الجمعة 28 فبراير 2025 01:34 مساءً - متابعة- بتول ضوا
أصدرت شركة صينية إخطارًا مثيرًا للجدل يهدد بطرد الموظفين العازبين والمطلقين إذا لم يتزوجوا بحلول نهاية سبتمبر. الشركة، المعروفة باسم مجموعة شونتيان الكيميائية وتقع في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، أعلنت عن هذه السياسة في يناير الماضي، بهدف زيادة معدل الزواج بين موظفيها الذين يبلغ عددهم أكثر من 1200 شخص.
ووفقًا للإخطار، طلبت الشركة من الموظفين العازبين والمطلقين الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و58 عامًا “الزواج والاستقرار” بحلول نهاية سبتمبر. وأضافت أن الموظفين الذين لا يتزوجون بحلول نهاية مارس سيُطلب منهم كتابة خطاب انتقاد ذاتي، بينما سيتم تقييم أولئك الذين لا يتزوجون بحلول نهاية يونيو. أما إذا ظلوا عازبين بحلول نهاية سبتمبر، فسيتم فصلهم من العمل.
كما أكدت الشركة على التزامها بالقيم الصينية التقليدية مثل الولاء والتقوى الأبوية، ووصفت عدم الزواج بأنه “خيانة” لدعوة الحكومة لتحسين معدل الزواج. وجاء في الإعلان: “عدم الاستماع إلى والديك ليس برًا بالوالدين، والسماح لنفسك بالبقاء عازبًا ليس خيرًا”.
لكن هذه السياسة واجهت انتقادات واسعة من قبل المعلقين والخبراء القانونيين. وقال أحد المستخدمين على الإنترنت: “على هذه الشركة أن تركز على أعمالها وتتوقف عن التدخل في حياة موظفيها الشخصية”. بينما تساءل آخر: “هل ستطرد الشركة أيضًا الموظفين المتزوجين الذين لا ينجبون أطفالًا؟”.
وردًا على هذه الانتقادات، قام مكتب الموارد البشرية والضمان الاجتماعي المحلي بتفتيش الشركة في 13 فبراير، مما دفعها إلى سحب السياسة في أقل من يوم. وأكد المكتب أنه لم يتم فصل أي موظف بسبب حالته الزوجية.
من جهته، قال يان تيان، الأستاذ المشارك في كلية الحقوق بجامعة بكين، إن سياسة الشركة تنتهك حرية الزواج وبالتالي فهي غير دستورية. كما أشار إلى أن الإخطار يتعارض مع قانون العمل الصيني وقانون عقود العمل.
يأتي هذا الجدل في ظل انخفاض حاد في معدلات الزواج في الصين، حيث سجلت البلاد 6.1 مليون زيجة فقط العام الماضي، بانخفاض 20.5% عن العام السابق. وفي محاولة لتعزيز الزواج، قدمت بعض الحكومات المحلية حوافز مالية، مثل مدينة في مقاطعة شانشي التي عرضت 1500 يوان (200 دولار أميركي) للنساء دون سن 35 عامًا والرجال الذين يتزوجون لأول مرة.
في النهاية، يبقى السؤال: هل من المقبول أن تتدخل الشركات في الحياة الشخصية لموظفيها؟ أم أن هذه السياسة تعكس أزمة اجتماعية أعمق تواجهها الصين؟