عالم الفن والمشاهير

مأساة لطيفة نظمي يرويها شيخ حارة النجوم عبد الله المدني

باسل النجار = الرياض في الجمعة 28 فبراير 2025 06:13 مساءً - هذه حكاية غريبة، ولكنها حقيقية، بطلتها ممثلة قديمة تدعى «لطفية نظمي»، التي ولدت في 6 ديسمبر من سنة 1898 لأسرة دمياطية كان ربها يعمل في الصيد.

وبسبب فقر أسرتها لم تتمكن لطفية من إكمال تعليمها، ولكن ذكاءها وحبها للارتقاء بذاتها، دفعاها إلى تثقيف نفسها بنفسها من قراءة المجلات والكتب وتعلم اللغات الأجنبية.

أحبت لطفية الفن ولم تجد من يأخذ بيدها لدخول عالم الأضواء، فهاجرت إلى القاهرة حيث أقامت عند خالها الفقير وصاحب الأسرة المكونة من عشرة أطفال.

شعرت بأنها تسببت بمجيئها في عبء إضافي على كاهله، فحاولت أن تعمل بلقمتها عبر رعاية أطفال خالها ومساعدة أمهم على أعمال المنزل.

وفي الوقت نفسه راحت تبحث في الصحف عن أي فرصة عمل، فإذا بها تقرأ إعلاناً عن أن الفنان المسرحي عزيز عيد (ت: 1942) يبحث عن فنانات للعمل معه في مسرحية جديدة، فتقدمت وتم امتحانها وقبولها.

وبهذا صار لديها مدخولها الخاص الذي قسمته إلى قسم لخالها، وقسم لأهلها في دمياط، وقسم ثالث لنفقاتها الشخصية.

وبعد تحسن دخلها قررت لطفية أن تستقل بالمسكن، فوجدت شقة مناسبة في أحد المباني، لتبدأ محنتها مذاك.

وملخص القصة أنها سكنت بجوار شقة قيل لها إنها تابعة لطبيب شاب لا يتردد عليها إلا نادراً بسبب عمله الدائم في المستشفى.

وذات مرة التقته وهو يهم بدخول شقته فتعارفا، ثم تكررت لقاءاتهما التي انتهت بالزواج. كان الزوج يغيب فترات بحجة العمل ثم يظهر فجأة ليغيب مجدداً. وذات مرة طال غيابه فراحت تبحث عنه في المستشفيات ولكن من دون جدوى. فكلما سألت قيل لها لا يوجد طبيب بهذا الاسم.

هنا اضطرت لكسر أدراج مكتب زوجها المغلقة علها تجد ما يدلها عليه، فإذا بها تعثر على أوراق بها طلاسم ورسوم مبهمة وقائمة بأسماء نساء وعناوينهن.

استخدمت لطفية هذه القائمة للبحث عن تلك النسوة وسؤالهن عن زوجها لتفاجأ بأن جميعهن قتلن في حوادث غامضة.

إحدى صديقاتها أخذتها إلى أحد الدجالين ليفسر لها الطلاسم التي عثرت عليها، فأخبرها الدجال أن تلك الرسوم من عمل الجن، وأن عليها الحذر من التعامل مع صاحبها لأنه جني مؤذٍ ولا يحل عنها إلا إذا سمع الأذان.

وهي من جانبها صدقت خصوصاً حينما قال لها الدجال إن هؤلاء يخافون من الظهور ليلاً، وهو ما انطبق على زوجها الذي كان يغيب ليلاً بحجة «النوبتشية».

علم الفنان الكبير يوسف وهبي (ت: 1982) بقصتها فأخذها إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن اختفاء زوجها ولكن الشرطة لم تصدق قصة الجن.

أما هي فذهبت واشترت جهاز غرامفون وأسطوانة عليها صوت الأذان كي تديره إذا أحست بالخطر عملاً بنصيحة الدجال.

وبعد مدة ظهر الزوج وعلم أن لطفية كسرت درج مكتبه وعرفت سره، فحاول قتلها ولكنها تمكنت من الإفلات وأدارت أسطوانة الأذان فخر الزوج مغشياً عليه.

إثر ذلك تم إبلاغ الشرطة، وبعد التحقق من هوية الرجل تبين أنه مختل وقاتل وهارب من مستشفى الأمراض العقلية وأنه نتاج زيجة بين مصري مختل عقلياً وامرأة سويدية.

هذه المعلومات كانت صادمة لها وأثرت فيها كثيراً، وخصوصاً بعدما تبين أنها حامل من زوجها المجنون، وساءت حالتها أكثر بعدما وضعت طفلاً مشوهاً، ما أدى إلى جنونها ودخولها المصحة لتتوفّى في فبراير من سنة 1945 عن 47 عاماً.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا