- سيف الحموري - الكويت - الأحد 24 أبريل 2022 08:16 مساءً - بشارة: 50 ألف قطعة بحرية تعبر مضيق هرمز سنوياً من مختلف الأنواع ما يجعل المنطقة البحرية للمنظمة إحدى أكثر المناطق البحرية في العالم انشغالاً
دارين العلي
أكد رئيس مجلس الإدارة ومدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد اهتمام الكويت بالموائل الطبيعية في البيئة البحرية، إذ إنها من الدول الساحلية والتي تمثل فيها السواحل إحدى البيئات المهمة التي تتطلب رعاية خاصة واهتماما مستمرا من أجل الحفاظ عليها من مصادر التلوث ومن أجل تنميتها وزيادة كفاءتها.
وقال ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للبيئة د.محمد الفارس في احتفال المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بيوم البيئة الإقليمي صباح امس، إن اهتمام الكويت بالبيئة البحرية انعكس على السياسات والقوانين والنظم المتعلقة بالبيئات الساحلية والبحرية عبر القانون البيئي، وكذلك بالرصد المستمر لمصادر التلوث المحتملة على السواحل والبيئة البحرية، سواء الثابتة منها أو المتحركة. وأشاد الأحمد بجهود المنظمة التي ساهمت في تعزيز أواصر التعاون بين دول المنطقة للمحافظة على بيئتها ورسم استراتيجية عامة للتعامل مع التحديات البيئية المختلفة، لافتا الى أن المنظمة ومقرها الدائم الكويت تضم في عضويتها 8 دول، وهي دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى إيران والعراق وتشترك هذه الدول بأنها منتجة للنفط السلعة الاستراتيجية العالمية التي تمثل شريان الاقتصاد العالمي ما يفرض عليها ضرورة اتباع السبل الآمنة من الناحية التشغيلية والبيئية والتنسيق والتعاون فيما بينها لرفع جاهزيتها وتعزيز كفاءتها لمواجهة الحالات الطارئة كحوادث التلوث.
وتحدث عن أن اختيار عنوان «موائل الكربون الأزرق» لاحتفالية المنظمة لهذا العام، لافتا إلى أنه بمنزلة مساهمة مباشرة في تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية التعامل مع ظاهرة التغير المناخي التي تشغل العالم حاليا وتعزيز الجاهزية لها، مشيرا إلى أن زرع المفاهيم البيئية بأساليب التكيف والمعالجة لظاهرة التغير المناخي لدى الطلاب والناشئة والمعلمين تنمي الثقافة المجتمعية وتعزز الجاهزية بهذا الشأن.
وأكد أن تنمية الموائل البحرية الفاعلة في استخلاص وتخزين الكربون من أهم وسائل وأساليب مواجهة عواقب ظاهرة التغير المناخي ما يتطلب اتخاذ جميع الوسائل المناسبة بهذا الشأن مثل تنمية زراعة الأشجار البحرية كأشجار القرم والمحافظة على موائل الحشائش البحرية وغيرها من التكوينات الطبيعية البحرية ذات القدرة على تقليل آثار الغازات المسببة لظاهرة التغير المناخي.
وأفاد بأن المنظمة البحرية تلعب دوراً مهماً في التصدي لظاهرة التغير المناخي عبر التنسيق بين الدول الأعضاء وتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال ووضع استراتيجيات فاعلة الى جانب الرصد المستمر للحالة البيئية من أجل الوقوف على التغيرات البيئية التي قد تطرأ والتمكن من التصدي لها.
بدوره، أكد الأمين العام للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية د.جاسم بشارة اهتمام دول المنطقة برعاية وتعزيز المسطحات الخضراء في اليابسة والبحار وحمايتها من التلوث الذي يقلل كفاءة استخلاصها للملوثات في الجو، وذلك عبر طلاق المبادرات الخضراء في الكويت والسعودية ودول الخليج.
وتحدث بشارة عن الاحتفال بهذا بيوم البيئة الإقليمي الذي يصادف ذكرى إنشاء المنظمة البحرية منذ أكثر من 40 عاما، وذلك على ضوء توقيع دول المنطقة على اتفاقية الكويت بهذا الشأن.
وأوضح أن إنشاء المنظمة البحرية في دول المنطقة نابعا من إدراكهم لأهمية التنسيق فيما بينهم من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لحماية البيئة في احد أهم المناطق البحرية بالعالم والتي يتم فيها إنتاج وتصدير المنتجات البترولية.
وأوضح د.البشارة أن عدد القطع البحرية التي تعبر مضيق هرمز سنويا نحو 50 ألف وحدة بحرية من مختلف الأنواع ما يجعل المنطقة البحرية للمنظمة إحدى اكثر المناطق البحرية في العالم انشغالا.
ولفت الى أن دور المنظمة يتعاظم باستمرار منذ إنشائها نتيجة الزيادة المضطردة في نقل النفط وفي النشاط الاقتصادي والعسكري في المنطقة البحرية من جانب ونتيجة للأنشطة البشرية في اليابسة من الدول المطلة من جانب آخر.
وتحدث عن دور موائل الكربون الأزرق في مكافحة التغير المناخي الذي يزداد بشكل مستمر نتيجة العبء البيئي المتزايد ما يعكس أهمية الغطاء النباتي البحري بمكوناته المختلفة مثل أشجار القرم والحشائش والمروج البحرية والسبخات والنباتات البحرية الدقيقة وغيرها ما يعزز من قدرة المسطحات المائية في استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري. وأشار الى أن المنظمة تقيم ومنذ سنوات بمناسبة يوم البيئة الإقليمي مستبقة للناشئة والطلبة في الدول الأعضاء بالمنظمة لغرس مفاهيم حماية البيئة حيث تتم المشاركة برسومات ومقالات علمية تتناول مواضيع مختلفة كل عام، مبينا أن موضوع هذا العام «دور موائل الكربون الأزرق في التخفيف من آثار التغير المناخي».
وأكد أهمية تعاون القطاعات البيئية والتربوية في الدولة لتعزيز التكامل بين الجانبين لخلق ثقافة عامة مجتمعية وتمكين تطبيق قوانين حماية البيئة بعناصرها الثلاث ووقف التعديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.
من جهتها، قالت مديرة مدرسة سمية الابتدائية للبنات موضي العتيبي في كلمة لها أن حماية البيئة باتت أهم أركان ثقافة الشعوب على المستويين الرسمي والشعبي والتي تتطلب تضافر الجهود نحو تعزيز جميع جوانبها المختلفة خصوصا التعليمية والتربوية.