اخبار الخليج / اخبار الامارات

“تحت الأرض”.. دراما سورية بحجم السينما تهز الموسم الرمضاني وتتصدر المشهد

الخميس 6 مارس 2025 07:11 مساءً - دبي _ حسام لبش

منذ لحظات عرضه الأولى، جاء “تحت الأرض” ليؤكد أنه ليس مجرد مسلسل عابر في السباق الرمضاني، بل عمل درامي بحجم السينما، يفرض نفسه بقوة ويقلب الطاولة على كبار الإنتاجات المنتظرة. هذه التحفة الفنية التي أنتجتها كلاكيت للمنتج إياد نجار، حملت توقيع المؤلفين شادي دويغر وسلطان العودة، وأخرجها ببراعة مضر إبراهيم، لتعيد للدراما السورية مجدها وتألقها، وترسخ مكانتها في الصفوف الأولى عربيًا وعالميًا.

 

إبهار بصري بمستوى الإنتاجات الهوليوودية

 

لم يكن نجاح “تحت الأرض” مجرد ضربة حظ أو نتيجة لأسماء لامعة فقط، بل هو نتاج عمل متكامل يقترب من روح السينما العالمية. من أول مشهد، يدرك المشاهد أنه أمام صورة بصرية مذهلة لا تقل عن أضخم إنتاجات هوليوود. التصوير المتقن، الإضاءة المدروسة، الألوان التي تعكس روح دمشق في عام 1900، والمشاهد المصممة بعناية فائقة، جعلت العمل تحفة فنية تنبض بالحياة. هنا، لا نشاهد مجرد مسلسل، بل نعيش تجربة بصرية مذهلة تضعنا في قلب الحدث، حيث تكاد تشعر بأنك تسير في أسواق دمشق القديمة وتلامس جدرانها العتيقة.

 

سيناريو من العيار الثقيل يشعل الصراع

 

“تحت الأرض” ليس عملًا تجميليًا قائمًا على الصورة فقط، بل هو نص متماسك يحمل في طياته صراعات معقدة وحوارات من العيار الثقيل. القصة التي تدور حول الصراع بين كبار التجار في دمشق ليست مجرد حبكة كلاسيكية، بل متاهة من المكائد والخيانات والتحالفات التي تتغير مع كل حلقة، مما يجعل المشاهد مشدودًا حتى آخر لحظة. النص يرفض التسطيح، ويغوص في عمق الشخصيات، مقدّمًا دراما نفسية واجتماعية مشحونة بالتوتر والانفعالات الصادقة.

 

أداء تمثيلي يرسّخ الأسطورة

 

حين يجتمع في عمل واحد نجوم بحجم مكسيم خليل، وسامر المصري، وروزينا لاذقاني، وفايز قزق، وأحمد الأحمد، ولجين إسماعيل، وكارمن لبس، وكرم الشعراني، لا بد أن يكون الأداء بحجم التوقعات. لكن المفاجأة أن كل نجم هنا لم يقدّم مجرد دور، بل خلق شخصية مستقلة تعيش داخل عقل المشاهد. مكسيم خليل يخطف الأنظار بحضوره الطاغي، سامر المصري يقدّم شخصية مليئة بالتناقضات، روزينا لاذقاني تؤكد نضوجها الفني، وأحمد الأحمد يثبت مرة أخرى أنه أحد أعمدة التمثيل العربي. كل مشهد هو ساحة مواجهة، كل نظرة تحمل قصة، وكل كلمة تقلب المعادلة.

 

منافس شرس يقلب موازين الموسم الرمضاني

 

في وقت كانت الأنظار متجهة نحو أعمال أخرى منتظرة، جاء “تحت الأرض” ليقلب كل الحسابات. العمل لم يقتصر على حجز مكانه في السباق الرمضاني، بل انتزع الصدارة منذ اللحظة الأولى، متفوقًا على كثير من الإنتاجات العربية التي رُصدت لها ميزانيات ضخمة. على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح حديث الجمهور، تصدّرت مشاهده التريند، واحتلت شخصياته عناوين الصحف والنقاشات الفنية.

 

دراما تصنع التاريخ.. لا تُشاهد بل تُعاش

 

“تحت الأرض” ليس مجرد مسلسل رمضاني، بل مشروع فني يضع الدراما العربية في موقع المنافسة مع الإنتاجات العالمية. هو درس في كيفية صناعة دراما حقيقية، بلا مجاملة، بلا تكرار، وبلا استسهال. هو عمل يُشاهد مرة، ثم يعاد مشاهدته، ثم يظل في الذاكرة كأحد أهم الإنتاجات السورية والعربية في السنوات الأخيرة.

 

في النهاية، إذا كنت تبحث عن عمل درامي عادي، فلن تجد ضالتك هنا. لكن إن كنت مستعدًا لمواجهة دراما تحملك إلى عالمها وتجعلك جزءًا من قصتها، فإن “تحت الأرض” هو العمل الذي سيبقى طويلًا في الأذهان.. وربما يكون نقطة تحول في الدراما العربية الحديثة.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا