الأربعاء 26 فبراير 2025 10:33 صباحاً - متابعة- بتول ضوا
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) هو حالة نفسية شائعة تؤثر على العديد من الأطفال والبالغين حول العالم. يتميز هذا الاضطراب بصعوبة في التركيز، فرط في النشاط، واندفاعية قد تعيق الأداء اليومي للفرد. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه غالبًا هو: هل يمكن أن تكون مسؤولية الآباء أحد أسباب ظهور هذا الاضطراب؟
في الواقع، لا يمكن إلقاء اللوم بشكل مباشر على الآباء في إصابة أطفالهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في ظهور هذا الاضطراب. إذا كان أحد الوالدين يعاني من ADHD، فإن احتمالية إصابة الطفل تزداد بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل بيولوجية أخرى مثل اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ أو التعرض لبعض العوامل البيئية أثناء الحمل قد تساهم في تطور الحالة.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل دور البيئة الأسرية في تفاقم أو تخفيف أعراض ADHD. قد تؤثر أساليب التربية غير المناسبة، مثل الإفراط في التدليل أو القسوة المفرطة، على سلوك الطفل وتزيد من حدة الأعراض. على الجانب الآخر، يمكن أن يساعد الدعم العاطفي والبيئة المنظمة في تحسين قدرة الطفل على التعامل مع الاضطراب.
من المهم أن يفهم الآباء أن ADHD ليس نتيجة لسوء التربية، ولكن الطريقة التي يتعاملون بها مع الطفل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تطور الحالة. يجب على الآباء البحث عن معلومات موثوقة حول الاضطراب، والاستعانة بالمختصين لتشخيص الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة. العلاج قد يشمل الأدوية، العلاج السلوكي، أو مزيجًا من الاثنين.
في النهاية، اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو حالة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا وتعاونًا بين الآباء والمختصين. بدلًا من لوم أنفسهم، يجب على الآباء التركيز على توفير الدعم اللازم لأطفالهم لمساعدتهم على عيش حياة متوازنة وناجحة.