- سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 17 مايو 2022 08:16 مساءً - يجب إثارة فضول الأطفال للاهتمام بالقراءة والبحث وتنمية قدراتهم ومواهبهم في جميع المجالات
الشارقة ـ يوسف غانم
عاشقة للكتب والتاريخ والاطلاع منذ طفولتها نمت معها موهبتها وغذتها بالقراء فأصبحت شاعرة صاحبة اسلوب مميز وسهل في تقديم افكارها واستثمار كلماتها، استطاعت تقديم الكثير في مجال الشعر وعاشقة للكتاب والتاريخ، وترى ان الكتاب الورقي مازال يشكل النافذة التي نطل من خلالها على العالم، كما ان وسائل التواصل تعتبر منصات جيدة ومعاصرة لتبادل الرأي والمعارف، انها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري التي حدثتنا عن تجربتها وعشقها للشعر خلال لقاء مع «الأنباء».
في البداية، تحدثت المطيري عن اتجاه الشعراء لنشر قصائدهم عبر منصات التواصل واذا ما كان ذلك يهدد عرش الكتاب الورقي، مؤكدة ان المنصات لن تغنيك عن الكتاب الورقي، والشاعر في نهاية الأمر سيقوم بتجميع قصائده ويضعها في ديوان شعري، واليوم أصبح أمر الطباعة سهلا، فقد يستطيع الشاعر أن يصدر كتابه بشكل شخصي ومن دون اللجوء إلى دار نشر، وهناك الكثير من الشعراء والادباء الذين يقومون بذلك، وعندما نعود لبذور لمعرفة الأولى وانتشارها لم يكن الكتاب موجودا، حيث كانت الأشياء تكتب على الجلد أو البردي أو الجدران، ولكن أعود إلى ملاحظة ذكرها أحد المهتمين بقوله: لاحظوا هذا الجيل الذي يحب اليوم القراءة من خلال العالم الافتراضي إذا قرر أن يكون له كتاب فلن يتردد في طباعته وسيحتفي بكتابه الورقي، فهناك صحوة جديدة نحو الكتاب الورقي وكل من يدعي أنه سيختفي ويزول ولكن ما نلاحظه اليوم وجود زيادة في عدد دور النشر، والكل أصبح يحتفي بالكتاب ويتباهى بالمكتبات التي تضم مجموعة من الكتب في منازلهم، فأرى ألا خوف على الكتاب الورقي.
وعن اهمية جذب الأسرة أولادها نحو الكتاب والاهتمام بالقراءة، اوضحت المطيري انه يجب على الأسرة أنه لا تفرض شيئا، فلاحظ الطفل في موضوع الأكل وهو شيء أساسي حتى ينمو، إذا أرغمت الأسرة الطفل على الأكل فلن يأكل، فما بالك بالقراءة، فاليوم الفكرة هي بكيفية إثارة الفضول لدى الأطفال، فوالدي وهو باحث في التاريخ، كان يخشى علينا من ألا نقرأ او ألا تكون لنا علاقة بالمكتبة خصوصا وانه صاحب مكتبة تاريخية كبيرة، فكان دائما يثير الفضول لدينا فيطلب مني وانا طفلة أن أبحث عن قضية معينة في كتاب الاعلام على سبيل المثال، ولم اكن اعرف عن هذا الكتاب ولكن كرامتي لم تكن تسمح لي بأن أقول لا اعرف وكنت اذهب وابحث عن هذا الكتاب، وأبدأ في البحث إلى أن اكتشف شيئا فشئيا، الكتاب ومحتوياته وغيره من الكتب، فكانت تلك الطريقة بداية علاقتي وتعلقي بالكتب والمكتبة.
واضافت المطيري: اعتبر الكتاب نقطة امان، والدي كان يقول إنني منذ طفولتي وأنا احتضن كتابا وأجلس في زاوية، وانه كان ووالدتي يخافان علي ويقول كنا نخاف عليك من أن تكوني مصابة بأحد الأمراض النفسية، إلى أن اكتشفا أنني أقرأ واكتب في زوايا المنزل، وإلى اليوم إذا سافرت أو خرجت يجب أن اصطحب معي كتابا حتى ولو لم أقرأ منه.
