عالم التقنية

كنز دفين يقلب موازين الطاقة في العالم.. ما القصة؟

باسل النجار - القاهرة - الأحد 8 يونيو 2025 12:25 مساءً - كشف فريق من علماء الجيولوجيا عن احتياطي هائل من معدن الليثيوم داخل بركان "كالديرا ماكديرميت" عند الحدود بين ولايتي نيفادا وأوريغون في الغرب الأمريكي، في اكتشاف وصفه الخبراء بأنه من أهم الاكتشافات الجيولوجية في العقود الأخيرة.

حجم وثروة استثنائية

تشير التقديرات الأولية إلى أن قيمة هذا الاحتياطي تصل إلى نحو 413 مليار يورو، ما يضعه في مصاف أكبر المصادر العالمية لليثيوم، المعدن الأساسي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة.

يركز الاحتياطي الأساسي في منطقة "ثاكر باس" داخل الكالديرا، حيث أظهرت التحاليل تواجد تركيزات عالية جداً من الليثيوم في طبقة طينية تعرف باسم "الإيليت"، بنسبة بلغت 2.4% من وزن المادة، أي أكثر بخمس مرات من المتوسط العالمي البالغ 0.4%.

تاريخ جيولوجي فريد

تكوّن هذا الاحتياطي عبر مرحلتين جيولوجيتين:

المرحلة الأولى قبل أكثر من 16 مليون سنة، عندما اندلع بركان ضخم وأدى تفاعل مياه بحيرات قلوية مع الزجاج البركاني الغني بالليثيوم إلى تكوين طين مخصب بالمغنيسيوم.

المرحلة الثانية شهدت تسرب سوائل حرارية أرضية محملة بعناصر كالبوتاسيوم والفلور، مما أعاد تشكيل المعادن ونتج عنه تكوين طبقات "الإيليت" الغنية بالليثيوم.

دراسات أكاديمية وشراكات استراتيجية

دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا بالتعاون مع شركة "ليثيوم أميركاز" أكدت أن تركيز الليثيوم في هذه الطبقات يبلغ 1.8%، وهو رقم أعلى من مواقع تعدين رئيسية أخرى في الولايات المتحدة مثل "وادي كلايتون" و"رايولايت ريدج"، مما يعزز أهمية "ثاكر باس" كموقع استراتيجي لتعدين الليثيوم.

جدل بيئي وثقافي

رغم الأهمية الاقتصادية، أثار المشروع جدلاً واسعاً، خصوصاً بين قبائل السكان الأصليين الذين يرونه شكلاً من أشكال "الاستعمار الأخضر" يهدد أراضيهم وثقافتهم. كما عبر نشطاء بيئيون عن مخاوف بشأن التأثيرات المحتملة على التربة والمياه الجوفية، رغم تأكيد الشركات على استخدام تقنيات تعدين أقل تلوثاً من الطرق التقليدية.

خطوة استراتيجية للولايات المتحدة

يأتي هذا الاكتشاف في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتقليل اعتمادها على استيراد الليثيوم من دول مثل الصين وتشيلي، مع تزايد الطلب العالمي على المعادن اللازمة للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة.

إذا نجحت جهود تطوير هذا المشروع، فقد يرسخ موقع الولايات المتحدة كقوة رائدة في سوق الطاقة النظيفة، ويدعم تحوّلها نحو مصادر طاقة مستدامة تساهم في مواجهة التغير المناخي على الصعيد العالمي.

للمزيد تابع الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا