انت الان تتابع خبر عن شاهد .. غاياردو ديل راي ينسج الحكايات على أوتار الغيتار.. ليلة إسبانية ساحرة في بيروت ونترككم الان مع اهم التفاصيل
صنعاء - عبدالجليل فارس - شهدت المكتبة الوطنية في بيروت أمسية موسيقية استثنائية جمعت بين الفن والمعرفة، في حفل غيتار مميز جمع العزف بالمحاضرة، بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) المؤلفة هبة القواس، وتحت رعاية وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وبالتعاون مع السفارة الإسبانية ووزارة الثقافة اللبنانية.
الأمسية لم تكن مجرد عرض موسيقي، بل تجربة ثقافية متكاملة تُعزّز مكانة بيروت كمدينة تتنفس الفن وتحتضن الفكر. كان نجم الليلة العازف الإسباني الشهير خوسيه ماريا غاياردو ديل راي، أحد أبرز أعلام الغيتار الإسباني في العالم، الذي قدّم برنامجاً موسيقياً غنيًا بأسلوب فريد مزج فيه بين الفلامنكو والموسيقى الكلاسيكية، ورافق كل مقطوعة بمحاضرة مقتضبة حول سياقها الفني والتاريخي.
في كلمة افتتاحية، عبّر الوزير غسان سلامة عن فخره بهذا التعاون النموذجي بين الكونسرفتوار والسفارة الإسبانية، معتبرًا أن هذه الأمسية مثال حي على الدبلوماسية الثقافية الفاعلة. أما القواس، فأشادت بالعلاقة العميقة التي تجمعها بالعازف ديل راي، مشيرة إلى دعمه للبنان والكونسرفتوار خلال أصعب المراحل، واصفةً إياه بـ"سفير الصوت اللبناني في العالم".
تميّزت الأمسية بأعمال كلاسيكية شهيرة تنقلت بالحضور عبر عصور الموسيقى الإسبانية، من مقطوعات النهضة إلى الرومانسية، واختُتمت برائعة "لوركا" التي ألّفها ديل راي تكريمًا للشاعر الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا، في لحظة جسّدت الامتداد الحي للتراث الموسيقي الإسباني بروح معاصرة.
أما المكان، فكان أكثر من مجرّد خلفية. فقد أضفت المكتبة الوطنية، برمزيتها الثقافية وذاكرتها الغنية، بُعداً خاصاً على الحدث، واحتضنت نوتات الغيتار كما لو كانت تحفظ كتابًا موسيقيًا مفتوحًا، يؤكّد أن بيروت لا تزال منارة للفن والثقافة، تكتب روايتها بمزيج من الحنين والتجدد.