وعن مشروعاتها الأدبية، أشارت الى انها تعمل الآن على انجاز مشروعين، الأول ديوان شعري، والآخر مجموعة قصصية، كما لديها على الصعيد المعرفي مجموعة من الأبحاث في مجال المكتبات وعلومها، قائلة اننا نلاحظ من الخرائط ان الاماكن التي ارتحل إليها الشعراء لم تعرف إلا من خلال القصائد، وهناك قصائد وثقت الحياة في عدد كبير من المدن التي اندثرت الآن، فلم يكن لها اثر إلا من خلال قصيدة أو مجموعة قصائد لشعراء ذهبوا واستمرت قصائدهم، فلذلك الشعر يحمل أشياء كثيرة ويستطيع أن يقول ما لا تقوله السياسة أو المؤرخ أو الجغرافي أو عالم النفس، فالشعر ينبض بأسرار الحياة، ولكن نعود إلى النقطة الأولى وهي العلاقة الحقيقية بين الشاعر والقصيدة، بألا يشعر أنه يكتب لأنه يقرأ أمام منصة أو للجمهور أو يشارك في مناسبة أو يدفع له مقابل ما يكتبه، وهذا باختصار ما شكل علاقتي بالقصيدة وما تحمله من معطيات معرفية كثيرة.
وحول قضية الجوائز وفوز الشعراء والأدباء بها، بينت أنها تعتبر من الفرص التي ربما تأتي وربما لا تأتي، فهناك شعراء أفضل بكثير من الذين يحصلون على جائزة ما، وأنا عشت هذه التجربة عندما شاركت في مسابقة «أمير الشعراء»، والسؤال هنا: هل هناك شاعرات أفضل مني؟ بالتأكيد هناك وهذا الطبيعي، وأنا اقرأ لشاعرات كثيرات وهن أفضل مني بمراحل كثيرة، ولكن لم تأتهن الفرصة للخروج عبر هذه المنصة او تلك، ولكن هذه الأشياء لحظية ووقتية فتظل عالقة في عقول الناس لمدة عام أو عامين أو حتى عشر سنوات ثم يذهب هذا البريق، وما يبقى هو الإنسانية الموجودة في القصيدة، فأنا مثلا قرأت ذات مرة قصيدة في إيطاليا باللغة العربية وعندما ترجمت خلال الجلسة التي كانت بمشاركة شاعرات من الإمارات وإيطاليا، وجدت الإيطاليات يبكين لتأثرهن بالقصيدة، لأنها تحمل جانبا إنسانيا، فأغلب قصائدي تدور حول قضايا الوطن العربي والأطفال، فما الذي نحتاج اليه بشكل حقيقي في حياتنا.
وتابعت: أعتقد أن القضايا التي يكتبها الشاعر هي التي تصفه وهذه المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فهي الترجمة، لأن الترجمة تحمل جزءا من تلك المعاني أو المشاعر، وهنا في إمارة الشارقة قامت هيئة الشارقة للكتاب بمبادرة متميزة وترجمت اكثر من 70 كتابا من العربية للغات مختلفة، وتم وضع تلك الكتب في المكتبات الوطنية في أي دولة تزورها، وبذلك تكون قد أوصلت جزءا من إبداعك للآخرين، ولكن دعنا نتساءل: من الذي سيقرأ وكيف سيتفاعل مع هذا النص؟ وربما الآن مع العالم الافتراضي صار التفاعل بشكل أكبر، ومن السهل أن ابحث واصل للشاعر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وبشأن التركيز على الشعراء والأدباء المعروفين، اشارت الى أنها تحب دائما أن تبقى الأمور غير معروفة وأن يتأثر القارئ بما قرأ وبمضمونه بعيدا عن الاسماء، حتى لو لم يعرفني ويكفيني انه بينه وبين نفسه ربما تألم أو شعر بأنني كتبت شيئا يشبهه، وقد حدثت لي مواقف مشابهة في الوطن العربي عندما وصل ديواني الأول إلى مدينة القدس وتمت مناقشته هناك من خلال مجموعة تقرأ الدواوين الشعرية بكل حيادية، وعندما قرأت الخبر أسعدني لأنهم تحدثوا عما كتبت من دون أن يعرفونني، وبكل حيادية فقالوا ما يعجبهم وما لا يعجبهم في الديوان، ولكن ذلك في نهاية الأمر أسعدني للغاية.
