الارشيف / عالم الفن والمشاهير

محمد رحيم كان محتاج كلمة طيبه قبل ما يودع الحياة

باسل النجار = الرياض في الاثنين 25 نوفمبر 2024 08:11 مساءً - انت عارف؟ أكتر حاجة تكسر القلب في وفاة الملحن الشاب محمد رحيم ، مش بس إنه رحل فجأة، لكن كلماته اللي قالها من كام شهر، كأنها كانت صرخة استغاثة محدش سمعها. كان بيقول إنه مش متقدر، مش واخد حقه من العرفان، ومش حاسس إنه فارق أو مهم لحد. لدرجة إنه فكر يعتزل، وكأنه بيقول للناس “أنا مش موجود” وبعدها رجع عن قراره، لكن واضح إنه كان شايل وجع كبير جواه.

اتكلمت قبل كده، وهفضل أتكلم، عن احتياج نفسي كلنا محتاجينه اسمه “الشَوَفَان”، يعني تحس إنك متشاف من اللي حواليك، إنك مهم ليهم، وجودك له قيمة. الكلمة دي لو فاكرينها من زمان، بتعبر عن حاجة جوانا من وإحنا صغيرين. كل طفل بيجري على أهله يقول: “بصوا عليَّا! شوفوا أنا عملت إيه!”، وبيفرح لو خد كلمة زي “برافو” أو حتى نظرة رضا. والاحتياج ده بيكبر معانا، مش بيتغير، بنفضل مستنيين من الناس اللي حوالينا إنهم يشوفونا ويقدرونا.

كلمة بسيطة زي “شكراً” أو “كتر خيرك” ممكن تغير يوم حد، بل حياة حد. لمسة على الكتف، نظرة امتنان، أو حتى حضن دافي من صديق، كلها حاجات بتقول للشخص اللي قدامك: “أنا شايفك، وجودك له معنى”. دي حاجات بسيطة جدًا، لكنها بتدينا إحساس إننا موجودين، ليّنا قيمة، ليّنا لازمة.

بس المشكلة إننا بقى عندنا بخل غريب في التقدير! النهارده، ممكن تعمل كل اللي تقدر عليه لحد، تدي من وقتك وجهدك ومشاعرك، وفي الآخر، ولا كلمة شكر، ولا حتى نظرة امتنان. والأسوأ، ممكن يقابلوك بالاستنكار، كأن اللي عملته ده حقهم مش معروف منك. تحاول مرة واتنين وعشرة، وتكتشف إن علاقتك بالناس اتحولت لحاجة مفروغ منها، حاجة بيتوقعوها من غير ما يحسوا إنك تعبت.

الحقيقة المؤلمة؟ كلمة واحدة زي “شكراً” ممكن تنقذ حياة. كلمة زي “أنا ممتن ليك” أو “بقدر اللي بتعمله” ممكن تداوي قلب مكسور أو تحمي روح من الانطفاء. إحنا مش محتاجين حاجات كبيرة علشان نحس إننا عايشين، نظرة، لمسة، كلمة، بتفرق أكتر مما نتخيل.

أرجوكم، ما تستنوش لما حد يمشي، لما حد يتعب، لما حد يختفي، علشان تقولوله قد إيه كان فارق. ما تبخلوش بكلمة، ما تبخلوش بشعور. الحياة قصيرة، وأحياناً، مجرد كلمة بتخلِّي حد يكمل.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا