باسل النجار = الرياض في الخميس 16 يناير 2025 08:24 مساءً - في عدد قديم من مجلة الكواكب (أشهر مجلات الفن المصرية وأقدمها) يعود تاريخ صدوره إلى عام 1953، نشرت المجلة موضوعاً تحت عنوان «رأيناهم وتحدثنا إليهم»، عرضت من خلاله حكايتين حدثتا لمعجبتين من معجبات الفن المصريات مع نجمتين مفضلتين لديهما.
المعجبة الأولى، التي بعثت بحكايتها للمجلة عبر خطاب موقع باسم «ليلى ــ كلية الآداب»، تحدثت عن موقف طريف لا تنساه أبداً حدث لها في عام 1950 مع فنانتها المفضلة ليلى فوزي.
وملخص الحكاية أنها ذهبت لزيارة إحدى صديقاتها بمسكنها في عمارة كبيرة (عمارة ليبون بشارع الجبلاية في الزمالك)، وعند انصرافها ركبت المصعد الذي توقف في أحد الأدوار لالتقاط راكب جديد، فإذا بالباب ينفتح وتدخل فتاة رشيقة ترتدي معطفاً أخضر اللون، وتغطي نصف وجهها الأسفل بشال أحمر، وتضع يديها في جيوب معطفها.
تقول صاحبة الخطاب: وبينما المصعد ينزل توقف فجأة لحدوث عطل ميكانيكي، فأصابني خوف شديد وأخذت في الصياح، وسمعت فريق البوابين يستعجل إحضار فني لإصلاح العطل.
أما الفتاة الحسناء فقد سقط منها شالها الأحمر، كاشفاً عن وجهها فإذا بها نجمتي السينمائية المفضلة ليلى فوزي.
تضيف المعجبة: إن ذلك كان كفيلاً بنسيانها قصة المصعد المعطل وبزوال توترها وخوفها، خصوصاً وأنها بدأت حواراً مع فوزي أبدت من خلاله إعجابها بأفلامها وشخصيتها وأناقتها.
وحينما تم إصلاح المصعد ونزل إلى الطابق الأرضي صافحتها فوزي و«على وجهها ابتسامة عذبة وهي تقول يا ريت ألاقيكي في الأسانسير لما يتعطل تاني».
المعجبة الثانية التي رمزت إلى اسمها بـ«آمال شكري ــ الروضة» كتبت للمجلة خطاباً تحدثت فيه عن حكاية طريفة حدثت لها في عام 1952 مع المطربة والنجمة السينمائية الجميلة شادية، وملخصها أنها كانت تجلس مع والدتها في أحد محلات الجيزة لتناول القهوة، وفجأة دخل عليهما عدد من الفنانين مع مصورين يحملون كاميراتهم ومعداتهم السينمائية، كان من بينهم كمال الشناوي ونجمتها المفضلة شادية.
تضيف مرسلة الخطاب: عرفنا أن هذا الجمع جاء لتصوير مشهد سينمائي من فيلم جديد، لكن ما حدث هو تمزق جورب شادية أثناء تنقلها بين الطاولات والمقاعد بسبب اشتباك الجورب بأحد الكراسي، ما تسبب في حيرتها وتوترها وإيقاف عملية تصوير المشهد إلى حين إرسال سيارة إلى الأسواق لإحضار جورب جديد لها.
تقول المعجبة: «أشفقت على الفنانة المحبوبة من هذه الحيرة، بعد أن بدا عليها الضيق والتوتر، فاقتربت منها وعرضت عليها أن أعطيها جوربي الشخصي مع التأكيد على أن الجورب جديد».
وتابعت: «كنت أظن أن الفنانة الجميلة ستعتذر لأن جوربي ليس من النوع الفاخر الذي تظهر به فنانة كبيرة مثلها، ولكنها قبلت الفكرة في تواضع شديد وشكرتني، فخلعت الجورب في إحدى الغرف وأعطيته لها، وأعادته لي بعد انتهاء التصوير مع صورة جميلة أخرجتها من حقيبتها وكتبت لي عليها إهداء».
واختتمت المعجبة خطابها إلى «الكواكب» قائلة: «أحتفظ بالصورة والجورب في صندوق صغير كتذكار عزيز من ممثلة ومطربة أحبها».
ونختتم بالقول أن مثل هذه الحكايات، التي تعكس تواضع نجوم السينما المصرية في الزمن الجميل وبساطة تعاملهم مع المعجبين والمعجبات بودّ وكرم ودون قيود أو تكلف، قد تكون نادرة اليوم، بعد أن تغير الزمن وطغت عليه صور الجشع والفشخرة والتنمر والبلطجة. ودليلنا بعض القضايا التي رفعت مؤخراً أمام المحاكم المصرية ضد فنانين تصرفوا بعنف وقسوة أو بعبارات غير لائقة حيال معجبين أرادوا فقط التقاط صور تذكارية معهم أو التحدث إليهم ليس إلا.