وبخصوص تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وفائدتها للشعراء في نشر قصائدهم، بينت المطيري ان ذلك ساهم بشكل كبير، لأن بعض الشعراء لم يكن يجد منصة للظهور، فهناك من يخشى أن يقول إنني شاعر وأريد أن أشارك في فعالية ما، فيجد أن الطريق الأنسب له بأن يضع شعره ليصل للآخرين من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وهذه كانت طريقة مناسبة لوصول بعض الشعراء ومعرفتنا بهم، ولكن يجب ألا نقيس موهبتهم من خلال عدد المتابعين، فهناك من يكتب ويملك الموهبة ولكنه يخجل أن يواجه الجمهور أو يتعامل مع الإعلام.
وحول ابتعاد بعض دور النشر عن نشر الشعر وما قدمته وسائل التواصل، قالت المطيري: نعم هناك عدد كبير من دور النشر تقلق من طباعة الشعر، ولكن هناك دور نشر تبحث عن الشعر، وبالنسبة لي الأمر جميل، في ظل الفوضى التي نراها في كتابة الرواية والقصة القصيرة، لأن المحدودية تحيط الشعر بحالة جيدة ويبقى الشعر محافظا على هيبته، ولهذا أرى أن السوشيال ميديا منفذ جيد لنشر الشعر.
وتابعت: كما ان اتجاه الشعراء لنشر قصائدهم على المنصات لا يهدد عرش الكتاب الورقي، لأن المنصات لن تغنيك عن الكتاب الورقي ومتعة القراءة، والشعر في نهاية الأمر سيقوم بتجميع قصائده ويضعها في ديوان شعر، واليوم أصبح أمر الطباعة سهلا، فقد يستطيع الشاعر أن يصدر كتابه بشكل شخصي من دون اللجوء إلى دار نشر، وهناك الكثير من ينفذون ذلك، وعندما نعود للمعرفة الأولى لم يكن الكتاب موجودا، حيث كانت الأشياء تكتب على الجلد أو البردي أو الجدران، ولكن أعود إلى ملاحظة ذكرها أحد الأشخاص حين قال: لاحظوا هذا الجيل الذي يحب اليوم القراءة من خلال العالم الافتراضي فإذا قرر أن يكون له كتاب فلن يتردد في طباعته وسيحتفي بكتابه الورقي، فهناك صحوة جديدة نحو الكتاب الورقي ولست مع من يدعي أنه سيختفي ويزول، ونلاحظ ان ما يحدث اليوم هو زيادة عدد دور النشر، والكل أصبح يحتفي بالكتاب ويتباهى بالمكتبات في منازلهم والتي تضم مجموعة من الكتب المتنوعة وهذا أمر مبشر، فلا خوف على الكتاب الورقي وارى انه سيستمر.
وزادت: يجب على الأسرة أن لا تفرض على الأطفال أشياء محددة، والمطلوب إثارة الفضول لدى الأطفال وتحفيزهم على القراءة والاهتمام بالمعلومة الجديدة، فكان والدي يخشى علينا من أن لا نقرأ او ألا تكون لنا علاقة بالمكتبة وهو صاحب مكتبة تاريخية كبيرة، فكان يثير لدينا الفضول فيطلب مني أن أبحث عن قضية معينة في كتاب الأعلام على سبيل المثال، وأنا طفلة ولم اكن اعرف عن هذا الكتاب لكن كرامتي لم تكن تسمح بقول لا اعرف وكنت اذهب وابحث عن الكتاب واكتشف شيئا فشئيا ما يحتويه وكذلك غيره من الكتب، فكانت تلك الطريقة بداية علاقتي بالكتب والمكتبة.
ولفتت الى أن الكتاب يعتبر نقطة أمان قائلة: منذ طفولتي وأنا احتضن كتابا وأجلس في زاوية للقراءة والكتابة، وإلى اليوم إذا سافرت أو خرجت يجب أن اصطحب معي كتابا حتى ولو لم اقرأ منه.
وختمت المطيري بالإشارة الى مشاريعها المستقبلية، قائلة: حاليا أعمل على مشروعين الأول ديوان شعري والآخر مجموعة قصصية، وعلى الصعيد المعرفي مجموعة من الأبحاث في مجال المكتبات.