باسل النجار = الرياض في الثلاثاء 22 مارس 2022 02:35 مساءً - يقدم فيلم التشويق الأمريكي ”لا مَخرج/ No Exit“ الصادر أواخر شباط/ فبراير 2022، حبكة مشوقة مليئة بالتقلبات بإخراج بسيط على الرغم من فكرته المكررة.
والعمل مقتبس عن رواية تحمل العنوان ذاته، صدرت عام 2017 للكاتب تايلور آدامز. وتروي أحداثه سيرة حياة طالبة جامعية تتلقى العلاج في مصح إعادة تأهيل، للتعافي من الإدمان على المخدرات.
وتضطر ”دربي“ إلى الهروب من المصح، لتتقطع بها السبل في عاصفة ثلجية، وتتحول إلى شاهدة على عملية اختطاف، وتتخذ قرارا يغير مسار الأحداث، وتتورط في عملية إنقاذها.
دافع الهروب
تبدأ الأحداث بتلقي البطلة خبر مرض والدتها وحالتها الصحية الحرجة ومعاناتها من نزيف حاد في الدماغ، لتقرر إيجاد طريقة للخروج من المصح.
وتستنجد دربي بشقيقتها الكبرى لتكفلها، لتقابلها شقيقتها بالاستهجان والرفض، وترفض مساعدتها متذرعة بانشغالها في المستشفى بجانب والدتها.
عاصفة ثلجية
وخلال عملية الهروب من المصح، تسرق دربي سيارة، لتقع فريسة لعاصفة عاتية في منطقة مقطوعة، وتخرج عن مسار الطريق العام وتغفو على مقود سيارتها.
وتصحو دربي من غفوتها على صوت شرطي يحذرها من خطورة المكان، لتقرر أن تقضي ليلتها في محطة آمنة قريبة حتى الصباح.
وفي المحطة تلتقي البطلة بأربعة مسافرين تقطعت بهم السبل، وتكتشف وجود فتاة صغيرة محتجزة داخل سيارة مقفلة، ما يدفعها إلى تحري الخاطف، فهو حتما أحد المسافرين.
توتر
وتحاول دربي الاتصال بالنجدة دون جدوى لغياب التغطية بسبب العاصفة، إلى أن ينكشف أمرها وتصبح ملاحقة من الخاطف، في أجواء من الخطر والتشويق.
وتلجأ البطلة لأحد المسافرين لتكتشف أنها لجأت إلى الشخص الخاطئ تماما، ما أدى إلى تدهور الوضع وتصاعد الأحداث.
عنصر المفاجأة
وعلى الرغم من تكرار الفكرة، نجح المخرج في تقديمها بحبكة مشوقة وحوارات سلسة، ودعم ذلك أداء الممثلين الواقعي والمقنع، وتنفيذ السيناريو بأسلوب مبسط.
وعمد المخرج إلى عنصر المفاجأة، من خلال كشف الدور الحقيقي لكل شخصية، ليصطدم المُشاهد بانحراف الشخصيات عن مسارها المتوقع.
وامتازت الحوارات بالسلاسة والإقناع، فضلا عن المونتاج البسيط والتعريف بالشخصيات، والبناء التدريجي لعنصر التواطؤ بينهم.
ورغم ذلك شاب القسم الأول من الفيلم لقطات لا تخلو من الحشو والرتابة دون وجود ضرورة فنية، فالمقدمة جاءت طويلة ومتكلفة.
وقدم العمل مشاهد عنيفة خلال محاولة الخاطفين أخذ الفتاة بالقوة، والتعامل الوحشي مع بطلة الفيلم.
شكل متناغم
وجارى التصوير أحداث السيناريو، فكانت حركة الكاميرا بطيئة هادئة في القسم الأول، في حين تسارعت اللقطات في القسم الثاني.
وركز المخرج على الألوان الفاترة الزرقاء في جو عاصف، لنتحول إلى ألوان دافئة برتقالية وخشبية في لقطات التشويق، في انتقالات حادة، نوعت من الأسلوب ودفعت عنه الرتابة.
وساهمت الموسيقى التصويرية في رفع مشاعر القلق والتوتر، لتتناغم مع سياق المشاهد وزمان حدوثها.
آراء ونقاد
وقال الناقد مايكل موراليس: ”كان على الجميع محاولة البقاء على قيد الحياة في المحطة وقضاء ليلة صعبة، مع مراقبة تتالي انكشاف أسرار“.
وأضاف: ”ظل المُشاهد متقلبا طوال الفيلم، لأن وجهة نظره تتبدل مع كشف دوافع الشخصيات وتلقي معلومات جديدة تسببت في تغيير مجرى الأحداث وتصرفات الشخصيات“؛ وفقا لموقع أروبا نيرد البرتغالي.
في حين عاب متابعون على الفيلم اللجوء إلى إحداث الصدمة بأسلوب بعيد عن المنطق أحيانا وقائم على الصدفة البحتة.
ولم يخل العمل من هفوات شابت التسلسل المرن لهويات الشخصيات ودوافعها، ما أدى إلى غياب القفلة المقنعة في بعض المواطن، فضلا عن الحشو غير المبرر في المقدمة الذي غاب مبرره ضمن الأحداث ككل.
المصدر – إرم نيوز