيـــة ـ الاوكرانية جاءت لتضيف أزمة جديدة إلى أزمة سلاسل الامداد التي تضررت بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين بسبب جائحة فيروس كورونا والتي تسببت في ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار العديد من السلع والمنتجات الغذائية وغير الغذائية، ناهيك عن التأخير في الانتاج والتصدير، ما تسبب في نقص كبير في مخزون المواد الغذائية الاساسية حول العالم.
ولفت البعيجان إلى أن اتحاد الأغذية حذر في اكثر من مناسبة من مغبة الوقوف موقف المتفرج من هذه الازمة وغيرها من الازمات السابقة والقائمة، مشددا على أن الحل يكمن في العمل على فتح المجال أمام توزيع القسائم الصناعية الجديدة، والسماح بإنشاء صناعات جديدة أو التوسع في الصناعات القائمة لتعويض الانتاج المحلي، بالإضافة إلى إيجاد المخازن اللوجستية اللازمة لحفظ المخزون الاستراتيجي من المواد والسلع الغذائية الاساسية، خاصة أن الكويت مازالت تفتقد مخازن للمواد الغذائية الرئيسية التي تشكل نحو 99% من المائدة الكويتية.
وفي ختام تصريحه، أعرب البعيجان عن أمله في أن تتكاتف كل من الحكومة ومجلس الأمة للعمل على توفير احتياجات المواطنين والمقيمين من المواد الغذائية الاساسية بشكل سريع، وذلك لتلافي أي نقص في المخزون الاستراتيجي في ظل الأوضاع العالمية المستجدة.