ياسر الجرجورة - الرياض - الاثنين 24 فبراير 2025 03:48 مساءً - في الشارقة، حيث الثقافة تتنفس عبق التراث، يشكل مجلس الحيرة الأدبي صرحًا شامخًا يضيء سماء الشعر النبطي والأدب العربي، هذا المجلس، الذي يحمل اسم "الحيرة"، تيمّنًا بالمنطقة التاريخية في العراق، أصبح وجهة أساسية للشعراء والأدباء من مختلف الدول العربية بينها مصر التي لم يغيب حضورها وتألق شعراءها.
لإلقاء الضوء على دوره الريادي، كان لـ"اليوم السابع"، هذا اللقاء مع الشاعر بطي المظلوم، مدير مجلس الحيرة الأدبي، الذي تحدث عن رسالة المجلس، ودوره في إثراء المشهد الثقافي، ورؤيته لمستقبل الشعر النبطي.
- كيف نشأ مجلس الحيرة الأدبي وما الهدف من تأسيسه؟
مجلس الحيرة الأدبي هو جزء من صرح ثقافي كبير تحت مظلة دائرة الثقافة في الشارقة، وكانت انطلاقته بمسمى "مركز الشارقة للشعر الشعبي"، إلى أن قرر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، تغيير اسمه إلى مجلس الحيرة الأدبي، مستلهمًا من تاريخ الحيرة، تلك المدينة العريقة التي كانت منارة أدبية على مر العصور.
والمنطقة التي يقع فيها المجلس في الشارقة عمرها أكثر من 410 أعوام، وعاش فيها العديد من الشعراء، سواء من أصحاب الشعر الفصيح أو النبطى، لهذا أراد الشيخ سلطان أن يكون هذا الصرح امتدادًا لتاريخ المنطقة، ومنارةً تحتضن الشعر النبطي في الإمارات والوطن العربي.
- ما أبرز الفعاليات التي ينظمها المجلس لدعم الشعر النبطي؟
نحن في مجلس الحيرة الأدبي نحرص على تقديم فعاليات مستمرة لدعم الحركة الشعرية، ومن أهمها مهرجان الشارقة للشعر النبطي، الذي يُعد واحدًا من أقدم المهرجانات في الإمارات والخليج العربي، وبدأ هذا المهرجان منذ عام 1981 في قاعة إفريقيا بجوار بلدية الشارقة القديمة، واستمر تكريم رموز الشعر النبطي حتى يومنا هذا، حيث احتفينت بدورته الـ 19 هذا العام 2025، والمهرجان يستمر لمدة 10 أيام، وخلاله يتم الاحتفاء بالشعراء من مختلف أنحاء الوطن العربي، وتقديم أمسيات شعرية تجمع أبرز الأسماء في الساحة،كما يُعد ملتقى مفتوحًا للشعراء والشاعرات والإعلاميين، مما يسهم في تعزيز التفاعل الثقافي.
- كيف أسهم مهرجان الشارقة للشعر النبطي في تطوير القصيدة النبطية؟
لقد كان لهذا المهرجان أثر بالغ في نشر ثقافة الشعر النبطي وجعل مفرداته أكثر فهمًا للجميع مع مرور السنوات، تحول إلى منصة جامعة للهجات المختلفة، مما أدى إلى انفتاح الشعراء على مدارس شعرية متنوعة، وأسهم في إيصال الشعر النبطي لجمهور أوسع.
كما أن القصائد التي قُدمت عبر المهرجان وجدت طريقها إلى ألحان الفنانين، مما ساعد على انتشار الشعر النبطي وتعريف الناس به، وهو هدف أساسي نسعى إلى تحقيقه.
- هل نجح المجلس في الكشف عن مواهب جديدة؟
بالتأكيد، فقد أسهمت الفعاليات في اكتشاف شعراء مبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وليس فقط من دول الخليج، بل من مصر، الأردن، العراق، سوريا، السودان وغيرها، ولعل من أبرز المفاجآت هو ظهور شعراء متميزين من سيناء في مصر، والذين يحملون طابعًا فريدًا من الإبداع والتميز في الشعر النبطي، ونحن نسعى دائمًا إلى دعم هؤلاء المواهب، واستقبال أكبر عدد ممكن من الشعراء، ومساعدتهم في الارتقاء بمستوى قصائدهم حتى يصلوا إلى مرحلة الإبداع والتميز.
- كيف ترى مستقبل الشعر النبطي؟
الساحة الشعرية تنمو بشكل مستمر، وعدد الشعراء يزداد عامًا بعد عام، نلمس اليوم إقبالًا متزايدًا من الأجيال الجديدة على الشعر النبطي، وهذا يعكس حيويته وقدرته على التطور، ودورنا في المجلس هو أن نكون جسرًا بين الأجيال المختلفة، ونوفر لهم المنصة التي تتيح لهم تطوير إبداعاتهم، ليبقى الشعر النبطي محافظًا على مكانته في المشهد الثقافي العربي.
في الختام، هل هناك رسالة تود توجيهها للشعراء الشباب؟
رسالتي لهم هي أن يواصلوا الكتابة، البحث، والتعلم، فالشعر النبطي ليس مجرد كلمات تُلقى، بل إرث ثقافي عميق يحتاج إلى من يحمله بصدق، ونحن في مجلس الحيرة الأدبي، نمد لهم أيدينا وندعوهم للمشاركة والاستفادة من هذا الصرح الذي وُجد ليكون بيتًا للشعراء والمبدعين في كل مكان.
مقر الشعر النبطي