عالم الفن والمشاهير

من كل رمضان هذا العام: كسبنا هشام ماجد

باسل النجار = الرياض في الخميس 6 مارس 2025 06:34 صباحاً - علق الكاتب الصحفي خيري حسن على نجاح مسلسل أشغال شقة جدًا للنجم هشام ماجد والنجمة أسماء جلال، وكتب:

هناك فرق ما بين نظرية” دعه يعمل دعه يمر” – وهي نظرية اقتصادية قديمة مر عليها ما يقرب من 500 سنة”وتشير إلى ترك الحكومات فى النظم الرأسمالية السوق دون تدخل (ليمر من يريد أن يمر – إذا كان يستحق المرور ).

وبين نظرية:” لا تدعه يعمل – ولا تدعه يمر ” وهو نظرية سلطوية مريضة تشير – أو يشير أصحابها – إلى خنق، أو تهجير، أو تصفير، أو تدمير أي موهبة تقع فى طريقهم فلا يتركوها تعمل( وإن عملت) لا يتركوها تمر – وإن مرت( يبقي يومهم” مرار طافح”)

وهذه النظرية – نظرية المرار الطافح – نظرية تجدها – بصورة حاضرة وشاهدة ومكثفة – فى الحياة العامة بصفة عامة وفى مهن الإبداع بصفة خاصة( مثل الفن أو الثقافة أو الصحافة).
•••

وفى الصحافة – والثقافة بطبيعة الحال – قد لا تجد أى وجود لتلك النظرية: ( نظرية دعه يعمل – دعه يمر ) لأن – أغلب من فيها – لضعف موهبتهم، وانعدام كفاءتهم – يعملون وفقاً لنظرية:

” لا تدعه يعمل – ولا تدعه يمر” والاستثناء من ذلك تجده مع أسماء مثل( إحسان عبد القدوس – محمد التابعي – محمد حسنين هيكل – ومصطفى أمين (دعك من أي خلاف سياسي، نحن هنا نتكلم عن المهنة كمهنة والصحافة كصحافة) – وأحمد بهاء الدين – محمود عوض – صلاح عيسي – صلاح حافظ – لويس جريس- مصطفى شردي ) وغيرهم – من الأجيال الجديدة – قد لا يتسع المجال الآن لذكرهم.

فهؤلاء – بالواقع والتاريخ – كانوا يتعاملون مع المواهب بنظرية ( دعه يعمل – دعه يمر)
وكان ذلك – ومازال – سر نجاهم، وسر وجودهم حتى بعدما رحلوا إلى رحاب الله.
•••

وفى الفن قد لا تجد كثيراً من يعمل وفقاً لنظرية( دعه يعمل – دعه يمر ) إلا باستثناءات قليلة منها( زكريا الحجاوي وحسن فؤاد و نجيب الريحاني ) الذين كانوا يبحثون عن المواهب ويقدموها، ويدعموها، فلا يخافون منها، ولا يقللوا منها، ولا يحقدوا عليها..
فيتركونها ( تعمل) ويتركونها( تمر).
•••
وقد يمر زمن – وربما أزمان – حتى تتكرر – بصورة أو بأخري – مثل هذه الشخصية القوية، والطبيعية، والإنسانية، والغنية بقوة النفس والموهبة و(حلاوة الروح) فنجدها تساند، وتدعم، وتشارك، وتفسح المجال لكل موهبة رأت فيها القدرة على أن تعمل وعلى أن تنجح وعلى أن تمر ..
فتتركها.. تعمل وتتركها( تمر)!
•••
ومن هذه الشخصيات – التي ظهرت مؤخراً فى الفن – الفنان هشام ماجد الذى تؤكد كل أعماله التي شارك فيها من قبل أنه ممن يؤمنون بنظرية (دعه يعمل – دعه يمر) والذى يؤكد ذلك ما كان منه هذا العام مع الفنان الشاب مصطفى غريب الذى يعمل معه فلم يخفْه، ولم يهبه، ولم( يقفل عليه الكادر ليظهر هو)..ولم يحقد على موهبته، وحضوره أمامه فجاءت النتيحة نجاحهما معاً فى مسلسل ( أشغال شقة جداً) الذى يعرض فى زحمة دراما رمضان.
•••
ولذلك – وبذلك – فإن موقف الفنان هشام ماجد يؤكد إن الأمل مازال موجوداً فى أن ينتصر أصحاب نظرية (دعه يعمل – دعه يمر ) في الصحافة والثقافة والفن على أصحاب نظرية( لا تدعه يعمل – ولا تدعه يمر) وإن (مر) حول يومه إلى ( مرار طافح)!
•••
إن موهبة هشام ماجد..أصيلة..
وروحه( حلوة)..
في زمن توارت فيها الأصالة والموهبة..
لصالح محدوي الكفاءة وضعاف الموهبة..
وكذلك – والأمر كذلك – توارت الروح( الحلوة الطيبة)
لصالح الروح (الخبيثة السيئة)..
•••
إن هذه الروح – روح الفنان هشام ماجد فى عمله – هي أجمل مكاسبنا فى دراما رمضان هذا العام… والباقي كله ( تفاصيل).

(“عقبال” الثقافة والصحافة والإعلام)

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا