باسل النجار = الرياض في السبت 8 فبراير 2025 04:18 مساءً - مواقف إنسانية عند الفنانين- الجزء الاول
الفنان عبد العزيز مكيوى ونقيب الفنانين أشرف زكى
دائما لما كنت بروح نادى نقابة المهن التمثيلية اللى فى البحر الاعظم
كنت بشوف واحد جوه النادى كبير فى السن دقنه كبيره قاعد على كرسي متحرك وواضح عليه التعب وكنت بشوف عمال النادى بيخدموا عليه من أكل وشرب وتلبية طلباته.. اكتر من مرة اشوفه فالفضول اخدنى قلت اسال ده جوه النادى بيعمل ايه؟ فعرفت أن دكتور اشرف زكى نقيب الفنانين عمل موقف انسانى اوى فى قصة إنسانية هزت المجتمع المصرى والدنيا اتقلبت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اما انتشرت صورة لفنان من الزمن الجميل و هو زى المجاذيب متشرد فى الشارع .. مين الفنان ده و ايه اللى حصل ؟
الفنان ده هو عبد العزيز مكيوي كان واحد من أهم نجوم الزمن الجميل في مصر. اتولد في 29 يناير 1934 في أسرة متوسطة، وكان معروف بثقافته الكبيرة. كان بيعرف أكتر من لغة زي الفرنسية والإنجليزية والروسية، وحصل على دبلومات في السياسة وترجمة الأدب. وبعد ما تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في 1954، بدأ مشواره الفني وشارك في عدد من الأفلام والمسلسلات، وبقى واحد من النجوم اللامعين في الساحة الفنية.
أشهر أعماله كان فيلم “القاهرة 30” في 1966، واللي قدم فيه شخصية علي طه، الشاب الثائر اللي كان بيحلم بثورة ضد الفساد. المخرج صلاح أبو سيف كان هو اللي اختاره للدور ده لأنه كان شايف فيه موهبة كبيرة. بعدها استمر في تقديم أعمال مميزة زي مسلسل “الساقية” في 1967 و”عصفور من الشرق” في 1967، وكمان فيلم “لا تطفئ الشمس” مع فاتن حمامة في 1961.
لكن بعد سنوات من التألق، بدأ عبد العزيز مكيوي يختفي من الساحة الفنية، وأخر أعماله كانت في 2005 في مسلسل “نعتذر عن هذا الحلم”. بعد كده اعتزل الفن تمامًا وابتعد عن الأضواء، وكان حاله بدأ يتدهور.
بعد وفاة زوجته، اللي كان بيحبها جدًا، ساءت حالته النفسية وابتدى يعيش وحيدً في شوارع القاهرة.
صورته انتشرت وهو متشرد على مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة من حياته. كانت الصور صادمة للناس، لأن مكنش حد متخيل إنه الفنان اللي قدم أدوار مميزة في السينما والمسرح يعيش في الشوارع ويطلب المساعدة من المارة.
وفي 2011، اتعرض لحادث في الإسكندرية و أصيب بكسر في ساقه، فاضطر يستخدم كرسي متحرك. وكان في الليل بينام على الأرض بغطاء قديم، وفي النهار يمد يده للمارة يطلب المساعده، حتى إن الناس في حي الحسين افتكرو إنه واحد من المجاذيب. الصور دي عملت جدل كبير على الإنترنت.
فدكتور أشرف زكي، اول حاجة عملها أجر له بيت يقعد فيه لكنه كان بينزل من بيته و يبات فى نادى النقابة وبالرغم أن فى أعضاء اعترضوا على بياته كده .. لكن هو واجه الاعتراضات و قرر يساعده و ميسيبهوش فى الشارع وأخده وأعتنى بيه وعالجه فى مستشفى القوات المسلحة . وبعد ما خرج من المستشفى، نقلوه لدار المسنين في مصر الجديدة.
وفي النهاية، توفي عبد العزيز مكيوي في 18 يناير 2016 عن عمر يناهز 82 سنة، بعد حياة مليانة بالفن والإبداع، وانتهت مأساة الفنان الكبير اللي عاش آخر أيامه في ظروف صعبة جدًا.
ادعوا له بالرحمه والمغفره
وماتنسوش الايك والشير
