انت الان تتابع خبر عن شاهد .. الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية يتبع قرارات الكنيسة .. أما غير ذلك فهي قرارات شخصية ونترككم الان مع اهم التفاصيل
صنعاء - عبدالجليل فارس - بمناسبة بداية الصوم الكبير عند الطوائف المسيحية، في هذا المقال، نعطيكم فكرة كنسيةمختصرة، ليست معمقة لاهوتياً، للإضاءة على ما يجب أن يفعله المؤمنون في زمن الصوم.
هو زمن التوبة والتأمل والتقرب من الله، وليس فقط الامتناع عن الطعام لوقت محدد، بل عدم فعل الخطايا، والتمسك بالفضائل. يقول القديس يوحنا فم الذهب: "حين يُحَل الجسد بالأصوام والأمانة، تتشدد النفس بالصلاة".
في بعض الأحيان، لا يلتزم الصائم المسيحي بقرارات الكنيسة لناحية الصوم، فيختار أن يمتنع عن مأكولات معينة أو أفعال معينة، منها الغضب، الشتيمة، التدخين، تناول الحلويات والكحول وغيرها، بقرار شخصي، وليس منسوباً للصوم الحقيقي بحسب الكنيسة.
خلال ظهورات مريم العذراء في مديوغورييه، طلبت من المؤمنين أن يصوموا كل يوم جمعة طوال العام، عن الخبز والماء، كما طلبت بأن نلتزم بقرارات الأسقف ورجال الدين، لأنهم يحملون أسرار المسيح، ويتحدثون بأقواله، لذا يجب الإلتزام من ناحية الطعام والتوقيت بحسب ما تطلبه الكنيسة، أما بالنسبة للتبرع بالمال في زمن الصوم، فهذا قرار شخصي، فهناك من يصوم عن اللحوم وغيرها، ويتبرع بالمبلغ الذي كان سيدفعه ثمناً لها للفقراء، كما هناك من يتبرع بالأموال، بحسب قدرته، من دون أن يصوم عن شيء معين.
قال المسيح: "لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ"، كما قال لتلاميذه: "هذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ، لذلك يعطي الصوم القوة والقدرة على السيطرة على شهواتنا، منها النميمة، الشراهة في الطعام، وممارسة الجنس، والكحول وغيرها. كما أن التضحيات يجب أن تبدأ بفترة الصوم، وتستمر طوال أيام السنة، وصولاً إلى صوم العام التالي، الذي يأتي ليذكرنا بوعودنا التي قطعناها للمسيح في الصوم السابق، وتبقى المحبة أقدسها في كل أفكارنا وتصرفاتنا، لأن الخطيئة الأهم هي في كل عمل تنقصه المحبة.